-
شكرا للرئيس السيسى وللخارجية ولضباط المملكة
ليلة صاخبة عاشتها قرية درين ومركز نبروه ، ترقبا لوصول الحاجة سعدية عبد السلام 72 سنة ضحية العمرة المزيفة التى استغلت عصابة تهريب المخدرات بساطتها ولهفتها إلى زيارة بيت الله لتدس لها كميات كبيرة من الحبوب المخدرة.
عادت «أم المصريين» كما يناديها الجميع بسلامة الله إلى منزلها البسيط تجر قدما مكسورة نتيجة انزلاقها على السلم ، لكنها تحمل قلبا سليما كبيرا يغمره الإيمان واليقين والرضا والثقة فى عودة الحق والعدل.
رجعت سعدية التى تصورت أنها ستبقى 14 يوما فقط فى العمرة خلال شهر مارس الماضى فبقيت أربعة أشهر بالتمام والكمال منها 43 يوما قضتها فى السجون السعودية على ذمة القضية.
ونجحت الجهود المضنية التى بذلتها وزارة الخارجية مع السلطات السعودية فى إظهار براءتها.
(الأهرام) رصدت فرحة أهالى درين وأسرة الحاجة سعدية التى كتبت نهاية سعيدة لمحنة كبيرة أبكت الآلاف وانتزعت تعاطف كل المصريين.
تحدثت أسرة الحاجة سعدية بينما كان الجميع فى استقبالها بدءا من مطار القاهرة حتى القرية، ابنتاها فاطمة وهدى وأولادهما وزوجاهما وأحفادها. وبصوت شاحب نال منه التعب ومشقة السفر قالت الحاجة سعدية بـ (الأهرام): الحمد لله أنا مظلومة وربنا وقف جنبى عشان نفسى كنت أطلع عمرة وأزور المصطفى، ربنا ما يوريها لحد الحبس والظلم وحش والصدمة كانت كبيرة قوى ومش مصدقة إنى رجعت على رجلى.
وتضيف الحاجة سعدية: قضيت أياما صعبة فى الحجز كان سور السجن فيها عاليا ومقفولا على وحدى لكن للأمانة الضباط السعوديين تعاملوا معى بكل إنسانية وحنان وأكرمونى وكانوا عارفين إنها مسألة وقت، وكمان السفارة المصرية والجالية لم يتركونى لحظة ربنا يبارك فى عمرهم. وعبرت الحاجة سعدية عن شكرها وامتنانها للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وجه بمساعدتها وكلف وزارة الداخلية بسرعة إجراء التحريات للتأكد من براءتها والقبض على جميع المتهمين، وكلف وزارة الخارجية بمتابعة التحقيقات مع السلطات السعودية.
ووجهت الحاجة سعدية نصيحة لكل مسافر بألا يحمل شيئا لإنسان لا يعرفه فطعم الظلم وحش جدا. تقول الابنة فاطمة: لا نصدق أنفسنا حتى الآن أمى كانت على وشك الهلاك والموت بعد أن نقص وزنها فى السجن، أنا زرتها فى السعودية 12 يوما ورجعت وشفت الموت فى عينها، عاشت أياما صعبة ولم تعرف الراحة ولكن الحمد لله خلصت الأزمة على خير. أما هدى ابنتها الثانية التى هزت الرأى العام بالفيديو المؤثر عن حبس والدتها فى البداية ورافقتها على مدار شهر ونصف الشهرتقريبا فى السعودية قبل العودة فقالت والدموع تخنقها: مش عارفة أشكر «مين ولا مين» السفير المصرى فى السعودية والقنصل والمستشار القانونى ورئيس الجالية وكل الهيئات المصرية والسعودية والشعبين المصرى والسعودى على كل المساعدات التى قدمت لإظهار براءة والدتى ورفع الظلم عنها ولا أنسى الجهات السعودية التى دعتنا إلى زيارة أمى فى رمضان ومرافقتها والاطمئنان عليها. وأضافت هدى: السفارة المصرية رتبت لنا الإقامة فى الفندق وحتى تذاكر العودة وقبل يومين بشرنى المستشار ياسر علوانى بأننا سنسافر وجهزنا الأوراق وعندما أخذوا بصمة الوالدة كانت يدها ترتعش من الخوف والرعب حتى أكرمنا الله.
أما سمير صبرى نجل شقيقة الحاجة سعدية تاجر أحذية فيقول: مش مصدقين نفسنا والفرحة كبيرة ، ولا أنسى لحظة وصول خالتى إلى أرض مطار القاهرة وسجودها لله شكرا وتقبيلها تراب مصر، ونشكر شعب مصر كله على تعاطفه مع الحق وانتصاره للحقيقة. ويؤكد أشرف القبانى زوج هدى نجلة الحاجة سعدية أن الأسرة عاشت شهورا عصيبة منذ شهر مارس الماضى بعد كابوس القبض على الحاجة سعدية ولم تفقد الأمل فى وجه الله أبدا حتى تم القبض على المجرم واتضحت الحقائق كلها.
رابط دائم: