رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الشهامة المصرية»..
وجه أبيض فى مأساة «الحسين»

رانيا رفاعى
الأطباء والعاملون بمستشفى الحسين لحظة إجلائهم المرضى

لم يكن وقع نبأ نشوب حريق فى مستشفى الحسين الجامعى خبرا مأساويا كغيره من الأخبار التى نطالعها بأسى و حسرة فى صفحات الحوادث. فالحادث كشف عن المعدن الأصيل للمصرى الذى وإن تكالبت عليه الهموم يظل هو ابن البلد الأصيل الذى يمكن فعليا أن يلقى بنفسه فى النار من أجل غيره… و هو ما فعله الأطباء و الممرضون و الإداريون و أهالى المرضى فى هذا المستشفى الجامعى العريق من أجل إنقاذ كل من كانوا فى مبانى المستشفى بالقرب من النار أو بعيدا عنها. فكان مشهد  الخروج من المبنى المحترق منظما إلى حد كبير وتعاون فيه الجميع بصورة تدعو للفخر. فكان المشهد فى النهاية ملحمة إنسانية لا تقل فى عظمتها عن عملية إنقاذ الصبية التايلانديين الذين كانوا محتجزين فى كهف مع مدربهم وتابع العالم قصتهم.

ويقول د. إبراهيم الدسوقي، مدير عام مستشفى الحسين الجامعي: إنه فخور بكل طاقم العمل فى هذا المستشفى العريق وإنهم يستحقون أعلى التكريمات ، مشيرا إلى أن هذه هى الروح السائدة فى المستشفى لمن لا يعرفها. وأوضح أن المستشفى يعمل حتى الآن فيما عدا الأقسام التى أصابها الحريق وهى قسم الرمد والقلب والعصبية. و قال إن العمل سوف ينتظم بكامل الأقسام بعد صدور قرار  النيابة وأوضح أن مشكلة مستشفى الحسين الجامعى ليست مشكلة امكانات على الإطلاق وأنه قادر على تدبير ميزانيته، لكنه فى حاجة ماسة لإعادة البنية التحتية به وهو الأمر الذى سيكلف الدولة تقديريا حوالى 400 مليون جنيه.

و قال إن المستشفى يقع فى 5 مبان كبيرة بمساحة تتعدى 10 آلاف متر مربع و تشتمل على  1200 سرير ، و نسبة الإشغال تتعدى 100%.

أما الدكتور محمود الجبالى طبيب مقيم ـ أمراض القلب ـ فى مستشفى الحسين الجامعى فحكى أنه أثناء خروجه من وحدة قسطرة القلب وجد الناس يقومون بالجرى  إلى خارج المستشفى وعرف أن حريقا نشب فى قسم الرمد فتوجه إلى هناك . و قال إن خروج الناس بشكل منظم و بدون خسائر فى الأرواح كان بفضل الله أولا ثم جميع الموجودين وليس الأطباء فقط . وإن الجميع تحولوا إلى فريق للانقاذ بمن فى ذلك الممرضات والإداريون و أهالى المرضي.

و قال إن أهالى المرضى على سبيل المثال كان من الممكن أن يخرج كل منهم المريض الذى يصحبه فى المستشفى ، لكنه رأى شبابا كانوا يدخلون فى النار بمعنى الكلمة من أجل إنقاذ آخرين لا يعرفونهم.

وقال إن المسألة كانت أشبه بلجنة إدارة أزمة كبيرة شارك فيها الجميع بسلاسة و «كأنهم» مدربون عليها.

وحكى أيضا أن كل حكيمة فى كل قسم بدأت من نفسها تنظيم خروج المرضى خاصة فى الأقسام القريبة من قسم الرمد و المرضى أصحاب الحالات الحرجة. فيما أكد طبيب آخر من الذين شاركوا فى عملية الإنقاذ أن أهم درس نستخلصه مما حدث هو ضرورة تدريب طاقم العاملين فى أى مستشفى على كيفية الخروج من مثل هذه الأزمات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق