ما هو سر تقدم دول شرق آسيا التى صارت كيانات اقتصادية وعلمية عملاقة، وتحوّلت إلى نمور لا يشق لها غبار؟.. لقد قرأت أن مدرسة فى سنغافورة تبعث إلى آباء تلاميذها قبل الامتحان رسالة تقول لهم فيها: «أعزائى الآباء: نعلم مدى قلقكم على امتحانات أولادكم ونتائجها لكن عليكم أن تتذكروا أن من بين هؤلاء التلاميذ من يكون رياضياً صحته الجسدية ولياقته البدنية عنده أهم من درجاته فى العلوم، ومنهم من هو فنان بارع ليس من الضرورى أن يفهم فى الرياضيات، ومن يتقن هواية معينة أكثر من إتقانه مادة التاريخ، فإن حصلوا على الدرجات العالية، فهذا جميل، أما عندما لا يحصلون على ذلك فلا تجعلوهم محط سخرية واستهزاء، ولا تجعلوهم يفقدون الثقة بأنفسهم وكرامتهم، وأشعروهم أن امتحاناً واحداً لن يسلبهم أحلامهم ومواهبهم .. قولوا لهم إنكم تحبونهم مهما تكن درجاتهم، وازرعوا فيهم الأمل فى غدٍ هم دعائمه، لا تسلموهم للحسرة.. افعلوا ذلك، وبعدها ستشاهدون أبناءكم يحققون نجاحات مبهرة كلٌ فى ميدانه».. فهكذا يقاس تقدم الشعوب ورفعتها وحرصها على مستقبلها، فهل نحذو حذوهم، ولا نعتبر ذلك من قبيل محض الخيال وشطط الأقوال فنزرع فيهم ما يجعلهم سراً وسبباً لتفوقنا وتقدمنا فى جميع المجالات؟.
عبد الحى الحلاوى ـ مدير عام بالمعاش
رابط دائم: