رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ملائكة الرحمة ... تنتظر العلاج «1»

تحقيق ــ بسمة خليل

نقيبة التمريض : 220 ألفا أعضاء النقابة 4 آلاف منهم مفصولون بسبب الغياب
الممرضات : بدل العدوى 15 جنيها .. ونتعرض للضرب أحيانا أو التلويح بـ«الإكرامية» لمضاعفة الرعاية

عندما يتألم مريض فإنه يلجأ للطبيب الذي يشخص له الحالة ويوصي بالعلاج المناسب، فإذا احتاج الي متابعة في المستشفي فالاشراف يكون للطبيب بينما تتولي الممرضات الرعاية والمتابعة والعلاج وكل ما يتصل به من أمور، فالتخفيف عن المريض مهمة التمريض، ولأن العائد المادي - خاصة في المستشفيات الحكومية - قد لا يتناسب مع المهمة الانسانية التي تقوم بها الممرضات، فإن الأهمية الحقيقية لهذه المهنة هي في الجانب الانساني، فليس غريبا أن يطلق عليهن لقب «ملائكة الرحمة» لكن هؤلاء لهن همومهما ومشكلاتهن التي تعوقهن عن أداء دورهن، وهو ما نرصده في السطور القادمة في حلقتين لعرض نماذج منها علي سبيل المثال في القاهرة والاسكندرية.

مابين تدني الرواتب وثغرات« التكليف والبدلات »الهزيلة«وأهمها بدل العدوي« تتوه المشكلات التي تتعرض لها »ملائكة الرحمة«مما يدفعهن الي الهروب من المهنة ، وهو ما جعل العجز واضحا في الكثيرمن المستشفيات..السطور التالية تطرح مشكلاتهن وتبحث معهن عن حلول لها
هبة مجدي تشير إلي ان »بدل العدوي« ضئيل جدا -15 جنيها- مقارنة بالأمراض التي قد تصيبنا كالالتهاب السحائي والدرن والتيتانوس والكبد الوبائي والأمراض الجلدية
وتضيف أميرة حسين ان تصرفات أهالي المرضي وانفعالهم الذي يصل الي حد الضرب في بعض الاحيان لتقديم العلاج لمريضهم سريعا دون مراعاة اننا نخدم أكثر من مريض في وقت واحد، بالإضافة إلي تلميحهم بالاكرامية لزيادة وقت الزيارة أو مضاعفة رعاية مريضهم يشعرنا بالتجريح والاهانة.
إسراء محمد تستنكر لقب «حكيمة» وتريد وصفها بـ«مشرفة تمريض»، فهي متخصصة ومثقفة وحاصلة علي مؤهل عال لذلك يجب منحها وزميلاتها وضعا لائقا بالمجتمع.


مشكلات متراكمة


تؤكد الدكتورة كوثر محمود نقيبة التمريض ان عدد التمريض في مصر 220 ألفا مقيدين بالنقابة العامة للتمريض ووفقا للخطة الموضوعة تحت إشراف وزير الصحة سينتهي العجز تماما بحلول 2020،من خلال اضافة 30 ألفا أي ما يعادل 15%لان الـ220 ألفا ليسوا كلهم عاملين بوزارة الصحة والأمانة العامة والتأمين الصحي فمنهم الحاصلون علي إجازة و40 الفا خارج نطاق العمل الحكومي، حيث انهم يعملون بالخارج لقلة الرواتب، فالـ«الشيفت« 12 ساعة بـ15 جنيها بينما في اي مستشفي استثماري يصل إلي 300 جنيه!! بالإضافة إلي 4000 تم فصلهم بسبب الغياب المتكرر لكننا نحاول اعادتهم لسد العجز.
وأيضا من مشكلات التمريض عدم وجود امن وأطباء للسهرفي كثير من المستشفيات ، فالمريض قد يأتي ومعه من 5 إلي 10 أفراد من عائلته يصرخون ويطلبون النجدة دون جدوي فيصبون غضبهم في وجه طاقم التمريض، بالإضافة إلي ضآلة «بدل العدوى» بينما في الدول الاجنبية تتجاوز قيمته راتب الطبيب، لان »بدل العدوي«هناك عال جدا،حيث ان التمريض أكثر عرضة للأمراض، لذلك اقمنا دعوي في 2016 وتم البت فيها لمصلحتنا شكلا وموضوعا، وصدر حكم بأحقيتنا في 1000 جنيه »بدل عدوي«، ولكن عند مخاطبة وزير المالية كل شهرين يكون الرد انه »إذا تم صرفه لكم فسيطالب فئات أخري بصرف مبلغ مماثل.
وتطالب د.كوثر بزيادة بدل السهر.. حيث ان تذكرة المترو الآن أصبحت بـ7 جنيهات والبدل بـ15 جنيها، فإذا كان الممرض مقيما بالمرج وعمله في مستشفي جامعة عين شمس بالتالي سيدفع 14 جنيها ويتبقي له جنيه وإذا امتنع عن الذهاب سيعاقب بخصم يومين من راتبه،في حين أن اقدم ممرض يبلغ راتبه الأساسي520جنيها، بينما «الشيفت» في القطاع الخاص يصل إلي 500 جنيه، لذلك يهرب التمريض اليه، لذلك نناشد المسئولين التدخل لزيادة «بدل العدوى» لجذبهم للعمل بالقطاع الحكومي.
وتشير إلي أن عدد مدارس التمريض في مصر 282 مدرسة، نظام 5 سنوات، ويوجد المعهد الفني للتمريض للحصول علي المؤهل فوق المتوسط، ويصل عدد خريجيه من 6 إلي 7 آلاف سنويا، بالإضافة إلي 20 كلية حكومية للتمريض و5 كليات خاصة، يتراوح عدد خريجيها بين 2.5 و 3 آلاف سنويا، فضلا عن المعاهد الفنية التي تشمل 12 معهدا علي مستوي الجمهورية. وأوضحت أنه من اجل النهوض بمهنة التمريض يجب إنشاء مركز للتدريب بكل محافظة وإلزام العاملين بتجديد رخصة مزاولة المهنة كل 5 سنوات وتجريم الإساءة للمهنة وتطوير التعليم وزيادة حوافز العاملين في الوحدات الحرجة إلي 200 % وتحسين صورتهم الذهنية في المجتمع.


مسارات التطوير


وبحسب الدكتورة عبير سعد زغلول عميدة كلية التمريض جامعة القاهرة وأستاذة تمريض صحة الأم وحديثي الولادة فإن من أهم المقترحات لتطوير المهنة عقد دورات تدريبية متخصصة مثل طرق الاتصال الفعال واتخاذ القرار وكيفية التكيف مع الضغوط وإدارة الوقت، بالإضافة إلي إعداد برامج متميزة ومتخصصة في تعليم التمريض. وبالفعل بدأت كليات التمريض في تطبيق تلك البرامج كالبرنامج المكثف الذي بدأت كليتا تمريض القاهرة والإسكندرية في تطبيقه والغرض منه الحصول علي درجة البكالوريوس الجامعي، بمعني أنه إذا كان يوجد طالب خريج كلية العلوم أو الزراعة أو حاصل علي بكالوريوس من أي كلية عملية يحق له الالتحاق بالبرنامج والحصول علي بكالوريوس التمريض،ولن يدرس 5 سنوات مثل طالب كلية التمريض، إنما سيحصل علي البرنامج المكثف في سنتين ونصف السنة فقط.
وتوضح دكتورة عبير أن الكلية تقوم بتخريج من 300 إلي 350 طالبا في السنة بالإضافة إلي الوافدين الذين يكون عددهم متغيرا، قد يتراوح مابين 70 و 100 طالب، مؤكدة ان تلك الاعداد لا تسد العجز ولكننا نحتاج إلي عدد اكبر لكن الأمر يتوقف علي القدرة الاستيعابية بالكليات.
وخريج الكلية يسمي «ممارس عام« بعد أربع سنوات في البكالوريوس وسنة الامتياز، يدرس خلالها مناهج فيها أساسيات التمريض والباطنة والجراحة في السنتين الأولي والثانية، وتمريض صحة الأم وحديثي الولادة والأطفال والحالات الحرجة وصحة المجتمع والتمريض النفسي،بالإضافة إلي افتتاح قسمين جديدين أحدهما لتمريض المسنين الذي وجد عليه طلب كبير وأيضا تمريض الحالات الحرجة فهناك وحدات لم تفتتح في بعض المستشفيات نتيجة العجز فيها.


أسباب العزوف


يؤكد الدكتور عمرو حسن أستاذ مساعد النساء والتوليد بقصر العيني ومؤسس حملة «انتي الأهم» أن نقص التمريض يرجع إلي عدم وجود عدد ممرضات يكفي عدد المرضي بالإضافة إلي عدم وجود ممرضة ذات كفاءة وذات خبرة عالية خاصة ان المتقدمات لكليات التمريض عددهن قليل، لعلمهن أن ساعات العمل كثيرة وسيخدمن أعدادا كبيرة من المرضي، ففي مستشفي قصر العيني علي سبيل المثال الممرضة مسئولة عن قياس الضغط والسكر ومتابعة العلاج لمرضي قسمين في آن واحد وكل ذلك في مقابل رواتب ضئيلة لذلك تهرب للخاص، وفي حالة الجمع مابين الخاص والحكومي لا تؤدي عملهاعلي الوجه الأكمل نتيجة الإرهاق وقلة النوم، بالإضافة إلي تشويه صورتها إعلاميا


مشكلات التكليف


وتشير دكتورة وردة يوسف عميدة كلية التمريض جامعة القاهرة سابقا إلي أن عجز التمريض يرجع إلي أسباب مادية وأخري ناتجة عن سوء التوزيع، لذلك نحتاج إلي الدعم المادي للقضاء علي هجرتهن للدول العربية، بالإضافة إلي أن الممرضة تسهر كثيرا خارج المنزل وقد يكون لديها طفل رضيع أو أم مسنة، فمن سيهتم بهما، لذلك من الضروري ضبط المنظومة، بحيث يتم تعويضها ماديا أو توفير سبل الراحة لها كإنشاء حضانة ترعي طفلها أثناء عملها أو توفير الرعاية الصحية اللازمة لها.. وتوفير وسائل مواصلات آمنة لها، فإذا تم تطبيق تلك الأمور سنحد من أسباب هجرتها.
منال سعدمدير عام تمريض مستشفيات جامعة القاهرة تؤكد ان قانون التكليف احد أهم أسباب عجز التمريض لذلك يجب تعديله ..حيث ان خريج دفعة 2016 علي سبيل المثال يأتي ويسجل تكليفه ثم يقدم إجازة بدون راتب ليذهب للعمل في القطاع الخاص.. وإذا قدمنا شكوي عن طريق شئون العاملين يأتي لتسلم العمل يوما واحدا ثم ينقطع مرة أخري، لذلك نطالب بوضع قانون يحدد مدة الانقطاع وبعدها يتم الفصل.


معهد التمريض بدون «مبني»


تقول الدكتورة حنان السباعي مديرة المعهد الفني للتمريض:من الممكن تخريج دفعة كبيرة سنويا تغطي العجز الحالي إذا توافر مكان يتسع للطلاب. .ولكن لا يوجد مبني للمعهد ونحتل جزءا من الطابق الرابع بمبني وتطالب بتوفير مبني مجهز ، لأنه مثل اي منشأة تعليمية لابد ان تكون به معامل لجميع التخصصات التمريضية المختلفة، لكن حاليا لدينا معمل واحد لجميع التخصصات لكل الفرق، وهو مجهز منذ إنشاء الألمان «مبارك كول»في التسعينيات،ويحتاج إلي الصيانة وتكييفات ذات كفاءة عالية وتجديد المانيكانات التي تتعرض للذوبان من شدة الحر .
ويشير هشام مبروك عضو النقابة العامة للتمريض إلي أن مهنة التمريض أصبحت طاردة لقلة الرواتب والبدلات وعدم وجود الاهتمام الكافي بهاوقددأبت النقابة خلال السنوات الاربع الماضية علي مخاطبة جميع المسئولين لزيادة بدل العدوي وبدل السهر من 15 إلي 60 جنيها ولكن دون جدوي.
 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/05/27 08:35
    0-
    0+

    إذا كن على هذا القدر من الألم والحرمان !
    فكيف نلومهن على عدم تقديم الخدمة المناسبة لمن هو بأمس الحاجة لرعايتهن ! .. يعني ايه بس هيحصل يعني لو رفعنا بدل العدوى والسهر من 15 جنيه الى 60 جنيه ؟! هل سيحصل عجز بميزانية الدولة لا قدر الله .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق