رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أوروبا.. من الخاسر الحقيقى؟

رحاب جودة خليفة
> ترامب وأوروبا.. وجها لوجه

تحولت الحرب التجارية التى أشعلتها الولايات المتحدة إلى مجموعة إجراءات انتقامية ضحيتها الأساسية المستهلك فى أى من الدول محط النزاع، ومن هنا فرضت دول الاتحاد الأوروبى مجموعة من الرسوم الجمركية على ١٨٥ من الواردات الأمريكية على رأسها الفولاذ والألومنيوم. وعلى الرغم من أن التأثير الاقتصادى لهذه الاجراءات مازال قليلا نسبيا ، إلا انها ستنعكس على صناعات أخرى تتراوح من الخمور واليخوت والقوارب إلى الدراجات النارية.

والحقيقة، فإن التأثير المباشر لتعرفة الصلب والألومنيوم على الاقتصاد الأوروبى محدود لأن صادرات الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة لا تشكل أكثر من ٠٫٣٪ من صادرات السلع العالمية من قبل الاتحاد الأوروبى وتمثل ٠٫٠٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى للاتحاد الأوروبي. وسيفقد البعض من ذلك على أى حال بسبب انخفاض الطلب فى الولايات المتحدة مع ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية. وتأثير هذه الاجراءات الانتقامية على الاقتصاد الأمريكى لا يكاد يذكر أيضا. ويبدو أن معظم المنتجات المدرجة فى هذه القائمة لها دوافع سياسية لأنها تستهدف دائرة السياسيين الأمريكيين أصحاب النفوذ.

على سبيل المثال، تأتى الخمور من ولاية كنتاكي، وهى الولاية الرئيسية للسيناتور مايك ماكونيل.

والقيمة الإجمالية للمنتجات المفروض عليها الضرائب صغيرة وهى 2.8 مليار دولار والتى تمثل 0.1٪ فقط من صادرات الولايات المتحدة فى جميع أنحاء العالم. ولكن بالنسبة للاتحاد الأوروبى ، فإن الضرر يتركز فى صناعات الصلب والألومنيوم.

ويعتمد التأثير الحقيقى فى ذلك على حساسية السعر فى الولايات المتحدة بالنسبة للصلب الأوروبى والألومنيوم. وبمعنى آخر: هل يمكن استبدالها بسهولة بالصلب والألومنيوم من الموردين المحليين الأمريكيين أو من قبل موردين أجانب لا يخضعون لرسوم أعلي؟ وهو أمر غير معلوم حتى الآن؟ ولكن يعتقد الخبراء أنه سيتم احتواء الضرر، لأن 88٪ من صادرات الاتحاد الأوروبى من الفولاذ والألومنيوم لها وجهات أخرى غير الولايات المتحدة.

وكما سينعكس التأثير السلبى بشكل أكبر على صناعة الخمور، يليها اليخوت والقوارب ثم الدراجات النارية، كذلك ستتضرر مستحضرات التجميل وصناعات الحديد والصلب بشكل كبير إذا نظرنا إلى القيم الاسمية التى يمكن أن تتعرض لتعريفات الاتحاد الأوروبي.

ولكن نظرا لأن حصة صادراتهم إلى الاتحاد الأوروبى ليست كبيرة، فإن هذا القطاع لن يعانى كثيرا بالنظر إلى إجمالى عائدات التصدير، وقد قال الرئيس ترامب بالفعل إن تعريفة بنسبة 25٪ من شأنها أن تردع أى انتقام من الاتحاد الأوروبى بشأن استيراد السيارات الأوروبية. وإذا كانت صناعة السيارات الأوروبية ستفرض ضريبة بنسبة 25٪، فإن التأثير على الاقتصاد الأوروبى سيكون أكثر أهمية.

وفى حالة هذه الحرب التجارية، سيكون حجم الصادرات التى ستفرض عليها التعريفات أكبر بخمس مرات من التعريفات المفروضة على الفولاذ والألومنيوم، وهذا لأن التصدير إلى الولايات المتحدة من قبل قطاع السيارات، والذى بلغ قيمته 32 مليار دولار فى عام 2017، هو خمسة أضعاف حجم صادرات الصلب والألومنيوم الأوروبى للولايات المتحدة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق