رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المنجم والكهف.. سباق مع الزمن

إذا كانت هناك قصة إنسانية غير مرتبطة بتعقيدات السياسة وحدت العالم خلال عام 2018، فإنها دون شك قصة «أطفال كهف تايلاند» الذين علقوا لمدة أسبوعين وأطبقت عليهم المياه والفيضانات أثناء رحلة استكشافية, فاللافت فى القصة حالة التضامن الدولى الهائل ومسارعة الجميع إلى إبداء رغبته فى المساعدة سواء بإرسال فرق إنقاذ وغواصين كما فعلت الدول الكبرى وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا والصين, أو حتى تضامن مواطنين عاديين أتوا من مناطق متفرقة لإحضار الطعام والشراب لعمال الإنقاذ, وسادت حالة من التعاطف الدولى عبر مواقع التواصل الاجتماعى ودعوات بخروج الأطفال سالمين ومن بينهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بجانب مشاهير الفن ورجال السياسة. ودخل إيلون ماسك - الملياردير الأمريكى ومؤسس شركة تيسلا للسيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس للفضاء ـ على خط الأزمة وأعلن عن بناء غواصة صغيرة لإخراج الأطفال, وعرض أيضا إرسال فريق من المهندسين والخبراء للمساعدة. لم يغب كذلك الاتحاد الدولى لكرة القدم عن المشهد, فقد دعا الأطفال ومدربهم لحضور نهائى مونديال روسيا 2018, وإن تعذر ذلك بسبب الحجر الصحى الذى كان مفروضا عليهم من قبل الأطباء بعد إنقاذهم, إلا أن العرض مازال قائما بحضور حفل الكرة الذهبية. الطريف أن دعوة الفيفا أتت بعد قيام الأطفال بسؤال الغواصين المنقذين بعد تحريرهم عن أخر نتائج التصفيات الكروية للمونديال.

قصة «أطفال الكهف» أعادت للأذهان ما حدث عام 2010 لعمال منجم تشيلى الـ 33 الذين ظلوا عالقين لمدة 69 يوما فى الداخل بعد انهيار جزء من المنجم, وقتها أطلق الرئيس التشيلى نداء مساعدة بسيط حيث قال: «هؤلاء الرجال محتجزون على عمق 700 متر, ماذا لديكم من وسائل تكنولوجية من شأنها أن تساعد». وسرعان ما هرع العالم لتلبية النداء وتدفق مئات الخبراء من مهندسين وعمال إنقاذ وحفارين متطوعين لتقديم أفكارهم ومعداتهم, وكرست مجموعة من الخبراء التابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لتقديم نصائح للعمال حول طريقة التأقلم مع الوضع فى جوف الأرض, حتى تم إنقاذهم بواسطة حفارة عملاقة تحت إشراف مهندس ينتمى للجيش الأمريكى فى عملية تابعها أكثر من مليار شخص. ثم جاءت تداعيات الإنقاذ لتزيد القصة تشويقا، متمثلة فى تعويضات مالية كبيرة رصدت لهم ومنها شيك بعشرة آلاف دولار لكل واحد منهم قدمه أحد أقطاب قطاع المناجم فى تشيلي, وأجهزة «آى باد» من ستيف جوبز رئيس شركة «آبل» بالاضافة إلى قمصان نجوم كرة القدم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق