مازال الإصرار الأمريكى على تصفية القضية الفلسطينية يعلن عن نفسه فى كل حدث ويدافع عن إسرائيل تحت اى مزاعم، ويدير ظهره لاستخدام القوة المفرطة حتى أن كانت ضد شعب أعزل مهدور حقه ويخضع لآخر احتلال على وجه الأرض، ويجرى تحت سمع وبصر العالم اجمع وبرعاية امريكية.
فقد تقدمت دولة الكويت العربية بمشروع قرار إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة يطالب المجتمع الدولى بفرض حماية دولية لشعب أعزل يتعرض للقتل الممنهج من مؤسسة عسكرية وجيش نظامى يمارس كل أنواع القهر والتعسف بما يتطلب وجود وسيطا دوليا ثالثا بين طرفى الصراع يؤسس لحماية دولية لحماية هذا الشعب الأعزل ويقدم للعالم خطابا ميدانيا عن الأوضاع التى يتم فيها تلفيق الاتهامات للمجنى عليه ونعته بصفة الإرهاب فيما يتم مباركة القاتل الملطخة يداه بدماء الضحية، وتردد أمريكا كلمتها الشهيرة من حق إسرائيل ان تدافع عن نفسها.
أمر متوقع
كان مساء الجمعة الماضى موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن بناء على طلب دولة الكويت العضو غير الدائم بالمجلس ويدعو المشروع الكويتى إلى «النظر فى الإجراءات التى تضمن سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بما فى ذلك قطاع غزة» وبعد عرض المشروع على المجلس صوتت 10 دول لصالح القرار وامتنعت 4 دول أخرى عن التصويت هى إثيوبيا وبولندا وهولندا وبريطانيا وكان الصوت الأخير للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار، ومن غير المعقول ان يعلن اى طرف انه فوجيء باستخدام واشنطن حق النقض «الفيتو» بل توجهت كل التحليلات قبل انعقاد الجلسة الى ان الأمر حتمى لإدارة ترامب التى لا تملك اى إرادة سياسية لإنهاء الصراع بل تتجه بشدة الى تصفية الصراع لصالح الطرف القائم بالاحتلال.
ولكن هناك 10 دول من جملة 15 دولة هم عدد أعضاء المجلس صوتت لصالح القرار وقالوا للإدارة الأمريكية ان إسرائيل دولة تقوم على انقاض دولة أخرى وأن حماية المدنيين من استخدام العنف المفرط هو واجب انسانى واخلاقى فعروا بتصويتهم الممارسات الإسرائيلية من جهة والدعم الأمريكى السافر من جهة اخرى فصوت لصالح مشروع القرار الكويتى كل من: الكويت وكازاخستان وروسيا والصين وبوليفيا وبيرو والسويد وفرنسا وغينيا الاستوائية وكوت ديفوار. وعقب انتهاء التصويت بالفيتو الأمريكى اعتبر مشروع القرار كأنه لم يكن ولم يطرح ويتساوى بالعدم من أى آثار سياسية او دبلوماسية، ولكن علقت بعض الدول تعقيبا على القرار ووجهت الاتهامات الى المنظمة الدولية وصنفتها فاشلة حتى على المستوى الإنسانى بما يؤجج من مناطق الصراع ويحولها الى ساحات للموت، وقال مندوب الكويت، «ان عجز مجلس الامن عن القيام بمسئولياته سيفاقم من تدهور الاوضاع فى الاراضى الفلسطينية وأن إسرائيل تظهر من جديد بأنها دولة مستثناة من القانون الدولى والمحاسبة، ونحن نأسف لعدم قدرة مجلس الأمن على تأمين الحماية للفلسطينيين». وجاء تعقيب مندوب فرنسا فى نفس الاتجاه بالترحم على دور الموسسة الدولية «الأمم المتحدة» ومجلس الأمن المنوط به حماية امن المدنيين وقال «نأسف عن عجز مجلس الامن التصويت على قرار توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى وان الوضع فى غزة ليس مقبولاً وهو يشكل إساءة لمجلس الأمن ومسئولياته. بينما جاءت كلمة مندوب بوليفيا صفعة لأمريكا وإسرائيل وعلقت عليها معظم الصحف والمواقع الإخبارية عندما قال «إن مجلس الامن أصبح محتلا بوجود عضو دائم يصوت باستمرار لصالح اسرائيل التى تبنى المستوطنات غير الشرعية وتحاصر الفلسطينيين وتعتقل مئات الأطفال، والضمير العالمى مازال يسمع ويشاهد.
ورغم أن النتيجة متوقعة ولكنها أصابت كثيرين بخيبة الأمل فى حلحلة الأوضاع المتأزمة فى الأراضى المحتلة ومنهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الذى طالب بأن يقدم إلى أعضاء المجلس تقرير خلال 30 يومًا، بشأن مقترحات ووسائل توفير الحماية الإنسانية للمدنيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة ووصف الوضع الإنسانى بأنه بالغ السوء، ورغم ان مشروع القرار انتهى بالفيتو ولكنه فتح آفاقا جديدة فى المنظمة الدولية للبحث عن وسيلة ناجزة لحماية المدنيين وعرى كثيرا من الممارسات الإسرائيلية واظهر الى رجل الشارع فى العالم اجمع الموقف الأمريكى الذى ينحاز ضد حقوق الإنسان الى حد ان بعض المواقع الأمريكية اتهمت إدارة دونالد ترامب بالعمل الدءوب على رفع معدلات الكراهية للولايات المتحدة عند معظم شعوب العالم.
لعبة أمريكا
مع الطرح الكويتى على مائدة مجلس الأمن تقدمت مندوبة الولايات المتحدة نيكى هايلى بمشروع قرار للتصويت على إدانة الهجمات ضد إسرائيل ووصفت المشروع الأمريكى بأنه يعالج الثغرات التى تضمنها المشروع الكويتى الذى يمثل وجهة نظر أحادية الجانب حول التصعيد الأخير فى قطاع غزة لأن حركة حماس هى التى حرضت على أعمال العنف بالقطاع والتحرك الإسرائيلى كان دفاعا عن النفس، وكانت النتيجة انه لم يصوت على المشروع الأمريكى سوى مندوبة واشنطن التى شهدت على افلاس الولايات المتحدة دبلوماسيا وسياسيا ولم تستطع حتى اقناع حلفائها بالتصويت لصالح مشروع قرارها مما اثار هايلى وبلهجة غاضبة بادرت عقب انتهاء التصويت بانها ستستخدم حق النقض ضد مشروع القرار الكويتي.
فلسطين تتوعد
بالطبع اصاب القرار الأمريكى المتوقع الشارع الفلسطينى وسلطته فى رام الله بخيبة الأمل فى التوصل الى حل لقضيتهم فى ظل الرئيس الحالى وتبارت الأقلام فى الهجوم على دونالد ترامب ووصفه بأنه أسوأ رئيس امريكى دخل البيت الأبيض بسبب مواقفه الحادة تجاه الحقوق الفلسطينية، التى جعلت إسرائيل تتعنت وتكون أكثر جرأة على الدم الفلسطيني، فأطلقت الرصاص الحى على المتظاهرين السلميين على حدود غزة يوم افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس لأنها تأمن العواقب وتثق فى حليفها ترامب وإدارته. وعندما عبر مندوب فلسطين فى مجلس الأمن السفير رياض منصور، عن أسفه لكل محاولة لتقويض مجلس الأمن، مقدما الشكر لكل الدول التى صوتت لصالح مشروع القرار الكويتى لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى وقال ان نتيجة التصويت فى مجلس الأمن حول مشروع القرار الكويتى لتوفير الحماية الدولية، لن تزيدنا الا اصرارا على مواصلة العمل حتى انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال
مؤكدا ان الشعب الفلسطينى بملايينه هو ضد الاحتلال وضد ارهاب اسرائيل، وانه لا توجد قوة فى العالم مهما تكن عظمى اقوى من شعب فلسطين وتاريخه وحضارته.
وقال رياض منصور، فى مؤتمر صحفى بنيويورك إن اجتماعا سيعقد خلال ايام لسفراء المجموعة الاسلامية فى الأمم المتحدة لتحديد خطة عمل المجموعة العربية والاسلامية المقبلة للتصدى لاعتداءات الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى الذى يرزح تحت الاحتلال.
رابط دائم: