الفن للفن أم الفن للمتعة؟ سؤال أثير قديما وتسبب فى جدل كبير بين الكتاب والنقاد والفنانين فى شتى أنواع الفنون.. بمعنى هل يبدع الفنان عمله الفنى بالشكل الذى يشبع به شغفه ومتعته والحاح الإلهام عليه حتى ولو لم يفهمه غيره أم يبدع عمله لكى يمتعه ويمتع معه الجمهور سواء فى المسرح أو السينما أو الموسيقى أو الفن التشكيلي؟

قضية أتصور أنها حسمت فى دول أوروبا منذ سنوات طويلة حينما اخترقت الفنون الشوارع والميادين والساحات والحدائق العامة وصارت الأعمال التشكيلية والمنحوتات تحديدا أكثر تفاعلا مع المارة فى الشارع العادي.. رجال ونساء وأطفال لم يمنعوا أنفسهم من الاقتراب والتفاعل وإبداء ردود الأفعال المثيرة للضحك والمتعة والبهجة.. فكلما كانت الأعمال الفنية تحمل فى فكرتها الحيوية والإنسانية كلما تمردت على خامتها الصماء واقتربت أكثر للجمهور وجذبته فى سلاسة فيندفع من يراها لتقليدها تارة أو لاستكمال صورتها الناقصة تارة أخرى لتبدو المنحوتة ومتلقوها كلوحة فنية متكاملة.. هذا هو الهدف الأسمى للفنون.. فمتى تخرج أعمالنا التشكيلية من بين جدران القاعات إلى الساحات والميادين؟ ومتى نؤهل أبناءنا منذ الصغر للتفاعل مع الفنون وتذوقها؟
رابط دائم: