نادية سيدة بسيطة فى السابعة والأربعين من عمرها متزوجة من عامل نظافة، لديهما من الأبناء خمسة «أربع بنات وولد»، ولظروف الأسرة المتواضعة كانت تعمل «خبازة» من حين إلى آخر على استحياء، ولم تلبث أن توقفت عن عملها استجابة لرغبة زوجها، ومرت الأيام وحصلت الابنة الكبرى على تعليم متوسط، ولم تلبث أن تقدم إليها شاب مناسب لها، وتزوجته، ثم تبعتها أختها التالية لها، وهى لم تنل أى قدر من التعليم لظروف الأسرة البسيطة، ثم توفى الزوج فجأة إثر أزمة قلبية، فكانت صدمة كبرى حيث إنه العائل الوحيد لها، ثم لملمت جراحها، ونفذت إجراءات المعاش، وكانت المفاجأة بالنسبة لها وجود أخرى تشاركها المعاش، وهى الزوجة الثانية لزوجها، ونظرا للظروف المعيشية، فإنها عادت لعملها التى توقفت عنه، ومرت الأيام، وتقدم للابنة الثالثة شاب مناسب، ولم تحصل هى الأخرى على أى مؤهلات، ومن عائد عملها، واستدانتها من الآخرين اشترت الأثاث اللازم لها، وتزوجت وكل ما ترجوه الأم من أهل الخير هو مساعدتها فى تسديد ديونها، فعملها لم يعد كما كان، ولديها ابنة فى التعليم.
صفاء عبدالعزيز
رابط دائم: