لم يتورع المُجرم القاتل عن ارتكاب جريمته البشعة التى نفذها فى الطفل البرئ «يوسف» البالغ من العمر 13 عامًا.. ولم يفكر حتى فى عقاب الله قبل أن تلامس يداه دماء هذا الملاك الصغير.. وراح يعترف بتفاصيل كارثية حول الجريمة فى أثناء استجوابه من قبل رجال النيابة.. كانت بمثابة مفاجأة مدوية زادت من جرح أفراد أسرة الضحية، وأصابتهم بغصة فى القلب عندما اكتشفوا ما تعرض له نجلهم قبل قتله.
ظروف كثيرة عاشها المجنى عليه كانت بمثابة مسامير فى نعشه.. فمنذ انفصال والديه وانقلبت حياة الطفل البرئ رأسًا على عقب.. «الأم» تطالبه دائمًا بأن ينتبه لدراسته، ويستكمل مسيرة تفوقه التى بدأها منذ أن وطأت قدماه باب المدرسة، وفى نفس الوقت تُلزمه بالإنفاق على أسرته الصغيرة المكونة من والدته وشقيقه «محمد» 7 سنوات، وشقيقته «رحمة» 11 سنة، باعتباره الابن الأكبر.. أما «الأب» فقرر أن ينفصل عنهم تمامًا بعد زواجه، وأن يعيش حياته بعيدًا عنهم وعن همومهم فى منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة حتى دفع «الضحية» الثمن.
فمنذ أن أنهى الطفل «يوسف» امتحانات الصف الأول الإعدادى وهو يبحث عن فرصة عمل تعينه على الإنفاق على أسرته، خاصة بعد أن رفض والده احتضانه وتوفير النفقات اللازمة له ولأسرته.. حتى أرشده أحد أصدقائه إلى العمل مع أحد شياطين الإنس ويدعى «إسلام» صاحب «توك توك».. وهنا كان القدر قد كتب نهاية مأساوية لـيوسف، اهتزت لها السماء، وأصابت جميع أهالى المرج القديمة بالذهول والاستياء الشديد.. تروى الأم أحداثا مأساوية خلال الرحلة القصيرة للبحث عن نجلها منذ أن تغيب، حيث أكدت أنها تواصلت مع والده المقيم مع زوجته الثانية بمنطقة الزاوية الحمراء مرارًا وتكرارًا خلال هذه الفترة لمساعدتها فى البحث عن نجلهما، إلا أنه كان يخبرها كل مرة بأنه مشغول بعمله وليس لديه وقت للبحث عنه، كما طالبها بتحرير محضر بالواقعة.. وهذا ما روته والدة المجنى عليه أمام رجال الشرطة عندما سألوها عن موقف والد الطفل. تفاصيل الجريمة كشفتها بلاغات الغياب التى حررتها والدة المجنى عليه فى قسمى شرطة المرج والخانكة.. لم تمض ساعات من مغادرة الأم قسم شرطة الخانكة محل سكن المتهم، حتى دق هاتفها.. يبلغها أحد أفراد الشرطة بالعثور على نجلها ويطلب منها الحضور فورا إلى المستشفى.. وبالفعل هرولت والدة المجنى عليه إلى مستشفى الخانكة.. وهناك كانت المفاجأة، حيث فوجئت باصطحابها إلى المشرحة للتعرف على جثة طفلها التى كان قد عثُر عليها فى أحد المصارف بمنطقة الخانكة، تفاصيل واقعة مقتل المجنى عليه كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة مع المتهم «إسلام» 27 سنة عاطل، والتى كانت بمثابة مفاجأة مدوية زادت من آلام أسرة المجنى عليه، بعد أن رواها المتهم خلال تمثيله الجريمة أمام فريق النيابة بمسرح الجريمة، حيث أكد أنه اتصل هاتفيًا يوم الحادث بالمجنى عليه «يوسف» 13 سنة يطلب منه إيراد «التوك توك» الذى يعمل عليه الطفل فى نطاق منطقة المرج، ويبلغه بأنه ينتظره بأحد الأماكن المهجورة بجوار مصرف الرشاح بالخانكة.
واستكمل أنه فور وصول الطفل إليه طلب أن يعتدى عليه مقابل بقائه فى عمله، ورفع قيمة الأجرة التى كان يعطيها له يوميًا من الإيراد، إلا أن الطفل رفض وهدد المتهم بافتضاح أمره، فقرر المتهم التخلص منه وقام بخنقه بـ»حزام» ثم ألقى بجثته فى المصرف.
رابط دائم: