تزايد امراض السكر والسمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم بين المصريين فى الآونة الاخيرة، تسبب فى زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبحسب ماذكرته أحدث إحصائية للجمعية المصرية لأمراض القلب فإن نسب الوفاة بين المصريين نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية بلغت 47% ولعل من أكثر أمراض القلب والأوعية الدموية شيوعا وأكثرها خطورة، هو قصور الشرايين التاجية، المسبب لحدوث جلطات القلب الحادة، التى تتسبب فى وفاة 1.9 مليون شخص سنويا حول العالم. ومن أجل ذلك تبنت الجمعية المصرية لأمراض القلب ، حديثا عدة حملات للتوعية بأمراض القلب، آخرها حملة التوعية بجلطات الشرايين التاجية، للتعريف بماهية الجلطة، وأعراضها الأساسية والمصاحبة، وطرق العلاج، وسبل التصرف الرشيد خلال الأزمة.
ويقول الدكتور مجدى عبد الحميد أستاذ أمراض القلب بكلية طب قصر العينى بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب: إن 20% من أسباب الوفاة فى الدول الأوروبية ترجع إلى جلطات الشرايين التاجية الحادة، وتتراوح نسب وفيات ما بعد الجلطات الحادة بالمستشفيات مابين 4 - 12% عالميا، وتصل معدلات الإصابة بجلطات الشرايين التاجية الحادة 4 أضعاف لدى الرجال مقارنة بالسيدات، وذلك فى الأعمار الأقل من 60 عاما.
وأوضح أن تطبيق مصر برنامج «دعامة الحياة» خلال السنوات الخمس الماضية، والذى تشرف عليه الجمعية المصرية لأمراض القلب، بالتعاون مع المستشفيات الجامعية ووزارة الصحة، ومستشفيات التأمين الصحي، ساعد فى تقليل نسب الوفاة الناتجة عن جلطات الشرايين التاجية، حيث يتم نقل المريض الذى يعانى أعراض الجلطة وآلام الصدر، إلى المستشفيات التى تقوم بعمل قسطرة قلبية طوال اليوم على مدار الأسبوع، حيث يتم عمل توسيع الشريان، وتركيب «دعامة الحياة».
وأضاف الدكتور مجدي، أن الوقاية هى الحل الأمثل لتقليل العبء الاقتصادى والحد من الإنفاق على عمل توسيع الشرايين، وتركيب الدعامات، كما يعتبر زيادة الوعى الصحى لجميع الأعمار، بخاصة لمن هم فوق سن الأربعين فى الرجال والخمسين فى السيدات، كالتعريف بعوامل الخطورة، ومنها ارتفاع ضغط الدم، والسكر، والكولسترول، والتدخين، والسمنة، والتاريخ الوراثى بالعائلة للإصابة بجلطات القلب فى سن مبكرة، مشيرا إلى أن التشخيص المبكر لقصور الشرايين التاجية، والعلاج المبكر، يجنب المرضى المضاعفات، وأهمها ضعف عضلة القلب، وتكمن الخطورة فى توقف المريض عن استخدام أدوية الكولسترول، والسيولة، التى تعطى حماية من حدوث جلطات القلب والمخ، كذلك إهمال أدوية ضغط الدم أو السكر، وينبغى على الطبيب توعية المريض بأهمية الالتزام بتناول الأدوية على المديين القصير والبعيد، واستخدامها فى الوقاية الأولية، بخاصة فى المرضى الذين لديهم عوامل خطورة مرتفعة، أو استخدامها فى الوقاية الثانوية لمن يعانون من قصور الشرايين التاجية أو أصيبوا بجلطات القلب او المخ سابقا.
وحول مسابقة وحملة التوعية بجلطات الشرايين التاجية أوضحت الدكتورة سهيلة صابرين مسئولة التثقيف بالجمعية المصرية لأمراض القلب، أنها ستتضمن اختيار أفضل الأعمال التى تعرف بما هى الجلطة، وأعراضها الأساسية، والأعراض المصاحبة، وطرق العلاج، والتصرف الصحيح خلال الأزمة، وذلك باستخدام وسائط التوعية المختلفة كتصوير الفيديو، او كتابة المقال، وذلك من خلال مضمون علمى بسيط يصل لجميع المستويات الثقافية، على أن تقدم الأعمال للجمعية قبل نهاية يوليو الجاري.
رابط دائم: