خيرها فى غيرها

تنحصر معظم مشكلاتنا فى مثلث «الضعف، والمصالح، وسوء الإدارة»، ومن الأقوال المأثورة للتخلص من أرقام التليفونات المجهولة والأغذية الفاسدة والأدوية والمنظفات الصناعية المغشوشة وابتلاع الأرصفة والسيارات دون لوحات وغيرها أن «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح»، والعكس إذا كنت مضطرا للذهاب إلى هذا الباب مثل أبواب المدرسة والدروس الخصوصية والتأمين الصحى والعيادات الخاصة والشهر العقارى والحى وقسم البوليس ومكتب المواليد والوفيات وغيرها، فالقول المأثور جاهز أيضا «المضطر يركب الصعب واعصر على نفسك ليمونة».. ولو حصرنا عدد الكتاب والنقاد فى الإعلام الذين يخاطبون يوميا المسئولين ليرحمونا من افتتاح مشروعات بلا فعالية وعرض إنجازات وآمال معسولة لكفى حبر الكتابة مئات الفقراء، فالمسئول لا يقرأ أبدا، ويكفيه أن ينهى «البوستة» اليومية ويذهب إلى النادى ليستريح، أما المسئول الأكبر فيهمه إنجاز خطط الوزارة ولم يعد يهتم حتى بالقيام باختصاصه المكتوب فى القوانين واللوائح الصادرة منذ عشرات السنين والتى أصبحت برامج معلبة يتم استدعاؤها عند الغرض أو الحاجة الملحة أو حسب التعليمات, ناهيك عما بينها من تضارب، وسيظل الكثيرون ينادون بتطبيق التكنولوجيا التى أسهمت فى تقدم الأمم، وتزاوجت مع كل العلوم، وأسهمت فى حل المعضلات، ولكن بدلا من اليأس فالقول المأثور هو «يوم الحكومة بسنة، وخيرها فى غيرها»!

 د. هواف عبدالحكيم ـ كلية الحاسبات ـ جامعة حلوان