أكدت أودرى أزولاى مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" عقب فوزها بالمنصب منتصف أكتوبر الماضى أن "إعادة المصداقية" للمنظمة ستكون على رأس أولويات عملها.
وجاءت تصريحات أزولاى عقب أيام من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من المنظمة، بحجة ما وصفته فى حينه بـ "استمرار التحيز ضد إسرائيل"، مطالبة بإجراء إصلاحات جذرية فيها.
واستبقت أمريكا قرار الانسحاب بالتوقف عن دفع حصتها السنوية للمنظمة البالغة نحو ٨٠ مليون دولار منذ عام ٢٠١١، احتجاجا على قرار المنظمة منح فلسطين عضوية كاملة بها.
ومع غياب الأموال الأمريكية، اضطرت اليونسكو، التى يعمل بها نحو ألفى شخص، يضاف إليهم ٦٤٠ يعملون فى ٥٣ مكتبا حول العالم، إلى تقليص برامجها وتجميد خطط التوظيف لديها.
وأشارت أرقام منشورة على الموقع الإليكترونى للمنظمة إلى أن لديها مستحقات متأخرة قيمتها نحو ٦٥٠ مليون دولار، منها نحو ٥٤٢ مليونا لدى الولايات المتحدة وحدها.
وإلى جانب أمريكا، فإن دولا مساهمة رئيسية فى المنظمة لم تسدد أيضا المستحقات الواجبة عليها العام الماضى ٢٠١٧ مثل اليابان وبريطانيا والبرازيل اعتراضا كذلك على بعض سياسات المنظمة.
فعلى سبيل المثال، هددت اليابان بحجب المستحقات بسبب إضافة "مذبحة نانجينج" فى عام ١٩٣٧ إلى برنامج "سجل ذاكرة العالم" باليونسكو.
كذلك اتهمت أوكرانيا روسيا بمحاولة إضفاء الشرعية على ضم شبه جزيرة القرم من خلال اليونسكو.
وفى أبريل الماضي، أعربت مصر عن أسفها الشديد لـ"تورط" المنظمة فى منح جائزة لمتهم بجرائم القتل العمد والتخريب، محذرة من "تسييس المنظمة والتورط فى تنفيذ أجندة دول بعينها والانجراف بعيدا عن رسالتها الحضارية والثقافية".
وأشار مندوب مصر الدائم لدى اليونسكو إلى وجود تساؤلات متزايدة حول طبيعة التعاون القائم بين سكرتارية المنظمة وكيانات غير حكومية بعضها مدرج على قوائم المنظمات الإرهابية، دون موافقة الدول الأعضاء ودون التدقيق فى هوية هذه الكيانات.
وأوضح أن "هذه التطورات تذكرنا أيضا بما شهدته عملية انتخاب مدير عام المنظمة فى أكتوبر الماضى من ممارسات لا تليق باسم ومكانة منظمة دولية تتخذ من مبادئ التربية والعلوم والثقافة منهجا وسبيلا".
كانت مؤسسة "يونايتد نيشن ووتش" المتخصصة فى متابعة ورصد أداء المنظمات المختلفة للأمم المتحدة قد أكدت تقارير نشرتها وسائل إعلام فرنسية وقتها حول شراء قطر أصوات عشرة أعضاء من المصوتين فى اليونسكو قبل الانتخابات الماضية.
جاء هذا فى الوقت الذى ذكرت فيه إذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية أن "صيد الأصوات" أصبح وسيلة للحصول على رئاسة اليونسكو، موجهة انتقادات عدة للمرشح القطرى الخاسر حمد الكوارى أمام منافسته أزولاى المديرة الحالية بالجولة الأخيرة.
وتتخذ المنظمة التى تأسست على أنقاض الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥، قراراتها استنادا إلى غالبية الأصوات سواء عبر أمانتها العامة التى تشمل جميع الدول الأعضاء وعددها ١٩٥ دولة أو مجلسها التنفيذى الذى يضم ٥٨ عضوا.
إلا أنه تبقى أزمة تمويل المنظمة التى بلغت ميزانيتها العام الماضى نحو ٣٢٦ مليون دولار واحدة من أبرز التحديات أمام أدائها مهمتها الأساسية، وهى توفير مناخ السلام بين الدول من خلال حماية التراث الإنسانى الثقافى بالعالم، مما سمح لدول استخدام مستحقاتها للتأثير على برامجها وقراراتها.
رابط دائم: