رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى
أمريكا فى عيد استقلالها

فايزة المصرى

في الرابع من يوليو من كل عام لا يدخر الأمريكيون وسعا في الاحتفال بعيد استقلالهم من خلال المهرجانات والحفلات الغنائية والألعاب النارية المبهرة.

تعود المناسبة للرابع من يوليو 1776، عندما أعلنت ثلاث عشرة مستعمرة في العالم الجديد استقلالها عن الامبراطورية البريطانية وسمت نفسها الولايات المتحدة الأمريكية.

حينئذ قامت الأمة الأمريكية على يد من يُطلق عليهم الآباء المؤسسون، وهم الزعماء العسكريون والسياسيون الذين خاضوا الحرب ضد المستعمر، ثم اجتمعوا ليصيغوا إعلان الاستقلال، ويضعوا الوثيقة القانونية الأساسية للبلاد ،أي الدستور الذي لايزال معمولا به حتى اليوم، وقد أضيف إليه عبر القرنين الماضيين سبعة وعشرون تعديلا خاصا بالحقوق والحريات، لعل أشهرها التعديل الأول ويتعلق بحرية العقيدة والتعبير عن الرأي.

ولأن احتفال أي أمة بعيدها الوطني ينبغي أن يكون مناسبة لتدبر الماضي والحاضر، فمن المنطقي أن نتساءل: هل نجح الأمريكيون في تحقيق تصور الآباء المؤسسين لما يجب أن تكون عليه أمتهم؟

ولا توجد إجابة واحدة عن سؤال كهذا، فالاستقطاب الحاد الذي تشهده الأمة الأمريكية اليوم، وما يتردد عن تعرض ديمقراطية أمريكا للخطر بسبب التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، وانقلاب واشنطن على حلفائها التقليديين في العالم الغربي، كلها مؤشرات تجعل مناوئي الرئيس ترامب يعتقدون بأن أمريكا اليوم أبعد ما تكون عن رؤية ومبادئ مؤسسيها.

أما أنصار الرئيس ترامب فيرون العكس، فأمريكا اليوم أقرب ماتكون لتصور هؤلاء المؤسسين، منذ عهد الرئيس ريجان على الأقل.

فقد تصور هؤلاء المؤسسون أن دور حكومة البلاد هو حماية المواطنين والممتلكات من خلال الدفاع عن الحقوق والحريات وتطبيق القانون بدون تمييز على جميع المواطنين وحمايتهم من الاعتداء والأخطار الخارجية، وهي متطلبات أساسية تمكن المواطنين من الانطلاق لتحقيق مقاصدهم التي تحقق لهم السعادة.

ورغم ما يتعرض له ترامب من انتقادات بسبب سياسته الصارمة حيال الهجرة غير المشروعة وسياساته الاقتصادية والتجارية التي تستهدف تقليل الدين العام، إلا أن رؤيته في هذه السياسات تندرج تحت مساعي حماية حدود البلاد من الاعتداء الخارجي، وتوفير الظروف اللازمة لتحقيق رفاهية المواطن وسعادته.

والأمر نفسه ينطبق على السياسة الخارجية الأمريكية التي يتم تأويلها بطرق مختلفة بين من يرى أنها تقوض علاقات واشنطن بحلفائها التقليديين، ومن يتصور أنها تحقق مصالح الأمة الأمريكية في بيئة دولية متغيرة.

فقبل أيام من قمة حلف شمال الأطلنطي، المقررة يومي 11 و12 من الشهر الحالي في بلجيكا، بعث الرئيس ترامب برسائل لزعماء العالم الغربي يطالبهم بتحمل مسئوليتهم المالية في الدفاع عن بلادهم. ولايقتصر الخلاف بين واشنطن وحلفائها الغربيين على نفقات الدفاع، ولكن أيضا على تسمية العدو المشترك.

فرغم أن انهيار الاتحاد السوفييتي حرم الحلف من العدو المشترك، إلا أن الصراع في أوكرانيا وضم موسكو لشبه جزيرة القرم قدم مبررا لاستمرار وجود روسيا كعدو مشترك للحلف.

ولا يقاسم ترامب زعماء الغرب هذه الرؤية، بل يعتقد أن التحرك الروسي كان مشروعا حيث يتحدث معظم سكان تلك المنطقة اللغة الروسية.

وبعد قمة شمال الأطلنطي المرتقبة، سيترك ترامب حلفاءه للقاء الرئيس الروسي بوتين، في خطوة على طريق تشكيل نظام عالمي جديد لن تكون فيه أوروبا بالضرورة لاعبا رئيسيا.

وهنا يرى المؤيدون لترامب أن الاعتماد على الموارد الذاتية وتغيير التحالفات ضرورة من أجل تحقيق مصالح الأمة الأمريكية التي تبقى قوة عظمي في عالم متعدد الأقطاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق