فى صباح اليوم الأول للقمة السادسة والعشرين لحلف شمال الأطلنطى «ناتو» جلس الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى يسار كاى بيلى هاتشيسون السفيرة الأمريكية بحلف الناتو فى مواجهة الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج وانفتح فى الهجوم معلنا «إن دولا كثيرة لا تدفع ما يجب أن تدفعه، إنهم مدينون لنا بحزمة وصرر متخمة من المال منذ سنوات!».
أما الضربة الثانية فكانت قوله «إننا نحمى ألمانيا ونحمى فرنسا، إننا نحمى كل هذه الدول!».
أما الصفعة الثالثة فكانت موجهة لمستشارة ألمانيا الرصينة إنجيلا ميركل وشراء الغاز من روسيا، وقال: «إن روسيا مسيطرة تماما على ألمانيا التى سوف تستخلص 70% من طاقة أنبوب الغاز مع روسيا وبدت إنجيلا ميركل مشدودة وأجابت عندما وصلت إلى المقر الجديد للحلف: «إننى سعيدة للغاية.. إننا نأخذ قرارات سيادية)!».
وعقب التصافح بالأيدى أعلن ستولتنبرج, الذى لعب دور الوسيط فى هذه القمة التاريخية والمسلية للغاية والذى قام بمتابعتها ألفان من الصحفيين والإعلاميين من جميع دول العالم «إن جميع القمم مهمة ولكن هذه القمة مهمة بصفة خاصة!».
وأضاف أنه فى مواجهة التحديات الأمنية من روسيا إلى الشرق الأوسط «سوف نبرهن ـ رغم الخلافات ـ على أننا سوف نكون على مستوى اتخاذ القرارات التى تفرض نفسها».
ولقد رأى المراقبون فى العاصمة البلجيكية أن الأمين العام للحلف لم يأت بجديد عندما استبق إعلان القمة السادسة والعشرين بالقرار الآتى «لقد قررنا أن نجتمع من جديد العام القادم لتقييم ومراجعة الإنجازات التى حققناها والاحتفال بسبعين عاما على ميلاد حلف الناتو!». ولاحظ الصحفيون المتابعون للقمة وجود حالة من التباعد بين المشاركين فى القمة، حيث تحاشى رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو الجلوس على مقربة من ترامب الذى انتقده بشدة خلال قمة مجموعة السبع فى يونيو الماضى.
أما رئيس الوزراء الإيطالى «انطونيو كونتي» فقد فتح جبهة جديدة، مطالبا الأطلنطى بمناهضة الهجرة التى قد تجلب مخاطر وصول إرهابيين إلى أوروبا. وفى محاولة لاستعادة مكانة حلف الناتو وتأثيره طالب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الحلفاء بألا يضعفوا حلف شمال الأطلنطى، مشيرا إلى أن السلام أقل تكلفة من الحرب، كما أنه خلال الجلسة المغلقة أجابت إنجيلا ميركل بهدوء على مد روسيا لألمانيا باحتياجاتها من الغاز، وقالت: فى الحقيقة أن 37% فقط من احتياجات ألمانيا من الغاز يأتى من روسيا وليس 70% كما قال ترامب ورفعت 29 دولة الجلسة لإرجاء الحديث إلى العشاء واعتبرها المراقبون وجهة نظر محفوفة بالخطر!.
وقد خص الرئيس ترامب الرئيس ماكرون بابتسامة واسعة.. فى حين صمدت المستشارة الألمانية بحس دبلوماسى عال أمام اتهامات ترامب بأن ألمانيا «سجينة روسيا» . وأثارت ميركل احترام أعضاء القمة عندما ذكرت للرئيس المشاغب أنها أمضت شبابها فى ألمانيا الشرقية، وأضافت «إننى أنتهز الفرصة لتأكيد أننى عشت شخصيا واقع أن تكون ألمانيا تحت سيطرة الاتحاد السوفيتى السابق». كما قامت بمباركة دور الولايات المتحدة فى توحيد ألمانيا عام 1990، وقالت كل ذلك لم ننسه، وأضافت أن هذه التركة لا يمكن تدميرها بسبب الخلافات الحالية مثل «خلاف حول التجارة ويجب ألا ننجرف إلى الحرب التجارية!».
وقد أعلن ترامب فى نهاية القمة أن «الناتو» منظمة مهمة جدا ثم كتب على تويتر «نجاح كبير فى الأطلنطى، مليارات الدولارات الإضافية تدفع من قبل الأعضاء منذ انتخابى». وإذا كانت الولايات المتحدة تدفع 70% من النفقات العسكرية الشاملة لتسعة وعشرين حليفا فهو أيضا تأمين للولايات المتحدة كما يرى المراقبون، وفى النهاية فإن 41 مليارا من الدولارات من قبل الحلفاء الأوروبيين لميزانية الدفاع الأطلنطى منذ بداية رئاسة ترامب هى التى أنقذت موقف الحلف أمام إصرار ترامب الذى أعلن فى مؤتمره الصحفى «ليس من الضرورى أن نهدد بالانسحاب من المنظمة لإقناع الحلفاء بأن يدفعوا أكثر من أجل دفاعهم.
رابط دائم: