رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عندما قال السفير الكورى للمصريين: «ادعوا لنا بالسلام»!

هانى عسل
رئيس كوريا الجنوبية مون جاى ين

 

> «الحرب الكورية ستنتهى.. الولايات المتحدة وشعبها عليهما الشعور بالفخر لما يجرى الآن»

> (الرئيس الامريكى دونالد ترامب بتاريخ 27 أبريل الماضى)

لم يكن يون يو تشول سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة مبالغا أو “مجاملا” عندما حث المصريين على انتهاز فرصة صيامهم في شهر رمضان المبارك للدعاء إلى الله من أجل أشقائهم في كوريا الجنوبية لكي يحل السلام في شبه الجزيرة الكورية!

.. كلمات السفير جاءت خلال اللقاء الذي نظمه المركز الثقافي الكوري لعدد من الإعلاميين المصريين، وكان الحديث فيه عن قمة “ترامب ـ كيم” التاريخية المقبلة.

فالسفير كان يعني أن ما يقرب من 51 مليون كوري جنوبي يعقدون آمالا عريضا على القمة الأمريكية – الكورية الشمالية المرتقبة في سنغافورة، على المستويات كافة، السياسية، والاقتصادية، والمجتمعية.

وربما كان يعني بشكل غير مباشر أيضا وجود الكثير من المخاوف لدى الجانب الكوري الجنوبي تحديدا من احتمال فشل قمة سنغافورة في تقريب وجهات النظر بين بيونج يانج وواشنطن بصورة تهدر المكاسب المعنوية الهائلة التي تحققت خلال القمتين الأخيرتين اللتين جمعتا زعيمي البلدين، الجنوبي مون جاي ين، والشمالي كيم جونج أون.

فثمة مخاوف أيضا من أن يؤدي صدام الشخصيتين المثيرتين للجدل، ترامب وكيم، إلى هذا الفشل، والذي يكاد يعني انهيار جهود إحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية لسنوات مقبلة، ووقتها ستكون سول أكثر المتضررين بكل تأكيد.

فهل يرفض الرئيسان ترامب وكيم المصافحة، وهل يتعرض كيم لموقف “مصافحة” سخيف من جانب نظيره الأمريكي الذي اعتاد على المفاجآت في لقاءاته بقادة آخرين؟

وهل يترك كيم القمة غاضبا إذا سمع ما لا يعجبه من ترامب عن تغيير النظام وعن الحريات وعن حقوق الإنسان مثلا؟

وهل يترك ترامب الاجتماع غاضبا أيضا إذا وجد تمسكا من جانب الزعيم الكوري الشمالي بأن تبقى بلاده قوة نووية؟

وهل صحيح أن كيم يضع في حسبانه سيناريو جنونيا باحتمال وقوع انقلاب عسكري ضده في بيونج يانج أثناء وجوده في سنغافورة؟

وهل يمكن أن يكون أحد الطرفين قد قرر تصفية الآخر، على غرار المخاوف الإسرائيلية من سيناريو وجود قوات “كوماندوز” مصرية على الطائرة التي أقلت الرئيس الراحل أنور السادات في رحلته التاريخية إلى إسرائيل قبل معاهدة السلام، مهمتهم اغتيال جميع قادة تل أبيب آنذاك في مطار بن جوريون؟!

لكل هذه الأسباب، جاءت كلمات السفير الكوري الجنوبي حماسية، وجاءت مناشدته المصريين للدعاء من أجل بلاده، تلقائية، وواقعية، ومؤثرة، فمن جرب الحرب، يشتاق للسلام.

سياسيا، ستكون قمة سنغافورة فرصة ذهبية لتحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، عبر نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، وفي هذه النقطة، يقول السفير الكوري الجنوبي إن “شبه جزيرة كورية آمنة خالية من السلاح النووي لم يعد واجبنا فقط، وإنما واجب العالم بأسره، ولا يمكن أن نتخلى أو نتغافل عنه”.

غير أن السفير نوه أيضا إلى أن سلام شبه الجزيرة الكورية لا يمكن أن يتحقق بمجرد إبداء الرغبة في نزع السلاح النووي، ولكنه يتطلب جهدا كبيرا، وخريطة طريق واضحة من أجل إنجاح عملية السلام.

واقتصاديا، سيحول خيار السلام كوريا الجنوبية من نمر اقتصادي يحتل المركز الثاني عشر في قائمة أقوى اقتصاديات العالم إلى “غول” اقتصادي حقيقي، بعد أن يستفيد من استقرار أسواقه، وتحررها من مخاوف الحرب النووية، وكذلك فتح أسواق جديدة في كوريا الشمالية أمام صادراته، فضلا عن الاستفادة من ميزة خفض النفقات العسكرية، وميزة أخرى هي القيام بمشروعات زراعية وصناعية وسياحية عملاقة، وأبرزها مجمع كايسونج الصناعي، بالتعاون مع الشطر الشمالي الذي يتميز بالعمالة الرخيصة والمدربة. واجتماعيا، ستنتعش معنويات الشعب الكوري الجنوبي في حالة إتمام المصالحة ولم شمل الأسر المشتتة بين الكوريتين للأبد للمرة الأولى. باختصار، نجاح قمة كيم – ترامب يعني صفحة جديدة ناصعة لكوريا الجنوبية.

يعني سلاما، واستقرارا، وتعاونا مشتركا، يعني وحدة في الطريق، ولم شمل شعب واحد فرقته الحرب، ويعني قوة اقتصادية هائلة في طريقها للبزوغ في أقصى الشرق الآسيوي.

هذا ما ينتظره الكوريون الجنوبيون من قمة سنغافورة.

.. فهل تمنحهم القمة هذه الهدية الثمينة؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق