منذ فترة طويلة أسمع عن مهرجان هنا وهناك.. مهرجان للمسرح.. مهرجان للمرأة.. مهرجان للسينما.. مهرجان ومهرجان ومهرجان ولا أدرى حقيقة ما هذه المهرجانات العديدة ومن المستفيد منها.. هل مثلا هى لتشجيع السياحة؟ هل هى فعلا لتشجيع الفن مثلا؟ هل هى لاكتشاف مواهب جديدة فى التمثيل أو الرقص أو الغناء أو السينما؟..
هذه الظاهرة التى أعتبرها بالفعل ظاهرة زادت بالشكل الذى ربما يثير القلق أكثر ما يثير الإعجاب فالمهرجانات فنية، ونحن نسعد بكل مهرجان يقدم الجديد فى عالم الفن أو يستفيد منه سواء المتلقى المتفرج أو الفنان نفسه، لكن لابد أن تكون هذه العملية ذات منهج معين ومواعيد لا تختلط ببعضها البعض وأيضا لا تكلف الدولة كثيرا إذ أن معظم هذه المهرجانات، ستحصل على دعم من الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة. هنا أسعد بقرار د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بالبدء فى تنظيم هذه الظاهرة بحيث لايقام مهرجان فى جهة أو بلد ما.. ثم يقام مهرجان آخر مماثل تقريبا فى نفس البلد. ثم إن كثرة المهرجانات لا شك أنها تقلل من قيمة كل مهرجان بعكس ما إذا كانت هناك مهرجانات معينة وفى أوقات معينة لا تتعارض مع بعضها بعضا.
أحييّ الوزيرة على هذا القرار الذى ربما يخجل أى وزير من رفض إقامة مهرجان يتقدم به صاحبه أو مؤسسة أو أى شخص باعتبار أن المهرجانات فيها إحياء لدور الفن وفيها أيضا فائدة ربما لجمهور بعيد إلى حد ما عن مواقع مهرجانات وهكذا. إذن المطلوب هو عدد معين من المهرجانات طوال العام وكل مهرجان له وقته وأيضا التحقق من نتيجة إقامته وأيضا تكلفته إذا كانت الوزارة هى من تقوم بالتمويل اللازم.
سنوات طويلة استمتعنا بمهرجانات فنية جيدة وأيضا كنا ننتظرها بشغف.. لكن الآن مع هذه الكثرة والمبالغة فى إقامة المهرجانات فقد بعضها قيمته.
أقول هذا وأنا أعلم أن الوزيرة فنانة.. دارسة للفن وحصلت على جوائز بالإضافة لتفوقها فى القسم الذى درست فيها آلة الفلوت، «وأنا حين أحييّ الوزيرة على هذا القرار بتنظيم إقامة المهرجانات أحييّ الفنانة التى تعرف وتعلم تمام العلم أن للمهرجان قيمة لكن ليس بهذه المبالغة التى فاقت الحدود فى السنوات الماضية.
رابط دائم: