القصص التى تدور حول باب زويلة منها الحقيقى والأسطوري، لكن حقائقه لم تقل غرابة عن خرافاته، فالباب الذى بناه بدر الجمالى عند تجديده لسور القاهرة وسكنت بجواره قبيلة زويلة، صار مرتبطا بأهم أحداث تاريخ مصر، فهو المدخل الرئيسى للقاهرة والأكثر حركة دخولا.
اختاره السلطان قطز ليعلق عليه رءوس وفد أرسله الإمبراطور المغولى هولاكو للتهديد بغزو مصر وكان الرد الصاعق هو أول صفعة يتلقاها هولاكو وأول خطوات النصر الذى اكتمل فى عين جالوت، ومنذ ذلك التاريخ صار الباب معرضا للرءوس والأجساد المتدلية بعد شنقها من لصوص وقطاع طرق وأمراء ومماليك، فكان التعليق على باب زويلة هو أقصى وأقسى عقوبة يوقعها حاكم مصر على المغضوب عليهم.
ولكن أشهر مآسى الباب كانت مأساة السلطان طومان باى أقرب وأحب سلاطين المماليك إلى المصريين، حتى أنهم ظلوا لعدة قرون بعده، يقرأون الفاتحة على روحه كلما مروا تحت باب زويلة الذى اشتهر بين الناس باسم «بوابة المتولي» نسبة إلى متولى الحسبة الذى كان يجمع الرسوم من التجار على الباب ولكن العامة ظنوا أنه اسم لأحد أولياء الله ونسبوا إليه المعجزات والكرامات وأنه كان يصلى فى الحرم المكى ويعود إلى القاهرة فى غمضة عين!.
ومازال باب زويلة مفعما بالحركة ما بين الأسواق التى تستقبل الملايين فى أكبر سوق شعبية ، ولعلها الأقدم فى العالم، فهى لم تنقطع فيها التجارة فى أصناف شتى حتى الآن والباب بمئذنتيه اللتين بناهما السلطان المملوكى المؤيد شيخ، صار شعارا لمحافظة القاهرة واحدة من أقدم مدن التاريخ.
رابط دائم: