رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وكالة البلح.. «منقذة الفقراء»
المواطنون: 500 جنيه لا تكفى إلا لشراء قطعة واحدة.. والغلاء قضى على فرحة العيد

تحقيق ــ بسمة خليل
وكالة البلح [تصوير ــ مصطفى عميرة]

► شعبة الملابس الجاهزة: 10% فقط زيادة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى

بعيدا عن زحام شراء الملابس من المولات والمحال الكبرى، هناك أسواق شعبية تستهدف شريحة اجتماعية أجبرتها ظروفها الاقتصادية على اللجوء لشراء ملابس مستعملة أو مقلدة، تحمل ماركات عالمية مزيفة، ومنها وكالة البلح التى تعتبر منقذ الفقراء والطبقة المتوسطة، التى يلجأون إليها لشراء ملابس العيد حيث بساطة الأسعار وانخفاضها عن المناطق الراقية ، والتى أصبحت حلما بعيد المنال يصعب الشراء منه بعد ارتفاع الدولار وغلاء الأسعار وتراجع الاستيراد.

وفى جولة للأهرام داخل سوق وكالة البلح الشهير، وجدنا الـ «تى شيرت» الرجالى يبدأ من 50 إلى 80 جنيها، والبنطلون الجينز من 90 إلى 120 جنيها، والقميص من 70 إلى 110، والكوتشى من 85 إلى 250 جنيها، والبنطلون الحريمى من 80 إلى 120، والفستان من 100 إلى200 جنيه، بالإضافة إلى بعض البضاعة المعروضة التى يبدأ ثمنها من 10 إلى 50 جنيها، وهى ممنوع «الفصال» فيها، وعلى الرغم من انخفاض الأسعار - مقارنة بالمحلات الكبرى - إلا إنها مرتفعة على الطبقة التى اعتادت الشراء من تلك الأسواق، وهو ما نرصده فى السطور التالية:

إيمان اشرف موظفة - كانت تقف على « فرشة» أحد البائعين الجائلين بالوكالة، تقول : الأسعار مرتفعة عن العام الماضى والأذواق عادية لكننى مضطرة لشراء بنطلون وقميص أو تيشرت لكل ولد من أبنائى، لكى يشعروا ببهجة العيد مثل أصحابهم.

يوسف إبراهيم طالب، يقول: اعتدت انا وأصدقائى شراء ملابس العيد من الوكالة لانخفاض الأسعار بها ..فى العام الماضى قمت بشراء كوتشى وقميص وبنطلون بـ500 جنيه، أما هذا العام وجدت السعر مضاعفا لذلك سأكتفى بالكوتشى والبنطلون فقط.

حتى وكالة البلح التى تعد أرخص مكان لبيع الملابس لكنها لم تعد كما كانت ، فالأسعار ارتفعت ، والذى يملك سيولة مالية هو الذى يشترى على حد قول خالد حسين - موظف لديه 3 أبناء فى مراحل تعليم مختلفة، مؤكدا انه لجأ لشراء الملابس المستعملة لأبنائه لرخص ثمنها، إلا انه فوجئ بارتفاع الأسعار مما جعله يكتفى بشراء نصف الكمية اى قميص وكوتشى أو بنطلون وحذاء لكل واحد على حسب احتياجه وليس الطقم كاملا.

اقل طقم للطفل الآن 800 جنيه، أما الشاب فيتعدى 2000 جنيه، بحسب كلام زينب محمد ربة منزل، مشيرة إلى أن مئات الأسر عجزت عن شراء ملابس العيد لأطفالها خاصة بعد ارتفاع أسعار الملابس المستعملة .

وبنبرة حزن تقول صباح عبد العزيز : غلاء الأسعار قضى على اكتمال فرحتنا بالعيد، فزوجى يعمل باليومية ولا أملك إلا 500 جنيه لشراء ملابس العيد، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالأسعار فى السوق، فلن أستطيع شراء ملابس لواحد من أبنائى دون الآخر.

«انتم أحسن من الذى لم يحصل على ملابس هذا العيد ..» ، جملة تقولها أمينة ابراهيم لأطفالها عندما عجزت عن شراء طقمين لكل واحد من أطفالها قائلة : اعتدت على شراء طقمين لابنائى للعيد، إلا أن هذا العام لم استطع إلا شراء طقم واحد، فهم أربع أبناء وحتى لو معى 2000 جنيه لا يكفيهم.

والتقطت طرف الحديث منها أم شيماء، فهى أم لأربعة بنات تقول: أرسل معى زوجى 2000 جنيه لشراء طقمين لكل بنت: وتكمل ضاحكة أن المبلغ لا يكفى بطبيعة الحال فى حين أن البنات يلمن أمهن ، قائلين حتى الملابس الرخيصة المستعملة لا نملك شراءها.

ريهام هاشم موظفة تقول : أن الأسعار ارتفعت بصورة مبالغ فيها فى المحلات التجارية ، لذلك نلجأ للوكالة للهروب من جشع التجار، فمن الممكن أن احصل على خمس قطع بألف جنيه ، مقابل قطعة واحدة يتعدى ثمنها ألف جنيه معروضة بأحد المحال التجارية.

أما رشا أحمد فترى أن أسعار الملابس أصبحت مبالغا فيها بشكل كبير، ولا يوجد مبرر لذلك سوى اقتراب العيد، وهو يعد موسما لشراء الملابس لذلك لم أفكر فى نفسي، فأهم شيء الأولاد، فأقل بلوزة حريمى الآن بـ500 جنيه، لذا سأقوم بشراء طقم لأبنى البالغ من العمر 5 سنوات ، ولكن للأسف الـ500 جنيه لم تكف، فالطقم يصل سعره إلى 800 جنيه.

ملاذ الفقراء والأغنياء

احمد سعيد بائع يقول: أن ما يميز وكالة البلح انك تجد فيها كل شيء بداية من الملابس المستعملة والجديدة والمستوردة بالإضافة إلى انخفاض الأسعار وجودة الخامة ، فهى أصبحت ملاذ الفقراء والأغنياء، فكل الطبقات تأتى إلينا للشراء، فكثيرا ما أجد شبابا تبدو عليهم ملامح الثراء، يبحثون عن بنطلونات ذات ماركات عالمية وسط تلال الملابس الموجودة لدينا ، بسبب أن تلك الماركات فى المولات والمحلات الكبرى يتعدى سعرها 800 جنيه ، فى حين انه هنا لا يتعدى 150 جنيها ويضيف شريف إسماعيل أن ملابس الوكالة ليست جميعها مستعملة ، فهناك تصفيات محلات كبرى ويتم بيعها بأسعار منخفضة لإنها موديلات أعوام سابقة.

الملابس ليست من الأولويات

وأشار يحيى زنانيرى نائب رئيس شعبة الملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية، الى أن أسعار ملابس العيد لم ترتفع عن العام الماضى إلا بنسبة 10 % ، ويرجع تلك الزيادة إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والمواد الخام الخاصة بصناعة الملابس وارتفاعها فى ظل انخفاض قيمة الجنيه، موضحا أن أسعار الملابس المستوردة لم تتحرك أسعارها هذا العام مقارنة بالعام الماضى..،وشراء الملابس لم يعد من أولويات المواطن بعد زيادة الأعباء المالية عليه، فقد أصبحت آخر اهتماماته فى ظل التزاماته بالأقساط ومصاريف المدارس والأكل والكهرباء والعلاج، ويرى انه من الممكن مواجهة ارتفاع الأسعار عن طريق تحسين المادة الخام التى تصنع الملابس الجاهزة للقدرة على منافسة المنتج المستورد وتوفير العمالة المتخصصة، بالتالى ستنخفض تكلفة الملابس خاصة وأن المنتج المحلى من الملابس الجاهزة يتوفر بنسبة 60 % فى السوق المحلية..، ويرى أن استمرار وضع السوق بذلك الشكل سيؤدى إلى تقديم موعد الاوكازيون الصيفى، متوقعا أن يكون أول أغسطس قبل عيد الأضحى لتعويض خسائر الركود.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    محمود يوسف محمد عليِ
    2018/06/08 13:16
    0-
    1+

    لاحول ولاقوة إلا بالله
    شعبة الملابس الجاهزة:10% فقط زيادة فى الأسعار مقارنة بالعام الماضى؟!المواطنون: 500 جنيه لا تكفى إلا لشراء قطعة واحدة!!نصدق مين فيكم؟!
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق