رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«قلب أمه».. كوميديا ناجحة تعيش طويلا

علا السعدنى

اعتدنا من الثلاثى الشهير «شيكو وأحمد فهمى وهشام ماجد»، على تقديم الأفكار الجديدة فى أفلامهم، والأكثر من ذلك أنهم كانوا حريصين أيضا على أن تكون هذه الأفكار مبتكرة، لذا فقد استعانوا كثيرا بالفانتازيا أو الخيال الذى كثيرا ما صاحب أفلامهم أو أعمالهم الفنية عموما.

لكن الثلاثى تفرق بعضه عن بعض وصاروا اثنين فقط بعد أن ذهب أحمد فهمى لحال سبيله ليجرب حظه فى منطقة بعيدا عن الثنائى الآخر هشام وشيكو، وإن ظل الفريقان حريصين على طرح نفس روح الابتكار فى أفلامهما، ففى العام السابق قدم فهمى «كلب بلدي»، بينما قدم الثنائى فيلم «حملة فريزر».

وهاهو الثنائى يواصل استمرار نجاحه فى فيلمهما الجديد «قلب أمه» الذى يحمل هو أيضا فى طياته فكرة جديدة وخيالية تدور حول زعيم العصابة «مجدى تختوخ» أو «شيكو». الذى يصاب فى إحدى المشاجرات ويدخل على أثرها أحد المستشفيات وهو فى حالة خطيرة ويحتاج إلى نقل قلب، ويتزامن أن تموت فى نفس المستشفى سيدة مسنة «دلال عبد العزيز» أم «يونس» أو هشام ماجد، فيضطر الطبيب سامى مغاوري، وتحت تهديد العصابة إلى أن يقوم بنقل قلبها إلى «تختوخ».

وبمجرد أن يفيق من العملية، ويكتشف أن قلبه الجديد كان لسيدة وكبيرة فى السن، يقرر أن يذهب لابنها حتى يتخلص منه ومن شعور الأسى بأنه يعيش بقلب امرأة، ولكن وطبقا للقلب الجديد وأحكامه يبدأ تختوخ فى الشعور بالميل العاطفى ناحية يونس فيتعامل معه بطريقة قلب الأم وحنانها وخوفها على ابنها.

وهكذا يحدث التحول المفاجئ من شخص يملأ الشر كل أركان حياته، فيتخلى عن أعماله الإجرامية، ويتفرغ تماما للابن وكل ما يتعلق به بداية من اهتمامه بطعامه الذى من أجله يقوم بالتهديد بقتل علاء ابن الشيف الشربينى الذى يظهر بشخصيته الحقيقية كضيف شرف فى الفيلم، وذلك لمعرفة طريقة عمل «الترولي» الذى علم أنه هو الأكلة المفضلة ليونس.

ومن خلال هذا التناقض والتحول فى حياة ذلك البلطجى تنفجر الكوميديا وبشكل راق وموظف دراميا، وهذا ما نجح فيه كل من: محمد محمدى وأحمد محيى كاتبى السيناريو والحوار، اللذين عملا على كتابة فيلم ذى بناء درامى تتفجر الكوميديا من خلاله، وليس العكس كباقى أفلام الكوميديا التى لا تعتمد إلا على مجموعة اسكتشات وإفيهات فقط، دون مراعاة وجود أى بناء أو حبكة درامية !

ومن هنا استطاع سيناريو « قلب أمه » الحفاظ على هذا الترابط الدرامى طيلة أحداث الفيلم، وضبط الإيقاع به منذ البداية حتى الوصول إلى قمة ذروته فى النهاية.

بالطبع لو لم يكن هناك إخراج جيد من عمرو صلاح لما نجح كل ما سبق ذكره، إذ استطاع أن يمسك بخطوط السيناريو وتنفيذه بشكل متماسك وسلس وخفيف يجمع بين الكوميديا والأكشن.

وما ميز الفيلم برغم تصنيفه «كوميديا» أنه بعد تماما عن الإسفاف والاستخفاف المعتاد عليهما فى مثل هذه النوعية من الأفلام.

أداء «شيكو» الفطرى ووهجه الكوميدى التلقائى كان أهم ما سيطر على جو الفيلم، فمجرد ظهوره يبعث البهجة والمتعة الحقيقية، أما هشام ماجد فلم يأت بجديد ولم يستطع للأسف ترك أى بصمة فيه، شأنه فى هذا شأن باقى الأبطال مثل محمد ثروت أو بيومى فؤاد ودلال عبد العزيز، وقد يكون هذا راجعا لصغر أدوار البعض من ناحية، أو لظهور البعض الآخر كضيوف شرف مثل «محمد أسامة الشهير بـ « أوس أوس » وكريم فهمى وحسن الرداد من ناحية أخري، أما محمود الليثى ونور قدرى فكان لهما بريق فى الفيلم.

«قلب أمه» ليس من نوعية أفلام الكوميديا الصارخة التي«تكسر الدنيا»، وتحقق تلك الإيرادات الخيالية والأرقام القياسية التى نراها الآن، لكن المؤكد أنه لن يكون فى نجاحه مجرد وقت وينتهى سريعا، وإنما سيستمر هذا النجاح ليظل ممتد المفعول على مدى الزمن والسنين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق