رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«تاكسى البحر» مهمة نسائية فى عرض الميه!

صفاء عبد الحافظ
تصوير: أحمد عبدالكريم

عالم البحار معروف بأنه عالم رجولى مغلق على الجنس الخشن ولكن المرأة السكندرية إستطاعت بجدعنتها إقتحامها وأظهرت شغفا وعشقاً به، «ولبنت بحرى» حكايات مع البحر، فقد اعتادت مداعبته والهمس بأسرارها لأمواجه فبات يربط بينها وبينه صداقة وعشق، فقد اعتادت ومنذ نعومة أظفارها الجلوس على شطآنه والسباحة بين أمواجه فتعلمت كيف يتم التعامل مع مخاطره، لذا لم يكن غريباً أن تقتحم الفتيات والسيدات عالم البحر لتضرب مثلاً رائعاً للكفاح لمساندة أسرتها، لذلك رأيناها أخيرا سائقة ماهرة «لتاكسى البحر»! تقوم بقيادة مراكب صغيرة فوق مياه البحر المتوسط، تنافس بقوة وثبات انفعالى شديد السائقين الذكور الذين يقومون بنقل الصيادين الذاهبين للصيد من مراكبهم الكبيرة الى الشاطىء “ والى الجزر والعكس.

مروة مصطفى كامل لم يتعد عمرها الخامسة عشر فى المرحلة الاعدادية يعلو وجهها حُمرة خجل تختلط بسمرة الشمس، قابلتها تسير على الشاطىء، نقية بريئة تضرب الرمال بقدميها الصغيرتين تدندن ضاحكة مع صديقاتها أغنية لداليدا «أدينا بندردش .. ورانا إيه .. بنحكى ونفرفش..»، وقد دُهشت حينما أخبرتنى أنها سائقة تاكسى البحرفسألتها لماذا وأنت لازالت بعد طفلة تمتهنين هذه المهنة؟

أجابت بمرح: كنت «بطلع المركب مع أبى الذى علمنى السباحة وأنا طفلة صغيرة لا أجيد الكلام فى سن ثلاث سنوات، وفى عمر الست سنوات بدأت أصادق البحر، وبمرور الوقت تعلمت الغطس والصيد والتعامل مع البحر وأسراره الى أن وصلت لبداية المرحلة الإعدادية، ومع كل طلعة فجر يزداد تعلقى بالبحر ويزداد تعمقى فى معرفة مداخله ومخارجه ومناطق الخطر فيه كأبى تماما، ولم أعرف أبدا لى حياة بعيداً عنه بعد أن قضيت معظم أيامى فى قيادة «تاكسى البحر»، فأقوم بنقل الصيادين وبعض من الركاب الذين يرغبون فى التنزه وإستنشاق الهواء وإمعان النظر الى أمواجه حتى أوصلهم الى «البوغاز»، ومن ثم أعود بهم من جديد،وتوسعت فى رحلاتى البحرية لأحمل «مريدى البحر» فى رحلات سريعة لشط الميناء الشرقى وأعود بهم وقتما شاءوا وقد جددوا دماءهم وأخرجوا مافى صدورهم من عناء، كما أقوم شتاءاً بصيد الأسماك والاتجار فيها وتؤكد مروة إن قيادتها لـ «تاكسى البحر» لاتؤثر على دراستها فهى طالبة متفوقة وهو سبب رضاء أبيها عنها وفخره بها.

أما عن أصعب المواقف التى تواجهها فى عملها فهو خوف بعض الركاب منها لصغر سنها الذى سرعان مايتبدد عندما يجدونها تجيد القيادة وتتعامل بحنكة مع البحر، وتؤكد مروة أن دخلها اليومى من قيادتها لتاكسى البحر محترم ويساعدها فى الحياة .

أما مصطفى كامل 52 سنة والد مروة فيؤكد: أن إبنته تملك رقة الفتيات وخفة وشطاره الصبيان، فهى فتاه طموحة وشجاعة ولاتخاف البحر ولديها تاكسيان للبحر واحد للتنزه والآخر للصيد، ويتمنى أن تحذو أختها «روان» حذوها فى أن تكون سائقة لتاكسى البحر!

أما رحمة أحمد طالبة بالمرحلة الإعدادية فقد أحبت «مهنة تاكسى البحر» وتعلمت بشجاعة هذه المهنة التى تستغرق معظم ساعات النهار من صديقة الدراسة والمهنة مروة والتى كانت تحب دائما مرافقتها فى رحلاتها، فهذه المهنه هى وجه آخر وأجمل للحياة فلا زحام ولا دوشة فقط صوت البحر والغناء هو مايصل آذان الراكبين والصيادين ومحبى البحر .

 

«هو الريس ممكن يسمعنى»؟

مسعودة جلاوى أو مسعودة على عبدالعزيز 27 سنة مثال يحتذى به فى العطاء تتمتع بجمال ربانى ...عندما تتحدث تشعر أنك تتحدث مع سيده من شوارع بحرى القديمة، وذكرتنى رنات صوتها بالفنانة هند رستم فى ادوارها لبنت البلد فهى شديدة الجاذبية شقراء جميلة شديدة الطيبة تحمل جينات جدعنة بنات البلد فى الحب والعطاء، فهى تتحمل دائما مالا يتحمله الرجال تجاه أسرتها دون أن تئن أو أن تعطى لنفسها حق الشكوى.

تقول مسعودة : ورثت مهنة «سائقة البحر» أبا عن جد» فقد أعطانا البحر الكثير ولكنه كما أعطانا أخذ منا... وكنا كأسر كبيرة العدد أصحاب مراكب «ومعلمين كبار» لكن البحر غدار أخذ مراكبنا وبترت يد أبى فى حادث بحرى ولم يعد لدينا الا مركب واحدا، لذا فقد أصبحت يدى بديلا ليده التى ضاعت، ولأن أبى لم ينجب الولد فقد أصبحت «بمئة ولد» أرعى أخوتى البنات الستة، وقد علمنى أبى فنون البحروعمرى 6 سنوات وأنا أجيد بمهارة فنون العوم والغطس والصيد، وفى بداية قيادتى لتاكسى البحر رفض أبى الفكرة لكن لشدة الحاجة وافق أن أكون خليفته، ونزلت للعمل فأصطحبت الركاب للتنزه وأحمل الصيادين لمراكبهم وأعود بهم الى الشط وأحيانا أذهب بنفسى للصيد وأقوم ببيع مارزقنى به من أسماك وخيرات البحر، ومن عملى فى هذه المهنة وفقنى ربى وأستطعت أن أعلم شقيقاتى بالمدارس وقمت بتجهيزهن وتزويجهن وأنا بعد لم أصل لسن العشرين، فى بداية عملى كسائقة لتاكسى البحر كنت أصغر صيادة فى البحر ومعى كارنيه بما يعنى أنى «صيادة رسمية» والبحر صديقى أعطانى قوة تشعرنى أنى بمئة رجل، وتستطرد: لكن للأسف المركب الوحيد الذى نملكه معطل ويحتاج الى اصلاحات مما لم يسمح لنا بتجديد الرخصة، فالمركب مركون على الشاطىء وقد توقفت تماما عن العمل، وتبادرنى مسعودة بسؤال..» هو الريس السيسى ممكن يسمعنى ويحل مشكلتى؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 2
    ابو العز
    2018/07/23 08:39
    0-
    2+

    يا بنات بحري
    يا ساكنة في قلبي وعنيا * في البحر ع البر تجري مستأنية * يرشك البحر ميه ترشي حنية ..
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق
  • 1
    يوسف ألدجاني
    2018/07/23 00:35
    0-
    2+

    ما شاء ألله ..... هؤلاء بنات مصر ألطيبات .......
    حماهم ألله من ألذئاب ..... أعطوهم ألفرصه وألثقة وألحمايه فأنهم نصف ألمجتمع .......... أيوووووه بألأسكندراني .
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق