من تقاليد رمضان، الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم فى الإذاعة على موجة «البرنامج العام»، حيث يحرص مسئولوه على اختيار تلاوات لمشاهير القرّاء قبل أذان المغرب، ثم مدفع الإفطار، ويعقبه عبارة من المذيع أو المذيعة المناوبين بالاستوديو، تقول بصوت ينتظره الجميع وهم متحلقون حول طعام الأفطار: «انطلق الآن مدفع الأفطار طبقا للتوقيت المحلى لمدينة القاهرة وعلى المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت»، وللأسف الشديد امتد زحف غول الإعلان ليزاحمنا فى الإذاعة التى هربنا من التليفزيون إليها بعد تغوله وسيطرته عليه، ويحدث أمر غريب ومثير للضيق منذ أول رمضان، إذ أننا نفاجأ بعد انتهاء التلاوة بصوت يشبه صوت انطلاق مدفع الأفطار، ويعقبه عبارة: «مع تحيات شركة كذا»، وليت الأمر يحدث مرة واحدة بل يتكرر مرات عديدة، وبالطبع قد يفطر بعض الصائمين قبل موعد الإفطار نتيجة هذا الخلط بين الإعلان والحقيقة، وأناشد المسئولين الوقوف بحزم ضد استخدام الإعلانات فى أوقات مثل تلك اللحظات وعدم إفساد روحانيات الصيام مقابل ماديات الإعلان.
عمرو أبوثُريا ـ لواء طبيب متقاعد
رابط دائم: