بعد محاصرة الإرهاب..
الحياة تعود إلى طبيعتها فى شمال سيناء

• انطلاق المشروعات التنموية.. وتحديث غير مسبوق في الخدمات
• رئيس "تعمير سيناء": تطوير 13 ميدانا ومدخل العريش وتأهيل الطرق

فى الوقت الذى تكاتف فيه ابناء سيناء مع الدولة فى معركة القضاء على الارهاب، كانت هناك تداعيات ومتاعب عانى منها اهالينا فى هذه البقعة الغالية على مصر، ورغم مدى صعوبة الشهور الماضية الا ان عشرات المشروعات التنموية انطلقت لتعيد الحياة الى طبيعتها بمدن شمال سيناء خاصة العريش.. كما ان هناك تطورا غير مسبوق فى قطاع الخدمات وتفاصيل اخرى كثيرة كشفتها جولة الأهرام بشمال سيناء.

فى البداية ، يقول الدكتور صالح سعد عميد كلية التجارة بجامعة العريش ان الموافقة على استئناف الدراسة بالجامعة بالكامل ولجميع الفرق والتى تضم 8000 طالب وطالبة اعادت البسمة الى الطلاب، خاصة مع تخريج اول دفعة من التعليم المفتوح وسط احتفالية كبيرة وفرحة بين الطلاب منذ ايام وقد غابت كثيرا.

وقد كان تركيز مطالب عدد من المواطنين على ضرورة منح ابنائهم من الناجحين بالثانوية العامة نسبة 5% خاصة انهم حرموا بالكامل من النصف الثانى من العام الدراسى بسبب إغلاق المدارس بالكامل، وعدم تمكن ابنائهم من الحصول على الدرجات التى يستحقونها..

وفى سياق الاهتمام بتعليم الطلاب، يقول الدكتور عبد الكريم الشاعر وكيل مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، إن هناك اهتماما كبيرا بالمبدعين بالمحافظة، حيث تم تنظيم معرض كبير، عرض خلاله الطلاب الموهوبون ابتكاراتهم المختلفة، وايضا رسوماتهم وابداعاتهم الفنية من خلال استغلال موارد البيئة السيناوية، وتصميم مشغولات يدوية ذات طابع سيناوى متميز.. مشيرا الى وجود 10 مراكز للموهوبين على مستوى المدارس فى مختلف مناطق المحافظة، وكل مركز يتولى خدمة المنطقة الموجود بها.

واكد محمد العمدة «سائق سيارة اجرة» ان الموافقة على اتاحة الفرصة لجميع سيارات الاجرة بالتموين بالغاز الطبيعى ودون اى حد ادنى ، جلبت لهم مزيدا من الفرحة والسعادة خاصة انهم سيبدأون بممارسة اعمالهم.

فيما تعبر هويدا محمد من سكان مدينة العريش عن سعادتها على الموافقة بالسماح للمواطنين بالتنقل بحرية ودون تنسيق مسبق من المحافظة، ليتمكن المواطنون من السفر ثلاثة ايام اسبوعيا، وهو ما اعاد الحياة مرة اخرى للعريش، وانها ستغادر المدينة الى نجلها الذى يدرس بكلية الطب بالقاهرة، والتى لم تتمكن من رؤيتة منذ عدة اشهر .

وفى مجال التعمير، يكشف مصطفى عايش رئيس منطقة تعمير شمال سيناء عن تجميل 13 ميدانا فى مدينة العريش كمرحلة اولى سيتم البدء خلال الشهر الحالى فى تجميل 5 ميادين وسط المدينة، والتطوير شامل لكافة الاعمال من طرق وكهرباء وتجميل، كما سيتم العمل على تطوير المدخل الغربى للعريش وصولا لجامعة سيناء، ومنه لشارع الفاتح حتى منطقة النافورة بطول 8 كيلومترات، وبتكلفة 120 مليون جنيه، مضيفا انه سيتم استكمال التطوير الكامل لكورنيش العريش والمدخل الغربى بتكلفة 12 مليونا، وانارة شاطىء العريش بتكلفه 150 مليونا خلال عام، وستشهد المدينة تطويرا غير مسبوق فى كافة المجالات والخدمات وسيتم تعويض الاهالى عن اى اضرار قد يتعرضون لها.

واضاف ان منطقة وسط سيناء لها نصيب كبير ايضا من اعمال التطوير والتنمية، وان هناك اعمالا جار تنفيذها ضمن الخطة الاستثمارية منها انشاء طرق وكهرباء فى المناطق المحرومة وسط سيناء، والحسنة ونخل والشيخ زويد فى مجال الكهرباء، ورفع كفاءة الطرق، واقامة منازل بدوية فى جميع مراكز المحافظة الى جانب العديد من الاعمال الجارى تنفيذها فى قرية الروضة كتطوير ورفع كفاءة المنازل وكذلك تطوير شبكة مياه بطول 14 كيلومترا وخزان ارضى واقامة مجمع خدمى بالقرية، ورفع كفاءة الطرق، كما يقوم حاليا جهاز التعمير باستكمال رفع كفاءة عمارات المساعيد بالعريش.

من جانبه، اكد السيد عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء ان تنمية سيناء تشمل تشغيل الشباب ومساعدتهم، وقد تسلم عدد منهم سيارات ربع نقل، وبتمويل مشترك من صندوق تحيا مصر وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وسيتم اقامة حفل لتسليم السيارات وتوزيعها على الشباب خلال ايام ببئر العبد،موضحا ان هناك نصيبا كبيرا للمرأة السيناوية بشمال سيناء، والاهتمام بها سواء باستخراج 4000 بطاقة رقم قومى للسيدات بالعريش وبئر العبد والحسنة ونخل، واستخراج 690 شهادة امان للمرأة المعيلة بالتعاون مع بنك الائتمان الزراعى.

وحول هذه السيارات، يقول المهندس سليمان العمارى رئيس فرع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ان هذه السيارات البالغ عددها 25سيارة تقدم للشباب بأسعار مخفضة، وبمقدم 25% وبالتقسيط على 6 سنوات بفائدة بسيطة.

فيما يؤكد محمود البيك مدير مركز فكرة للتدريب والتنمية البشرية بالعريش، ان هناك حملة لتثقيف الشباب وتعليمهم وتدريبهم وتعلم اللغتين الانجليزية والفرنسية ودورات تنمية بشرية لحث الشباب على التطوير والانخراط فى العمل الجاد وحثهم على الوعى بكيفية بناء بيت سعيد وغرس روح الانتماء والمواطنة لهم من خلال برامج تعليمية مكثفة مجانا.

وعلى المستوى الخدمى والاجتماعي، اكد عبد الله قنديل رئيس الغرفة التجارية بشمال سيناء ان كافة البضائع والمستلزمات الغذائية متوافرة بشمال سيناء، ويتم دخول عشرات السيارات يوميا محملة بالمواد الغذائية والبضائع والخضراوات والفاكهة، مضيفا ان جهاز الخدمة الوطنية ايضا يدعم المواطنين يوميا بعشرات الاطنان من المواد الغذائية واللحوم بأسعار مخفضة وتصل الى نصف قيمتها عن باقى المحافظات، ولا توجد اى شكاوى لدى التجار من دخول بضائعهم الى المحافظة. 

من جانبة، اكد فتحى راشد وكيل وزارة التموين بالمحافظة ان كافة السلع التموينية متوفرة بالمحافظة وتكفى لعدة اشهر قادمة، واضاف ان هناك رقابة شديدة على الاسواق تتم بصفة يومية لضمان عدم تلاعب اى تاجر فى الاسعار، وانه لاتوجد اى شكاوى من المواطنين بشأن نقص اى سلعة غذائية.