ماذا يفعل «سيد قطب» فى دمنهور؟!

• شارع رئيسى يحمل اسمه منذ 22 عاما.. وآخر باسم «حسن البنا»

• المحافظة قررت تغيير الاسمين فى 2014.. والأهالى لا يعلمون حتى الآن

على بعد أمتار من قلب مدينة دمنهور، حيث يقع ميدان الساعة الشهير ودار الأوبرا، يمتد ذلك الشارع الطويل الهادئ الذى يحمل اسم سيد قطب، الأب الروحى للجماعات الإسلامية التكفيرية!

بعد قراءتها للسطور السابقة، ستنتفض المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، وتعلن أنه تم تغيير اسم الشارع إلى »المشير أبوغزالة»، وردنا ببساطة هو أن القرار مجرد حبر على ورق.

فى بداية الشارع وجدنا لافتة على أحد المنازل تحمل رقم العقار واسم «أبوغزالة»، بينما على الرصيف المقابل وجدنا لافتة أخرى تحمل رقم العقار واسم الشارع (18)، وعلى بعد خطوات اصطدمت عيوننا بلافتة لصيدلية تحمل اسم »سيد قطب» بالبنط العريض.

دخلنا إلى أحد المحال لنسأل عن اسم الشارع: فقال صاحبه فورا «سيد قطب». أبدينا علامات الدهشة وسألنا الحاضرين: هل مازال يحمل نفس الاسم أم تم تغييره؟! فقيل لنا: لا علم لنا بمسألة التغيير، وهو يحمل هذا الاسم منذ 22 عاما، وخمن أحدهم أنه ربما يكون قد أعيدت تسميته باسم أحد الشهداء، لكنه لا يعلم اسمه.

سألنا إذا ما قد تم رفع اللافتة التى كانت تحمل اسم «سيد قطب»، فقيل لنا أنه لم تكن هناك واحدة من الأصل حتى يتم رفعها، لكن الكل هنا يعلم أن هذا هو شارع «سيد قطب».

على بعد دقائق بالسيارة من هناك، يمتد شارع رئيسى آخر كان يحمل اسم «الشهيد حسن البنا»، ويقع فيه مقار عدد من البنوك الكبري.

الطريف أننا وجدنا أيضا لافتات تحمل أسماء مختلفة للشارع وكلها تخص عمارات سكنية، وليست لافتات عامة، منها واحدة تحمل رقم العقار وإلى جانبها اسم «أحمد الوكيل»، وبعدها ببضع عمارات سكنية لافتة أخرى تحمل رقم العقار واسم «عدلى منصور». لكن عندما سألنا صاحب أحد المحال عن اسم الشارع أجاب: «حسن البنا»! فلما أبدينا اندهاشنا، كرر على مسامعنا الاسم بابتسامة يعتريها الخجل.

وبجولة على مواقع البنوك التى أشرنا إليها على «الإنترنت»، اتضح لنا أكثر أن قرار المحافظة الذى أعلنته فى سبتمبر 2014 بتغيير اسمى الشارعين، لايزال «ساريا»، فالعنوان المدون على المواقع لايزال يحمل اسم «حسن البنا»، فيما عدا موقع بنك واحد، الذى لم نتمكن من معرفة العنوان المدون على موقعه بسبب عطل فنى دائم.

وخلال اصطحابنا فى جولة بالشارعين، أوضح لنا أيمن غزال - من سكان دمنهور أبا عن جد - أن إطلاق هذه الأسماء «الإخوانية» جاء فى زمن مهادنة النظام لجماعة الإخوان المسلمين، والتى اعتادت على التغلغل بنعومة وبطء فى ثنايا المجتمع المصرى على مدى عقود طويلة، فهى تعلم أن إطلاق أسماء مؤسسيها وأعضائها على الشوارع من أفضل السبل التى تجعلها عالقة فى الأذهان، وتجرى على ألسنتهم باستمرار فيعتادون عليها، حتى اذا تم تغييرها لاحقا، يظل الاسم القديم هو السائد والرائج، وللأسف استجابت أجهزة المحليات ووافقت على هذه الأسماء.

وتعجب غزال من وجود لافتة باسم»أبو غزالة» فى شارع سيد قطب، على اعتبار أن هناك شارعا آخر يحمل اسم «المشير أبو غزالة» متفرع من شارع عبد السلام الشاذلي، وفسر لنا انتشار التيار الإخوانى فى البحيرة إلى نشأة حسن البنا فى مدينة «المحمودية»، حيث ولد وتربى بها، ثم التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور.

سؤالنا الذى نوجهه الآن لمحافظ البحيرة: إذا كانت هناك قرارات بتغيير اسمى الشارعين بالفعل، فلماذا لم توضع لافتات واضحة وصريحة تحمل الاسمين الجديدين كما هو الحال بالنسبة لباقى لافتات الشوارع فى المحافظة، وإلا من أين يعلم السكان بتغيير أسماء الشوارع التى يقطنون فيها؟ وعلى الاقل، يقومون بتغيير عناوينهم عند استخراج وتجديد بطاقات الرقم القومي، التى لاتزال تحمل الاسمين القديمين، وهى التي- للمفارقة - تخص جماعة مدرجة ضمن الكيانات الإرهابية بحكم القانون.