رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الصورة المقلوبة

بريد الاهرام اشراف :أحمد البرى

تعد الكتاتيب الصورة الأولى المضيئة للتعليم الموازى حيث انتشرت فى النجوع والقرى والمدن لتسد فراغ التعليم الرسمى وغياب مؤسسات التعليم النظامى فى خمسينيات القرن الماضى وما قبلها، ثم بزغ فجر المدارس الخاصة كنظام مواز، حيث كانت محدودة العدد لا يلتحق بها إلا أصحاب المستوى التعليمى المتدنى من ذوى المجاميع الضعيفة التى عجزت عن إلحاقهم بالمدارس الحكومية وبخاصة الثانوية العامة، ومع إدراك البعض ربحية هذا النظام الموازي، انتشرت المدارس الخاصة أملًا فى تقديم تعليم أكثر تميزًا، وواكب ذلك تدن تدريجى فى الخدمات التى تقدمها المؤسسات التعليمية الحكومية، ثم تطور التعليم الموازى بمدارس دولية وشهادات أجنبية، واستمرارا لمفهوم التربح من المتعلم «درس مقابل مال» بزغ نجم «السناتر»، وأصبحت بما تعنيه كلمة «سنتر» مركزاً أساسياً للتعليم الموازى بديلاً عن صور التعليم الأخري، ولتستأثر بما يربو على خمسة مليارات جنيه سنويا يهبها المصريون لمراكز الدروس الخصوصية، ورضينا بدفع أموال مقابل تجميع أبنائنا بالمئات فى قاعات نجوم الفيزياء وأساطير الكيمياء وعباقرة الرياضيات، وجهابذة العربى، وكلما حاول الوزير المسئول غلقها، نثور عليه ونقصيه عن موقعه، وهكذا تأصل مفهوم «السناتر» لتنقلب الصورة، وتصبح المدارس الحكومية بأنواعها تعليمًا موازيًا يقتصر نشاطها على إجراء الاختبارات خاصة فى المرحلة الثانوية، ومن ثم تصدير أجيال «سناتر» بمجاميع وهمية عالية إلى الجامعة ليتخرجوا وقد أدمنوا «السناتر» والملخصات فى تعليمهم الجامعى وقبل الجامعى ليعيد أبناؤهم الكرة نفسها، وإزاء هذا الوضع أرى ما يلي:

ـ تأكيد الإجماع الرسمى والمجتمعى على تردى الوضع التعليمى وحتمية تغييره.

ـ ألا ننقسم إلي«مع وضد»، وحذف عبارة «أنا مع ولكن...» فكلنا مع العلاج، وإن ساء طعمه، وجهل المستخدم مكوناته وميكانيكية عمله.

ـ إن ظهور عقبات وسلبيات فى التطبيق خلال السنة الأولى لا تعنى الارتداد للخلف أو التأجيل.

ـ يجب أن يضع الجميع أنفسهم فى خندق واحد مع الوزير، وبخاصة أعضاء لجنة التعليم بمجلس النواب التى يجب أن تأخذ مبادرة مد يد العون، فليس كل ما يطلبه بعض العامة، وذوو الأصوات العالية إعلاميا صوابا ينبغى برلمانيا تلبيته.

ـ أن تعطى أولوية لمعالجة مشكلات البنية التحتية واللوجستية فى السنة الأولى من المرحلة الثانوية، حتى لو لزم الأمر تدخل بعض الوزارات الناجزة والأجهزة الرقابية نظرا لحساسيتها، وتجذر ـ بتشديد الذال ـ نظام «السناتر» فى فكر طلاب هذه السنة وأسرهم، إذ يعيش الكثيرون وهم الربط بين الدرجات التراكمية فى الثانوية وشروط الالتحاق بالجامعة.

ـ ألا تستخدم وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى كوسلية لنشر البلبلة والانقسام المجتمعي.

ـ وجوب توضيح الإعلام المعالم الرئيسية للنظام الجديد من مصادر موثوقة (أعضاء الفريق القائم بالعمل) فوقت الوزير أثمن من إضاعته فى تكرار الرد على البرامج بقدر ما هو مطالب بالتمعن فى تفاصيل التطبيق ووضع خطط لتلافى المشكلات المتوقعة.

ـ أن توضح وزارة التعليم العالى نظامها الجديد للقبول بالجامعات وهو بيت القصيد والشغل الشاغل للأسرة المصرية.

د. محمد حسين محمد ـ أستاذ بجامعة طنطا

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق