رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

البحر المتوسط.. «قبلة» المهاجرين!

شريف سمير

لم تكن رياح "الربيع العربي" تدرك أن إزالة الأنظمة السياسية فى الشرق الأوسط بعد ٢٠١١ ستكون الشرارة التى ينطلق معها الملايين من ضحايا هذا الربيع فى رحلات هجرة جماعية من أوطانهم عبر البحر المتوسط بحثا عن الحياة أو عن مجتمعات أفضل.

ولكن، بمرور السنوات السبع العجاف، تحول ساحل البحر المتوسط من طوق نجاة ووسيط آمن لهؤلاء المهاجرين إلى كابوس مزعج وموعد ثابت مع الموت، إما لصعوبة العبور من المنافذ الحدودية، أو لإغلاق الجانب الآخر من الشاطيء أمام اللاجئين لاعتبارات سياسية وعنصرية.

تصاعدت موجات الهجرة من أفريقيا وبؤر التوتر فى محور الربيع العربى نحو أوروبا عبر المتوسط فى عام 2015 تحديدا، فقد شهد هذا العام هجرة ١٫٢٦ مليون شخص، وفقد أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر حياتهم خلال رحلات الهجرة، وتضاعف عدد الضحايا إلى خمسة آلاف شخص فى ٢٠١٦، وسجل عام 2017 تزايدا فى أعداد السوريين والأفغان المهاجرين تحديدا.

وفى الربع الثانى من ٢٠١٧، سجلت ألمانيا أكبر عدد من طالبى اللجوء المتقدمين لأول مرة، والتى بلغت ٢٨٪ من جميع الطلبات المقدمة فى الاتحاد الأوروبي، وتلتها إيطاليا وفرنسا واليونان، فيما احتلت النمسا المرتبة الأولى فى معدل منح حق اللجوء.

وإزاء تدفق اللاجئين العرب والأفارقة سواء من منفذ ليبيا أو حدود البحر المتوسط، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، وصول نحو ١٦ ألفا و٨٩ مهاجرا إلى أوروبا منذ مطلع ٢٠١٨ وحتى ٨ أبريل الماضي، موضحة أن أغلب الوافدين وصلوا إلى إيطاليا، بينما وصل الباقون إلى إسبانيا واليونان وقبرص.

وسجل مشروع "المهاجرين المفقودين" وفاة وفقدان ٨٧٦ شخصا خلال رحلات الهجرة العام الحالى وحده، من بينهم ٥٢١ لقوا حتفهم، وتم انتشال رفات ٤ منهم فى غرب المتوسط خلال الأيام العشرة الأخيرة.

وعلى الرغم من تحدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للأصوات الرافضة لاستقبال اللاجئين وفتح حدود دولتها أمامهم فى ٢٠١٥، فإنها استجابت للضغوط الداخلية تحت وطأة تصدير الإرهاب إلى أوروبا عن طريق المهاجرين، وتنامى نفوذ اليمين المتطرف فى ألمانيا وفى أوروبا كلها، وأشارت فى أكثر من مناسبة إلى تخصيص مساعدات تنموية لهؤلاء اللاجئين، وأبدت برلين استعدادها لتقبل أعداد كبيرة منهم فى إطار اتفاقية الاتحاد الأوروبى مع تركيا بهذا الخصوص، فضلا عن تشديد ميركل على ضرورة توفير خيارات قانونية كى يتسنى للأفارقة الحصول على تدريب أو الدراسة فى أى من بلدان الاتحاد الأوروبي.

ولكن دولا أوروبية أخرى مثل إيطاليا واليونان والمجر، تعاملت بصورة أكثر قسوة مع قوارب المهاجرين القادمة من سواحل أفريقيا، أو عبر تركيا، ومنها إلى منفذ البلقان إلى دول جنوب وسط أوروبا.

ويقول فلافيو دى جاكومو المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية فى روما إن عمليات الطواريء الإنسانية فى المتوسط لا تزال تمثل حقيقة مأساوية، حيث تبقى عمليات الإنقاذ على رأس الأولويات،

ويوما بعد يوم - وبالأرقام - تنال شواطيء المتوسط عن جدارة لقب بؤرة الهجرة الرئيسية فى العالم، بفضل مهاجرى ولاجئى "الربيع العربي"!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق