رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تسونامى.. وتحدى «جبروت الماء»

تسونامى

من منا ينسى كارثة تسونامى عام 2004 (أعنف الكوارث الطبيعية فى التاريخ) والتى بدأت بزلزال تحت البحر فى جزيرة سومطرة الإندونيسية أحدث موجات هائلة من المياه غمرت حوالى 14 بلدة وقرى ساحلية وأودت بحياة 230 ألف شخص, وتسببت الفوضى الناجمة عنه فى نزوح 1٫7 مليون شخص. تسونامى سيبقى منقوشا فى ذاكرة التاريخ ليس فقط بسبب ما خلفه من دمار ولكن بفضل حجم التعبئة الدولية التى تمكنت من جمع تبرعات اعتبرت الأكبر فى تاريخ المساعدات الإنسانية بقيمة 14 مليار دولار. إنه «تسونامي» كرم وتضامن أطلقه المجتمع الدولى وكانت اليابان من أكثر الدول تبرعا, تلتها بريطانيا وأمريكا، فقد قدمت حوالى 500 مليون دولار وأرسلت ما يزيد على 100 عامل إنقاذ لمساعدة الضحايا، ومن المفارقات أن اليابان بعد سبع سنوات كانت من أكبر متلقى المعونات عند حدوث كارثة تسونامى أخرى مع زلزال اليابان الكبير الذى تسبب فى كارثة فوكوشيما عام 2011. الكل مد يد العون حتى نجوم الكرة, ولن ننسى قصة الطفل الإندونيسى مارتونيس الذى استطاع النجاة من الموجات العاتية حينما ظل معلقا بأحد الأعمدة التى بقيت صامدة لمدة عشرين يوما قبل أن يعثر عليه صحفى بريطانى وتنتشر صوره فى جميع أنحاء العالم, هذا الطفل استطاع جذب تعاطف نجم كرة القدم البرتغالى كريستيانو رونالدو الذى تكفل بإعادة بناء منزله بعد أن غمرته المياة, كما ساعده فى الالتحاق بأكاديمية كرة القدم بالبرتغال, ومازال يتكفل بمصاريفه حتى الآن.

«دبلوماسية تسونامي» كشفت أيضا عن دروس أخرى, فمع رهان المال دخلت الغايات السياسية فى قلب الأزمة، فالهند على سبيل المثال رفضت على الفور المساعدات الدولية ساعية إلى إبراز صورتها كقوة ناشئة عظيمة، أما تايلاند فأدارت الأزمة داخليا، وفى آتشيه بإندونيسيا جرت إعادة الإعمار بزخم كبير مدعومة باتفاق سلام أبرم بعد عام بين الانفصاليين المسلحين والقوات الحكومية, حيث أنهى تسونامى صراعا دام قرابة 30 عاما. وعلى العكس من ذلك شهدت سريلانكا قصة مختلفة، إذ كان تخصيص المعونة مصدرا للنزاع بين المتمردين والسلطات على خلفية الصراع الطويل بينهما ما أدى فى النهاية إلى رحيل المنظمات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق