بين القاهرة ونيويورك، تدور أحداث الديوان الجديد للشاعر سمير درويش بعنوان «ثائرٌ مثلُ غاندي.. زاهد كجيفارا»، الصادر عن دار «بتانة» للنشر ويهديه «إلى الوجوه المتعددة التي تمر دون أن تترك أثرًا، أو كلمة يمكن أن يتذكرها أحدٌ لاحقًا».
ويضم الديوان تسعا وعشرين قصيدة عبارة عن مشاهد شعرية يرصد خلالها الشاعر - بحياد تام- تجليات المرأة، وعلاقته بها كأنه يراقبها من وراء النافذة، أو يشاهدها في التليفزيون، بالرغم من أنه متورط معها في علاقة تبدو متشعبة، وهذا يشكل تحدِّيًا لكتابة شعر مفارق.
كما يرصد درويش - الذي لا يزال مشتبكًا مع الأنثى في تجربته الشعرية - سلوك الناس الذين يتلصصون على غيرهم من خلال «العيون السحرية»، ويراقبون حياة الآخرين بدأب دون أن يشعروا بالذنب، أو أنهم يرتكبون إثمًا.
ويستخدم درويش في ديوانه لغة بسيطة، قريبة من لغة الحياة اليومية، وهو يعتمد على المجاز الذي يصنعه المشهد الشعري مع كل ما هو خارجه من أصوات وألوان ومرئيات وخبرات.
وعن هذا الديوان وعن تجربته الشعرية التي تمتد لنحو ثلاثين عامًا يقول الشاعر سمير درويش: أحاول باستمرار أن أكتب ذاتي بكل تقلباتها وهزائمها وانكساراتها وأفراحها وأحزانها، حتى لو كانت الذات غير سوية أحيانًا، ولها قناعاتها وأفعالها التي قد لا تعجب الآخرين، وأعتقد أن هذا يضيف بُعدًا جديدًا إلى تجربة الشعر العربي، وينقلها من كونها ظاهرة صوتية إنشائية، تعتمد على إنتاج صورة شعرية حتى لو كانت غير صادقة، إلى النفاذ لعمق الإنسان العربي، وتصوير مشاعره الحقيقية، وهو ما يستلزم أن يكون صوته خافتًا، ويهتم بـ «الحالة الشعرية» في مجملها أكثر من اهتمامه بالصورة، كما أن القصيدة العربية الجديدة - التي أحاول أن أكون أحد شعرائها- لا تلزم نفسها بجماليات الشعر القديم، العمودي أو التفعيلي، ولا بموسيقاه، وإنما يحاول خلق عالم شعري جديد، بسيط وعميق في الوقت ذاته، وصادق في كل الأحيان، يعكس اللحظة التي كتب فيها ويعبر عنها.
رابط دائم: