تحدت الدول الخمس الكبرى، روسيا والصين وألمانيا وبريطانيا وفرنسا، قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى منذ شهرين، حيث أكدت هذه الدول على حق إيران فى تصدير البترول، وفى أن تستمر طرفا فى التجارة الدولية، رغم التهديدات الأمريكية بإعادة فرض عقوبات خلال نوفمبر القادم.
والتقى وزراء خارجية الدول الكبرى الخمس الموقعة على الاتفاق النووى مع إيران بفيينا نظيرهم الإيرانى محمد جواد ظريف للمرة الأولى منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق فى مايو الماضي.وحددوا معا خريطة طريق لإنقاد الاتفاق التاريخى الذى وقع فى يوليو ٢٠١٥، ولمحاولة إبقاء طهران فاعلة فى النظام التجارى والمالى الدولي، وتضمن البيان الختامى الصادر عن اجتماع «الخماسية» الدولية عددا من البنود الهادفة لحماية الاتفاق وتعويض طهران عن الخسائر المترتبة على انسحاب الولايات المتحدة منه.
ومن بين ١١ هدفا، أعلن الوزراء أمس الأول عزمهم على تحقيقها، يؤكد الهدف الأول على «استمرار صادرات الغاز والبترول الإيراني»، فى الوقت الذى طلبت فيه واشنطن من كل الدول الوقف التام لوارداتها من البترول الإيرانى بحلول ٤ نوفمبر القادم.
وتضمنت البنود الأخرى: حماية مصالح الشركات المستثمرة فى إيران من التبعات الناجمة عن العقوبات الأمريكية، لا سيما الثانوية، ودعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية - التجارية وتوسيع نطاقها، والحفاظ على القنوات المالية الفعالة ودعمها، والعمل مع الشركاء الدوليين لإنشاء آليات لحماية الروابط الاقتصادية مع إيران، ودعم عملية تحديث مفاعل «آراك» وتحويل منشأة «فوردو» إلى مركز نووى وفيزيائى وتكنولوجي، وان تحل بريطانيا محل الولايات المتحدة بصفة الرئيس المشارك (إلى جانب الصين) فى فريق عمل لتحديث مفاعل «آراك» للأبحاث،و تحديث ولاية بنك الاستثمار الأوروبى من أجل مواصلة الإقراض الخارجى لإيران التفافا على العقوبات الأمريكية السارية، واستمرار التعاون مع إيران فى مجال المواصلات البرية والبحرية والجوية. وفى أعقاب الاجتماع مع وزراء الدول الخمس، أشاد وزير الخارجية الإيرانى بما سماه بـ«إرادة سياسية لمقاومة» الولايات المتحدة، أبداها شركاء الاتفاق النووي.وقال ظريف: «ما لاحظته خلال هذا الاجتماع أن جميع الأعضاء، حتى الحلفاء الثلاثة لواشنطن، فى إشارة إلى برلين وباريس ولندن، تعهدوا، ولديهم الإرادة السياسية لاتخاذ اجراءات ومقاومة الولايات المتحدة» التى انسحبت من الاتفاق.
واعتبر الوزير الإيرانى أنها «المرة الأولى التى يعبرون فيها عن مثل هذا الالتزام وفى هذا المستوى، لكن يجب أن نرى فى المستقبل، ما إذا كان هناك فارق، بين ما يريدون فعله وما يمكنهم فعله».
ومن جانبه، أعلن سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى أن الجانب الإيرانى أكد خلال اجتماع فيينا عزمه على البقاء فى الاتفاق النووى وسيستمر فى الوفاء بالتزاماته فى إطار الصفقة.
وفى غضون ذلك، اتهم بيجن زنجنه وزير البترول الإيرانى الرئيس الأمريكى بإهانة منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» عندما أمرها بزيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، مضيفا أن سوق البترول يجب ألا تتأثر بالعوامل السياسية.
على صعيد آخر، أعدمت إيران ثمانية من أعضاء تنظيم داعش فى طهران بتهمة مهاجمة البرلمان الإيرانى فى يونيو ٢٠١٧، بالإضافة إلى مرقد الإمام الخميني، فى جنوب البلاد، مما أسفر عن مقتل ١٨ شخصا وإصابة ٥٠ آخرين فى الهجومين.
رابط دائم: