ربما من الجيد أن تراقب نوعية طعامك وأسلوب حياتك ليس فقط لتتمتع بنوعية حياة أفضل، ولكن لتنقذ أبناءك من خطر الإصابة بالسمنة, حيث كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن الأبناء لوالدين مصابين بمرض السكر من النوع الثانى أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنة بأقرانهم.
اعتمدت الدراسة التى نشرت فى المجلة الطبية البريطانية فى يونيو الماضي، على معدلات حرق الجسم للسعرات الحرارية أثناء الراحة. وشارك فى الدراسة 170 حالة تتراوح أعمارهم مابين 18و 65 عاما. وأظهرت النتائج أن نسب الدهون بالجسم وإصابة والدى الحالة بالسكر كانا العاملين الرئيسين للتنبؤ بمستوى استهلاك السعرات الحرارية والذى سجل نسبة منخفضة فى أبناء المصابين بالسكر نحو 1364 سعرا حراريا فى اليوم، وذلك بمقارنة بنحو 1489 سعرا حراريا فى اليوم فى الأبناء لوالدين أصحاء. هذا الفارق الذى يقدر بـ 125 سعرا حراريا يوميا يتراكم فى الجسم ليزيد من الوزن بمقدار 6 كيلوجرامات فى السنة الواحدة. وبحسب إبنزر نيينوى الباحث الرئيسى للدراسة والأستاذ بقسم الغدد الصماء والسكر بمركز علوم الصحة بجامعة تنيسى الأمريكية، حوالى 40٪ من الاختلافات فى استهلاك السعرات الحرارية بين شخص لآخر، ترجع لأسباب وراثية. وهو ما يؤدى بشأنه إلى تغييرات فى عملية التمثيل الغذائى للأبناء، والتى تشمل عدم استجابة الجسم لعمل هرمون الأنسولين بشكل صحيح أو ما يعرف بـ«مقاومة الأنسولين» والذى ينتج اختلال نسبة السكر فى الدم، إضافة إلى تراكم الدهون بالجسم. من جانبها تقول د.منى حجازى أستاذ أمراض الباطنة بوحدة الجهاز الهضمى بطب قصر العيني، إن مرض سكر الدم من النوع الثانى ينشأ نتيجة خلل فى مستقبلات هرمون الأنسولين نتيجة السمنة، بما يعيق عمله فى تكسير المواد السكرية حتى تستفيد منها الخلية. ويعرف هذا النوع من المرض بالسكر الناتج عن السمنة. وتوضح أن نسبة وراثة الأبناء للمرض من الأب والأم المصابين لا تتعدى 2% بالنسبة للجينات الوراثية، بينما يستحوذ خلل النظام الغذائى على النصيب الأكبر بنسبة 98%. وفى الواقع تنتقل الأنماط الغذائية الخاطئة من الآباء للأبناء ليصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والسكر.
وأوصت الدراسة الوالدين بممارسة الرياضة وضبط نوعية الطعام وتناول الخضراوات والفاكهة وتجنب الأطعمة المقلية والدهون.
رابط دائم: