كثيرون لا يعرفون أهمية المستشفيات الجامعية لأبناء الصعيد، وكثيرون لا يعرفون أيضاً ماذا يمثل مستشفى أسيوط الجامعى لأبناء الصعيد.. باعتباره الملاذ الأول والأخير لحوالى 30 مليون مواطن من بنى سويف حتى حلايب وشلاتين.
الأهم مما سبق أن عشرات الآلاف من المواطنين يتعرضون إلى حوادث وتطالهم الإصابات الخطيرة على طرف الصعيد وهؤلاء يلجأون إلى وحدة الإصابات بأسيوط هذه الوحدة التى تتحمل ما لا يتحمله 10 مستشفيات غيرها، لذلك كان منطقياً التفكير فى إنشاء مستشفى متكامل وضعت له الدولة خطه لافتتاحه لا يعلم مداها إلا الله وربما لا يتم افتتاحه إلا بعد 30 عاماً وذلك لأن الدعم المقرر له سنوياً تبلغ قيمته 10 ملايين جنيه، فى حين أن المستشفى يحتاج إلى 350 مليون جنيه لإنهاء الإنشاءات والتجهيزات الطبية، وهو ما يعبر عن حجم الكارثة التى يعيشها أهالى الصعيد ويضع كل ذى عقل أمام تحد جديد للنظر بعين الرحمة لتوجيه تبرعاتهم لهذا المستشفى العملاق إنقاذاً لحياة آلاف المصابين الذى يلقون حتفهم سنويا لعدم توافر وحدات عناية مركزة وأسرة بالصعيد.
فى البداية، يقول الدكتور علاء عطية نائب مدير المستشفيات الجامعية لشئون الإصابات إن ما تشهده وحدة الاصابات الجامعية هو أمر يفوق تخيل أى بشر حيث ان الضغط المتزايد يفوق الوصف فلك ان تتخيل أن المستشفى الجامعى يخدم ثلث سكان مصر وهو رقم لا نبالغ فيه حيث يخدم 30 مليون مواطن فى الصعيد بداية من بنى سويف حتى حلايب وشلاتين جنوبا والتى أرسلت لنا أمس الأول 3 حالات خطيرة وتم إنقاذهم من الموت، وما يقيد حركتنا هى الإمكانات القليلة المتمثلة فى الجناح الحالى المخصص للوحدة والذى كان يتناسب قديما مع عدد المترددين ولكن مع الزيادات الكبيرة فى أعداد المصابين أصبحنا لا نستطيع ان نقدم خدماتنا الطبية بالجودة الكافية فنحن نتعامل حاليا مع الكم وليس الكيف خاصة أن المستشفى الجامعى يعتبر الملاذ الأخير للحالات الخطيرة بجميع مستشفيات الصعيد لذا لا يمكننا رفض أى حالة تتوجه لنا وهو ما يضعنا أمام أزمات كبيرة، فالمريض الذى يحتاج إلى أسبوع علاج يتم علاجه والاطمئنان عليه بعد مروره من المنطقة الخطيرة ومن ثم يتم التصريح له بالخروج لاستكمال علاجه بالمنزل حتى يتسنى لنا إنقاذ حياة مصاب جديد وبعد إن ازداد الضغط علينا طالبنا بإنشاء مستشفى متخصص للإصابات لكى يستوعب هذا الكم الهائل من المصابين وهو أمر كان بمثابة الحلم بعدما تحركت الجامعة وخصصت الأرض وتم بناء المبنى ولكن مع عدم توافر المبالغ المالية للتجهيز أصبنا جميعا بالإحباط خاصة أننا نرى المصريين يتوجهون للتبرع للجمعيات والمستشفيات التى تلبى احتياجاتها عبر الإعلانات التليفزيونية مدفوعة الأجر وهو ما لا نملكه ولا نقدر عليه بالصعيد.ويضيف الدكتور أسامة فاروق أستاذ جراحة العظام ونائب رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية السابق أن الضغط يتزايد يوميا على وحدة الإصابات فمن خلال الإحصائيات نجد أن الوحدة استقبلت من أول يناير 2010 إلى آخر ديسمبر 2017 أكثر من 220 ألف مصاب، وقد تم خلال نفس الفترة علاج عدد 100 ألف مريض داخلياً بالوحدة، وبلغ عدد المصابين الذين أجريت لهم عمليات جراحية 75 ألف مريض خلال نفس الفترة التى رصدنا خلالها استقبال الوحدة لأكثر من 31 إلفا حادثة بطرق الصعيد وذلك رغم الإمكانيات الضئيلة المتاحة حالياً فى المستشفى الجامعى والتى لا تسمح بالتوسع فى عدد الأسرة الأمر الذى سوف يترتب عليه عدم قدرة وحدة الإصابات على استيعاب الأعداد المتزايدة سنوياَ والذى سيؤثر بالسلب على الخدمة الطبية المقدمة للمرضى ولذلك تم التفكير فى إنشاء مستشفى للإصابات، وأوضح الدكتور طارق الجمال نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والمشرف العام على المستشفيات الجامعية أننا استقبلنا خلال العام الماضى نحو مليونى مريض متردد على العيادات الخارجية ويتم شهريا إجراء نحو 2500 عملية جراحية منها عمليات دقيقة وجراحات معقدة ولك أن تتخيل مدى العبء الذى تتحمله مستشفيات أسيوط الجامعية ففى عام واحد استقبلت تلك المستشفيات نحو 45 ألف حالة إصابة منها نحو 33 ألف حالة أجريت لهم عمليات، كما تحملت مستشفيات جامعة أسيوط نصيب الاسد من الحالات الحرجة الواردة عليها من كل محافظات الصعيد فى مختلف التخصصات، مشيرا إلى أن ميزانية مستشفيات أسيوط الجامعية تقدر بنحو نصف مليار جنيه شاملة الموارد الذاتية مقسمة على ثلاثة أبواب الأول خاص بالأجور ويمثل 70 فى المائة من الميزانية والباب الثانى يشمل الأدوية والمستلزمات الطبية أما الباب الثالث وهو باب التجهيزات وهو أكبر باب به خلل، فلكم أن تتخيلوا أن جهاز الرنين المغناطيسى انتهى عمره الافتراضى ويحتاج لصيانة دورية تصل الان لنحو 90 الف دولار سنويا فى حين أن ثمنه يقدر بنحو 12 مليونا وعن مستشفى الإصابات قال الجمال إن مستشفى إصابات الطوارئ الجامعى هو أمل يراود الجميع فى صعيد مصر، ولكن هذا الحلم توقف مؤقتا لعدم وجود الدعم المادى، حيث يحتاج المبنى إلى تشطيبات وتجهيزات تقدر بنحو 350 مليون جنيه حتى يدخل الخدمة والذى بدوره سيمثل نقلة نوعية فى الخدمات التى يقدمها أسيوط الجامعى لمرضى الصعيد وينهى التكدس والزحام على أقسام الإصابات، والأهم مما سبق أن يتعاون أهل الخير ويفكرون فى توجيه أموال الصدقات والزكاة والتبرعات لإنجاز هذا المستشفى المهم لأبناء الصعيد، فهل يتحرك المصريون.. وهنا لا نقصد أبناء الصعيد فقط بل إننا نحتاج أهل الخير من القاهرة والوجه البحرى.
رابط دائم: