أوكازيون البلح الرمضانى

ويبدأ رمضان في صبغ الكون برائحته وأنت تكسر صيامك بأول بلحة تبشر معدتك بإتمام أول يوم بنجاح كبير مع صوت العسكري ينادي «مدفع الإفطار اضرب».. سيداتي سادتى حان الآن موعد آذان المغرب ونرجو لكم صياما مقبولا وإفطارا شهيا.. الله أكبر من الشيخ رفعت ويبد البلح كأنما ارتبط بالصيام ارتباطا عضويا.

هنا في سوق البلح بمنطقة الساحل أكبر أوكازيون للبلح في موسم الأوكازيونات الرمضانية، يقف التجار يعرضون كميات هائلة في الجولات والمقاطف والقفف والصناديق الخشبية والمعدنية والزجاجية والكرتونية، أنواعا لا تعد ولا تحصى من البلح، كأنما انشقت الأرض عنها فجأة، فمع أن البلح هو النوع الوحيد من الفاكهة الذي يتوافر طوال السنة دون الارتباط بموسم محدد، إلا أن رمضان يبدو وكأنه موسمه وحده دون ارتباط بصيف أو شتاء أو ربيع أو خريف,

 والبلح يقف في أول الطابور الرمضاني الطويل كألزم لوازمه التى لا طعم لها بدونه ولا طعم له بغيرها كالياميش وقمر الدين والتمر الهندي والعرقسوس والسوبيا. ومهما كانت قدرتك الشرائية، ففي سوق الساحل ، سوف تخرج بكمية بلح لا بأس بها بالسعر الذي يناسبك وتعود مرضيا بمخزون تضعه في ركنه الخاص بدولاب مطبخك فيظل باقيا بعد نفاد كل لوازم رمضان ولعلك تبتسم الآن وأنت توسع له مكانا، عندما يفاجئك بأن بقية من بلح رمضان الماضي لم تزل في مكانها وغالبا ستجدها صالحة وإن جفت قليلا فإن لها طعم لا يقاوم إذا ما نقعتها في قليل من الماء وتضعه في الثلاجة كأشهى ما تشربه بعد طول عطش أو تأكله بعد طول جوع.

بلح