تأثرت العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة كثيرا فى الآونة الأخيرة بسبب السياسيات الحمائية التى انتهجتها الإدارة الأمريكية للرئيس دونالد ترامب وما ترتب عليها من فرضه نظام تعريفات إضافية ورسوما جمركية على وردات الصلب والألومنيوم من أوتاوا، التى ردت بدورها بإجراءات انتقامية ضد بعض الواردات الأمريكية من باب المعاملة بالمثل.
ولم يقف خلاف الجارتين التجارى عند هذا الحد، بل وصل الأمر لدرجة حرب تجارية أعلنها الجانبان ومازال يخوضها كل منهما ضد الآخر حتى الآن.
ولم تكد تضع الحرب التجارية أوزارها فى مايو الماضى بين واشنطن وبكين وقبل أن تشتعل مجددا فى وقت لاحق، حتى فجر ترامب حربا أخرى لكنها هذه المرة مع كندا - أقوى حلفاء بلاده السياسيين وأكبر شركائها التجاريين - التى وصل حجم الميزان التجارى الأمريكى معها خلال ٢٠١٧ لـ ٧٠٠ مليار دولار أمريكي. ففى بداية يونيو الماضي، رفض ترامب تمديد استثناء كندا من الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على الواردات الأمريكية من الصلب والألومنيوم بنسبة ٢٥٪ على الأول و١٠ ٪ على الأخير،
وفى المقابل، لم تقف أوتاوا مكتوفة الأيدى أمام تحرك أمريكى استهدف قطاعا صناعيا حيويا يعمل به ٣٣٥٠٠ كندى باتت وظائف ٦ آلاف منهم مهددة بخطر الإلغاء عقب قرار ترامب. وردت كندا بفرض رسوم جمركية بقيمة ١٦٫٦ مليار دولار كندى - أى ما يعادل ١٢٫٦ مليار دولار أمريكى - على منتجات أمريكية شملت الصلب والألومنيوم والخمور والسفن الشراعية والمحركات وأجهزة جز العشب وبعض المنتجات الغدائية كالزبادى وعصير البرتقال والكاتشاب ووضعتها فى حيز التنفيذ ابتداء من يوليو الحالي.
ولم يقتصر تأثير الحرب التجارية بين الجارتين على الميزان التجارى المشترك، بل أثر أيضا على علاقة زعيمى البلدين ودفع ترامب لوصف رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو بـ"الرجل الضعيف وغير النزيه".
وفى النهاية، يكمن الخطر فى تحذير خبراء الاقتصاد من أن الآثار السلبية لهذه الحروب التجارية المستعرة ستضر أمريكا قبل غيرها، وسيسهم ذلك فى تقويض مبدأ حرية التجارة الدولية ويعرضها للخطر.
وستدفع الدول النامية الجزء الأكبر من الضريبة، ببساطة لأن القوى الكبرى وإن تضررت نسبيا فستظل صاحبة قلاع صناعية ومصدرة، أما الدول النامية والضعيفة فستكون الضحية وكبش الفداء لأنها مستقبلة لهذه الواردات وعليها دفع ضريبة وثمن حروب الكبار.
رابط دائم: