رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«شماسى البحر».. مهنة الأجداد التى تقاوم الاندثار

شماسى البحر

بين أزقة منطقة اللبان، أقدم مناطق الإسكندرية، يقطع صمت مبانيها العتيقة التى طغى على مظهرها الخارجى عتمة خلفتها السنوات الطويلة، ألوان زاهية مبهجة تعبر عن الصيف بأجوائه المنعشة، فعلى مدى ما يزيد على خمسين عامًا تحول شارع المنير إلى مركز لصناعة شماسى البحر التى شكلت عنصرًا أساسيًا على شواطئ المدينة الساحلية، حافظت عليها أيادٍ ماهرة أصرت على الصمود والتمسك بفنون وإبداعات تراثية توارثتها جيلًا بعد جيل.

يقول مالك إحدى الورش بالمنطقة الأسطى صالح، كما يلقبه العاملون بالورشة، إنه يعمل فى مهنة تصنيع شماسى وكراسى البحر منذ عشرين عامًا وقد توارثها أبًا عن جد، مؤكدًا أنه يحمل شهادة جامعية إلا أنه فضل أن يحافظ على مهنة آباءه التى يعشقها على أن يعمل فى مهنة أخرى.

ويوضح «صالح» أن عدد المتقنين لهذه المهنة قلائل فهى فن يحتاج إلى صانع ماهر يبدع فى اختيار الألوان وتنسيقها مع بعضها البعض، إلا أن أغلب الورش أصبحت تهتم بصناعة أكبر عدد من الشماسى فى وقت قصير لتحقيق ربح دون الاهتمام بالإبداع فى صناعتها.

ويضيف، قديمًا كان الحرفى يقوم بتصميمها وصناعتها من الألف إلى الياء ليكون الناتج فى النهاية تحفة فنية، ولكن اليوم أصبح كل فرد متخصص فى إنتاج جزء ضئيل منها، لافتًا إلى أن حركة البيع تنتعش فى فصل الصيف، كما إنها تشهد إقبالًا فى فصل الشتاء أيضًا حيث تستخدمها المقاهى والمحال التجارية وكذلك الباعة فى الأسواق. وعن ظهور الشماسى والكراسى المستوردة من الصين، يؤكد «صالح» إن سعرها يعتبر زهيدًا بالنسبة لمثيلتها مصرية الصنع، ولكنها ليست فى إتقان وجودة «المصرية»، فهى تصنع من مواد رديئة ولا تصمد مع المستهلك سوى شهر أو شهرين على الأكثر وعلى الرغم من ذلك تشهد إقبالا يهدد الصناعة المحلية بسبب سعرها».

وعلى بعد أمتار قليلة تقع ورشة «أحمد عثمان» التى تبدو على جدرانها ملامح الزمن، يكشف محمد نجل أحمد عثمان، عن وثيقة تعود إلى عام 1972 توضح طلب قطاع الخدمات بالمؤسسة العامة للقوات المسلحة لشماسى من المحل الذى يمتلكه والده، مؤكداً أن سعر الشمسية الواحدة فى ذلك الوقت كان ثلاثة جنيهات ونصف أما الآن فسعرها يبدأ بمائة وخمسين جنيه.

ويوضح «عثمان» إنه قديمًا كانت الشماسى تصنع من الحديد أما الآن فتصنع من الخيزران، وتمر عملية التصنيع بعدة مراحل أولها تقطيع الخيزران والأخشاب على أعواد وفقًا لأطوال معينة، وهناك مقاسات ثابتة لأقطار الشماسى فنصف القطر قد يكون 90 سم، أو مترًا، أو مترًا و10سم، أو مترًا و20 سم.

ويضيف، وبعد تقطيع الخيزران والخشب يتم تركيب الصاج على الأعمدة بحيث توضع قطع الصاج على قمم أعمدة الخيزران، ثم يتم تركيب الأسلاك فى وسط الأعمدة، وعادة ما تغطى هذه الرؤوس بقطعة من القماش لحماية الكسوة من الصدأ، وبعد تجهيز الأعواد يقوم الصانع بجمعها فى باقة واحدة فى ترس دائرى لصناعة جسم الشمسية.

ويتابع، كما يتم تجهيز الكسوة الخارجية للشمسية حيث يتم تقطيع القماش إلى أقماع متساوية، إما ثمان أو عشرة حسب حجم الشمسية، وعقب ذلك يتم خياطتهم مع بعضهم البعض لتكوين الشكل الدائرى المعروف للشمسية، وأخيرًا تثبت على جسم الشمسية الخشبي… فهل تحظى صناعة شماسى البحر بالاهتمام قبل أن تندثر وتكتسحها المنتجات الصينية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق