رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ترويض « قرون» الجاموس!

‎> البحيرة ــ هاجر صلاح > عدسة ــ مصطفى عميرة

كان أقصى ما يمكن الاستفادة به منها هو توريدها لمصانع «الغراء»، لكن الحاج عبد الله استطاع بأنامله أن يجعل لقرون الجاموس قيمة و«سعرا»!


فى أحد بيوت زاوية غزال بريف دمنهور؛ تقوم كتيبة مكونة من الأب وأبنائه الخمسة- وبمساعدة زوجاتهم أحيانا- بعمل يصنف تحت بند «تحويل الفسيخ إلى شربات»!، إذ يقومون بنحت أشكال مختلفة على قرون الجاموس لتكون «تحفا» فنية ثمينة، تزين أى مكان توضع فيه وتضفى عليه لمسة «أناقة» دون أن يخطر ببال الناظرين أن أصلها كان «قرنا» مثبتا برأس جاموس!


الحاج عبد الله كان محظوظا عندما انضم فى ستينات القرن الماضى لورشة تعليم نحت قرون الجاموس التى أقامها مجلس القرية ، إلى جانب ورش تعليم حرف أخرى ، وعندما كبر أبناؤه علمهم «الصنعة»، وعشقوها رغم صعوبتها ومشقتها.


البداية تكون برسم الشكل المراد نحته ( جمل- حصان- غزال- طائر -سمكة….) ثم طور الحاج وأبناؤه فى الأشكال لتشمل عمل اكسسوارات ( خواتم وأساور وكوليهات) وميداليات للمفاتيح وغيرها، وغالبا ما تصنع من بواقى القرون المنحوتة، كما يمكن التحكم فى الحجم بعمل قطعة «تركيب» من أكثر من قرن.



بعد الرسم تبدأ مرحلة قطع الشكل بمنشار يدوى «دوران»، وهى أكثرها صعوبة، لتليها مراحل الجلخ والكشط والصنفرة، وأخيرا التلميع من خلال فرشاة دوارة مثبتة فى «موتور كهربائى» ومضاف اليها مادة القماطة، ليكون بين يديك فى النهاية قطعة فنية ملساء بألوان طبيعية مموجة ما بين الاسود والبنى والاصفر والابيض، وبالخبرة يمكن معرفة لون القرن قبل تلميعه.


عائلة الحاج عبد الله تعرض منتجاتها فى معارض الحرف التراثية، ويخبرنا محمد السيد بدر- أحد مسئولى جمعية الأسر المنتجة فى دمنهور- أن الاجانب هم أكثر من يقبلون على شراء منتجات قرن الجاموس، وتنفذ أسرة الحاج عبد الله طلبيات خصيصا لهم، وبفضل هذه المنتجات يسجل فرع جمعية دمنهور أعلى نسبة مبيعات على مستوى الجمهورية، فهى الحرفة الوحيدة التى تتميز بها محافظة البحيرة دونا عن غيرها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق