بوابة بيت القاضي إحدى معالم منطقة الجمالية وهي تنقلك عبر ممر داخل بناء مقوس، من خان جعفر المجاور للمشهد الحسيني، إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي، ومع مشاهد القباب والمآذن التى تزخر بها سماء المكان، ستجد بعض المساكن التى بنيت منذ عدة عقود ومازالت مسكونة بالأهالي.
ورغم اختلاف طراز عمارة هذه المساكن عما حولها من المباني الأثرية، فإنها اندمجت مع المكان، فبقليل من الترميم مع إزالة التعديات الحديث، صارت هذه البيوت جزءا من التاريخ، بل أعطى سكانها الحاليون بممارسة إجراءات يومهم المعتادة في المكان، شكلا من أشكال الحياة النابضة، فعلى سبيل المثال كان مشهد الشرفات المفتوحة وربات البيوت يقفن فيها ينشرن غسيلهن، يتقاطع مع قبة ومئذنة مسجد قلاوون في عمق الصورة، فتبدو القرون متصلة وكأن سكان القاهرة العتيقة من فاطميين وأيوبيين ومماليك، يستعدون للخروج إلى أسواقها وساحاتها وشوارعها مترجلين أو فوق دوابهم وهم يرتدون ملابسهم المزركشة وعمائمهم وطواقيهم مختلفة الأشكال والأحجام والألوان ليزاحموا السكان الحاليين في حيهم.
فإذا كانت المساجد والأسبلة والتكايا والبوابات والوكالات والدكاكين والقصور الأثرية، هي التاريخ الصامت للقاهرة العتيقة، فإن سكان هذه المناطق وهم يعملون في ورشهم ومحلاتهم ومقاهيهم أو يسيرون في شوارعها وحاراتها ودروبها هم الذين يمثلون التاريخ الحي الباقي وكأنهم الممر البشري الموازي للممر الحجري الذي يصل الماضي بالحاضر.
رابط دائم: