رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زوجة سيد حجاب «السويسرية»: ما زلت أحلم بالجنسية المصرية

الفيوم ــ منتصر على مفتاح
تعليم صناعة الخزف والفخار من أبرز معالم القرية

حين تسمع أذناك كلمة تونس، فتذهب بخيالك إلى دولة تونس الشقيقة، لكن الوضع هنا مختلف. فتونس تعد واحدة من أشهر قرى الفيوم، التى تحولت من مجرد قرية ريفية فقيرة تعانى انخفاض المستوى التعليمى والاقتصادى إلى أيقونة للإبداع وقِبلة للسائحين من مختلف دول العالم، لما تتمتع به من مناظر خلابة. ولا مكان فيها للعاطلين. جميع سكانها يحترفون صناعة الخزف والفخار وبعض المشغولات اليدوية الأخرى مثل صناعة السجاد والحصير اليدوي، كما حافظت القرية على طابعها الريفى البيئى رغم وجود العديد من الفنادق فيها، حتى أطلق عليها أهالى الفيوم لقب «تونس الخضراء».

على الساحل الجنوبى لبحيرة قارون بمركز يوسف الصديق تقع قرية تونس على بعد 60 كيلو مترًا من مدينة الفيوم، وأكثر من 100 كيلو متر من القاهرة، وتتميز القرية بموقعها على ربوة عالية، فتجد نفسك بين جمال الصحراء، وزرقة مياه بحيرة قارون، وجمال المساحات الخضراء بالقرية المزينة بالأشجار والورد، بالإضافة إلى قيام أهالى القرية برسم لوحات فنية على المنازل، فتشعر بأنك تسير فى متحف مفتوح يجمع بين البساطة والجمال، فضلاً عن الفنادق ذات الطابع البيئى بالقرية التى يقصدها السياح من مختلف دول العالم.


الأهالى مازالوا يحافظون علي الطابع «الريفى» للمنازل

 

فى البداية تقول إيفيلين بورية ـ سويسرية الجنسية ـ انها رغم مرور أكثر من 50 عاما على إقامتها فى قرية تونس فإنها مازالت سعيدة بالإقامة بها، وتزور بلدها سويسرا بين الحين والآخر، وتقضى الكثير من وقتها فى القراءة وتعشق الاستماع إلى أغانى فيروز، لكنها تشتكى من عدم حصولها على الجنسية المصرية رغم إقامتها فى الفيوم طوال هذه العقود الطويلة، وتقوم بسداد كل الالتزامات المادية عليها من ضرائب وتأمينات إلا أنها تعيش بتصريح يتم تجديده سنويا.

من أبرز معالم قرية تونس، مدرسة تعليم صناعة الخزف والفخار التى أقامتها ايفيلين بورية التى عشقت جمال القرية، ففى منتصف الستينيات وأثناء زيارة ايفيلين للقرية بصحبة زوجها الشاعر الغنائى سيد حجاب بهرتها أجواء القرية فطلبت من زوجها الإقامة فيها، وبنت بيتًا جميلا على مساحة كبيرة من الأرض تحوطه الخضرة والأشجار، وتركت بلدها سويسرا وعاشت فى قرية تونس منذ ذلك الحين حياة الفلاحة المصرية البسيطة، وتعلمت اللغة العربية وعاشت سنوات طويلة بدون كهرباء أو مياه أو تليفزيون، فكانت تشرب من الطلمبة وتستخدم لمبة الجاز فى إضاءة منزلها، وعكفت على إشباع هوايتها فى صناعة الفخار والخزف، وعندما شاهدت أطفال القرية يلعبون بالطين وينحتون منه أشكالاً مختلفة على هيئة منازل وحيوانات، قررت فتح مدرسة لتعليم الأطفال صناعة الفخار والخزف، وتتلمذ على يدها عشرات من شباب وفتيات القرية حتى أصبح لديهم ورش خاصة بهم، وأوصت ايفيلين بأن تدفن فى حديقة منزلها بعد وفاتها.

على الرغم من أن ما يميز أغلب منازل القرية هو الطابع الريفى البسيط، فإنها ذات لمسة جمالية فنية، فتجد رسوماً للحيوانات وأشكالا فنية ووجوها فرعونية تزين حوائط المنازل. ومع تميز أهالى قرية تونس فى صناعة الخزف والفخار والمشغولات اليدوية الأخرى تحولت القرية شيئًا فشيئًا إلى قرية منتجة نموذجية تصدر الكثير من إنتاجها إلى الخارج، كما تحولت إلى معرض للفنون اليدوية ومزار للسائحين من مختلف دول العالم. وقام الدكتور جمال سامى محافظ الفيوم، ورئيس مجلس إدارة أحد البنوك، بتسليم أصحاب ورش الحرف اليدوية بقرية تونس آلات متطورة «دواليب» لصناعة الخزف، بهدف تحسين الإنتاجية والتيسير على أصحاب الورش. وأشار محافظ الفيوم إلى أن قرية تونس تحولت إلى بقعة سياحية ساحرة يتلاقى فيها جمال الطبيعة مع إبداع البشر فى عزف سيمفونية من الجمال، موضحا أن القرية ذاعت شهرتها فى صناعة الخزف والفخار والحرف اليدوية ليس على المستوى المحلى فقط وإنما جذبت السائحين من مختلف دول العالم للاستمتاع بجوها المعتدل وبيئتها النظيفة وصناعاتها اليدوية الأنيقة.

وأضاف أن تجربة تونس فى صناعة الخزف والفخار تؤكد أهمية النهوض بالقرى المنتجة لدورها فى دعم الاقتصاد وتوفير فرص عمل للمرأة والشباب، مشيرا إلى استعداد المحافظة لتقديم كل سبل الدعم للنهوض بتلك القري، والارتقاء بالصناعات اليدوية والحرفية التى تجسد تراث الفيوم، وانطلاقا من هذا حرصت المحافظة بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة على إنشاء مصنع لتأهيل وتجهيز خامات تصنيع منتجات الخزف والفخار حتى يكون هذا المصنع نواة لمشروعات متتالية للحفاظ على التراث الفيومى والصناعات اليدوية والحرفية.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2018/06/09 01:07
    0-
    0+

    سيدة تعشق مصر وزوجها مصرى،،فلماذا لاتمنح الجنسية؟!
    نناشد السلطات منحها الجنسية المصرية فهى خير دعاية وسفير لمصر بالخارج
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق