رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حافة الغرق

محمد قطب;

كنتُ أقف أمام البحر وهو يُغمض عينيه من وَهج الشمس، والزَّبد يتلألأ فى الضحى. ناوشَ الهواء خدّى وبعْثر شعرى. يُرسل الموج صخبه ويضرب المصدّات ويبعث رشاته إلى وجهى.

قلت: لعله ينادينى، ويضحك لي

.. نزلتُ حتى اقتربت من حافة الماء والرمل. ثمة طيور تحملها الريح ويغسلها الرذاذ. ترتجف فترسل أصواتاً كزغاريد العُرس. أتلهف إلى رؤيتها، وأحدّق فى أسرابها، وأرتعش وأنا ألاحق طيوراً منفلتة تهوى بالقرب منى كأنها تراودنى، وددت لو أفتح كيس الحبوب فأطعمها، أضعها فى كفى فتلامسنى بمناقيرها فأظل ارتجف اليوم كله.

.. اصطادت عينى خضرة الطحالب، وبقايا الأصداف التى تطل بعيونها المنطفئة، والشباك البعيدة التى تخدع الماء وتأخذ السمك. جلست على مقعد صخرى يُتيح لى رؤية البحر وهو يحضن السماء ويشدها إليه، يُرسل موجه إلى الرمال فيسكنها. يلامس الماء قدميّ، تتقلّص أصابعى ارتجافاً. تمنيتُ لو أتجرد من ثيابى وأنزل البحر.. أعوم، وأغوص، وأعلو..

لكن المحبّين له، لنْ يغمضوا أعينهم فارتدعْت.

.. لم أنس اليوم الذى أخذنى الموج إلى القاع والليل يسحب ردَاءَه عن السماء. كانت الرمال القريبة تتشكل بفعل الدوامات، وكنت أسمع صوتا يُشاغلنى، وأرى أشكالاً غامضة ومتداخلة.

كدتُ أسهو حتى لطمتنى دوَّامة وراحت تسحبنى كجنية، استنْفرتُ طاقتى وانسلختُ من قبضة الموج، وحين استرددْت بعض عافيتى وهدأت قررتُ ألاّ أنزل البحر ثانية، هو الذى خاصمنى.. وهجرنى.. فهجرته.

كيف لحبيب أن يسلط موجه على المحبوب!

.. أكتفى بالجلوس رانية إليه..

تطوف عيناى بالمكان، أتامل الأضواء المنفلتة من زجاج نوافذ العمارات القريبة، والتماع الشمس وهى تُشاكس بضوئها الطِّلاء والزجاج.

.. وأطلُّ عليها..

تغيم عيناى وترقدان فوق شرفة الطابق السادس، وتْلبدان. أناشد القلب أن يتمهل، ولا يؤلم نفسه.. فهو حبّهُّ القلب ترك المكان ونأى، وخلَّف غُصةً موصولة.

.. أربتُ على القلب وأطالبه أن يكف ويهدأ..

...............

.. كان يَهوى السّير على الشاطئ، والشمس تبزغ مصفرّة..

يُضاحك الموج، يُناجى البحر ويتكئ على خط الأفق. يرتجف وهو يسمع صوت الموج يغمر الرمل والحصى، والطير يخفق ويرتطم. والشمس حين تخطو صاعدةً، يسْتدير ويلوّح بيده وأنا واقفة فى الشرفة، يستعْجلنى أن أنزل.. أنزل ونروح نبحث عن مكان نتناول فيه طعامنا.

...............

.. رأتْه واقفا قريبا من شارع البحر كأنما يتهَّيأ للذهاب.. كانت قدّ تركته للبحر يبثُّه نجواه، ومضت هى الأخرى تصطاد رفرفة الأجنحة، تملَّتْه عن بعد فلاح لها ذاهلا.. وذهبتْ إليه.

كانت الأنوار المنْسكبة تضيء وجهه، ولاحت عيناه ساكنتيْن

نظر إليها فى ولَهٍ حزين

أين كنت؟..

ولما رنت إليه فى وجَل، التمعت عيناه، وقال فى تمتمة مرتجفة كأن شفتيه تستعصيان عليه.

قلقتُ عليكِ

ضحك زاعقاً، فأرجفها صوته.

حدثنى البحر عنكَ

حدّق فى عينيها الحانيتين.

ماذا قال لكِ؟

خطت خطوة فى اتجاه الضوء فبدا وجهها لامعاً ورْديا

قالت فى صوت هامس.

هل آن الأوان؟

لاذ بالصمت. آلمه حزنها الذى يطل من العين. تْعلم أنه مجْبر، فالطريق مسدودة، وهى بعيدة المنال..

وشعرتْ بألم يتسرب إلى الأوردة ويضغط على الصدر..

خرج السؤال ساخنا، وملهوفا

هل سترحل؟

نعم.

قذف بها سريعا كأنما كان ينتظر، فآلمها..

سادت لحظة من الصمت الموحش..

كانا قد تحدثا فى الأمر، وبدا الرجوع عنه غير وارد.. فلماذا يْنكأ الجراح.. لم تغفر له، لكنها لنْ تتذلل، الحب يُميته الهوان، وهى لن تُهين نفسها، وهو لم يعد مؤهلا لحياة مشتركة.

.. لم تصدق أنها لن تراه ثانية، وأنه سيمضى، ويرحل ولكنها لن تتذلّل.

...............

.. امتننْتُ لأنك كشفتَ لى خبيئتك. وأخذْتَ دمعى وغسلْت به عينيك.. لكنك ولَّيت وتركتنى. فضلتَ الدولار.. وهجرتني

...............

.. كأننى نائمة تسْحبنى يدّ خفية وتُوقفنى أمام الباب، هو الباب الذى دلفتُ منه، يدفعنى الهوى، ويُوقفنى الخجل. هو الباب الذى مرقتُ منه مزهوة بفعل الحب الذى غطتنا سحابته، وأمطرتْنا.

.. لماذا أعود بعد هذه السنين؟

هل أتوهم الزمن وألج إلى الضباب؟

...............

.. كانت إصبعها السَّبابة تشير إلى الجرس وترتقب، وتتنحى، حاولت فاستعصتْ عليها، ضغطت (بكلْوة يدها) عليه.. وصلها صوت يتسحب، تكاد لا ترى، قلبها لا يطاوعها، ويتمرد عليها، ويرسل نبضه إلى العين فتعشى.. لم تتنبه إلى السيدة التى فتحت الباب ونظرت إليها متسائلة.

نعم!

لاذت بالصمت، وبدت كالمنومة. تملّت وجه المرأة الهادى وشعرها القصير الممشط بعناية.. وهى تكرر.

نعم!

اندهشت من الموقف وهيّئَ لها أن المرأة التى أمامها تكاد تسقط، تتمتم بكلام لا يبين، توجستْ ثم ابتسمت خفية، فلاح ثغرها وضيئا.. بثّ الثغر ضوءه إلى الواقفة تنتظر، فابتعدت عن حافة الباب وقالت:

أبحث عنه

تعجبت المرأة وظلت محتفظة ببسمتها الخفية ونحًّت غضبها.

من؟

هو

كادت تنهرها وتغلق الباب لكن عينيها ومضتا ببريق مبلل، فخطفت قلبها.

تعالى.. ادخلى.

ودخلت وراءها..

...............

.. كانت السيدة وهى تتأملها تقف بجوار المنضدة الدائرية، ووجهها تجاه الشرفة،.. قالت وهى ترنو فى ودّ

سأصْنع شاياً!

حركت رأسها وابتسمت

تحبين الشاي!

رفرف رمشها مرتعشا.. وأومأت.

.. وضعت السيدة زجاجة مياه باردة، وكوبين، وعلبة مناديل.. وانتظرتْ..

.. استعادت حالتها وغلبها الخجل وقالت:

المتاح.

ارْتَجّ جسدها فى ضحكة منغمّة

كلّه متاح

ومالت عليها تنتظر.

فكّتْ شفتيها المزمومتيْن وهمستْ كأنها تستْجدى.

قهوة سادة.

.. المرأة الشابة تقف عند الثلاثين، تزمّ صدرها بيدها، وتتنهّد..

أطلقت آهة ساخنة جعلت السيدة تجلس فى مواجهتها وتنشغل بها.

.. أخذتْ رشفة من الفنجان ووضعته فى أناة.

ضيَّقتْ عينيها وقالتْ:

لا تقْلقي

وغشيها الحياء وتداخلتْ..

ساد هدوء مغلَّف بالضوء يأتى من الشرفة.

أخذنى الحنين.

حدقتْ فيها السيدة وطالبتها بأن تشرب قهوتها.. وتمتمت..

الحياة تتجدّد.

.. نظرت إلى الفنجان.. وأسهمت.

لاحظت السيدة الشرود الذى يطل من العين.. نصحتْها فى ودّ

جدّدى حياتك

غمرتْها سكينة غائبة، فتناولتْ الفنجان بأصابع رهيفة وابتسمت إلى السيدة التى ضحك وجهها.

تبحثين عن أحد !

رفعتْ رأسها وطوَّفتْ بعينيها.

كان هنا ورحل.

دققتْ النظر فيها وهى تضغط على الفنجان.

أتعرفينه!

خرجت منها الكلمة فى لهفة مباغتة..

نعم.

مدّت يدها وأخرجت منديلا ورقيا

باع لنا الشقة وسافر..

زمت المرأة الشابة عينيها، وبدا غضبها يتسرب إلى ملامحها.

رحل !

مسحتْ السيدة قاعدة الفنجان وهى ترمقها

كان متلهفا على السفر

أبطأت فى حركتها، كأنما تنتظر ردّ فعلها

لم يجادلنا كثيراً

أمعنت فيها النظر وقالتْ متأنية

رضى بما عرضناه عليه.

زمتْ صدرها وارتجفت وهى تضع الفنجان فى حركة مرتجَّة

كان متسرعا

سألتُ عنه.. فأخبروني

وتنهدتْ، وغامت عيناها

لم يخبرنى، لكننى علمتُ..

قلقت السيدة عليها، وهاجسها ارتياب وخوف.

وعدكِ بشيء!

لم تجبْ..

أخذها الصمتُ الراجف، وأحنتْ رأسها

بادرتْها السيدة وسألتْ فى توجُّس

أساءَ إليك!

خرجت منها آهة حارة وهمستْ.

كان حبُّنا عفيفاً

لكنه ترك سكينا فى قلبي

.. تضاحكتْ السيدة، وقالت تخفّف عنها

بعض الرجال يفعلون ذلك.. سأعيدها عليك..

جدّدى حياتكِ.

...............

تملّتْ السيدة وجه ضيفتها، وأحست بالأسى ينتقل إليها فارتعدتْ ونهضت، ووقفت أمامها. مدت يدها ومسحتْ شعرها، وربتتْ على خدّها. قبضتْ على يدها الساكنة فى حجرها وجذبتها.. نهضت قائمة، وولجتا إلى الشرفة.

.. خطف البصر طيوراً محلقة، وموجات ترمى زبدها، ومصدّات قليلة تكبح جماح البحر.

وضعت السيدة يدها على كتف المرأة وقالت:

بم أناديكِ؟

سميرة..

وأنا.. مريم

...............

.. حكتْ السيدة أن الشقة التى تسكنها باسم ابنتها، وأنها تحرص على استضافة أقاربها فى الصيف، ويتردّد عليها أولادهم أو بناتهم فى الجامعة إلى أن يلتحقوا بالمدينة الجامعية، أو يؤجروا سكنا.. وأنها حريصة بعد عودتها من عملها الذى أوشك أن ينتهى، أن تذهب إلى دور الرعاية الاجتماعية، تقدم خدماتها، أو تمر على دور المسنين، بل تقضى وقتا طويلا معهم..

.. شعرتْ بعد وفاة الزوج بقسوة الوحدة، والوحشة التى تسكن معها فى الشقة، وبالجدران التى تتقارب حتى تضغطها فتهُب فزعةً وتمضى إلى الشرفة.. يجذبها الموج، ويدعوها البحر، فترتدى ثوبها وتقفز إلى الشارع، يضحك لها البحر حين تلامس قدماها رماله الناعمة وحصواته المدبّبة.

.. وجهها نحيل، وعيناها حانيتان.

ظلت ساكنة ثم قالتْ:

تلك هى الدنيا.. حضور وغياب

.. كان الصليب يتدلّى فى بهاء فوق جدار أملس بلون زهرى، ومحاط بورود اصطناعية.. متوردة..

هيَّا بنا..

.. مضتْ «مريم» تجاه الباب وهى تربتُ على كتفها، وتستنهض بريق عينيها وشبح بسمتها التى سحبتْ شفتيها وأبانت عن ثغرها الوامض.

.. لا تدْرى أين تذهب بها السيدة؟.

تشعر بألفة معها، وكأنها تعرفها من زمن..

...............

.. اجتازتَا شارع البحر..

ناداهما صوت البحر وعبث الموج..

.. كانت السيارات تتقاطر على امتداد الطريق، وهامات البشر محتجزة خلف الزجاج، وعيونهم مصوّبة إلى الأمام.

قبضت السيدة على كفها، أحستْ برعشة الجلُد فأدارت رأسها وابتسمت. كان هواء البحر يتمادى ويلثم العينين والوجه، ويطوّح بالشعر المسترسل فيبعثره.

.. جلستا فوق حجر عريض من الأسمنت كأنه بقايا صخور.

وضعت السيدة يدها على ركبتها وقالت:

لا تزمّى عينيك.

تنبهت سميرة وحركت رأسها.. وصمتت.

إن فعلتِ.. يغضب البحر منكِ

.. وهوّمتْ.. أخرجْتها قوارب الصيد من حالتها.. كانت تلوح وتختفى خلف الصخور، حيّاها الموج برذاذه فشهقتْ.. وضجّت السيدة بالضحك.

.. ظلتا جالستين زمناً.. تنْظران إلى الموج وتعُبّان هواءه.

قالت السيدة وهى ترمى بصرها ناحيته، وتتملّى غيمات تتهادى.

لم أزر البحر من زمن

أمالت إليها رأسها، فقرأتْ ملامح وجهها الساكن

يكفيكِ رؤيته من الشرفة

فركت أصابعها، وأدارت رأسها تجاه الشرفة.. وغامت عيناها.

كنَّا نغسل همّنا فيه..

أومأت برأسها وهى ترقب السيدة فى لحظة الشرود..

البحر يحب القلوب الخالية من الهمّ.

.. رمقتها، دفست راحتها فى حِجْرها.. ونكست رأسها

...............

.. أحكمتْ (سميرة) ثوبها، وأرسلتْ قدمها يعبث فى الرمل المبلّل، وتركت شعرها لرذاذ البحر يرجّله. خطفتْ عيناها طائراً من طيور البحر يهوى فى الماء ويغوص، مدتْ رأسها، وتعجبت أن يخرج الطائر بسمكة صغيرة وكأنها كانت تنتظره!

.. تنبهتْ إلى السيدة وخرج منها صوتٌ ممسُوس وواهن.

نعم.. الوحدة قاسية.. لا تُحتمل

تملتْ (مريم) وجهها ومدت أصابعها تفرد لها ملامحها

معكِ زوجُك.. من أين تأتى الوحدة؟

لم تقْو على شد عينيها من غيمة السحاب الأبيض وتمتمت كأنها تحدث نفسها.

دائماً على سفر..

وانتفضت فجأة كأن شوكةً ولجتْها فارتعدتْ..

...............

.. بسطت كفها على الرمال، ومرتْ بأناملها على منحنياتها الخفيفة، التقطت قوقعة، نفضتْها من حبيبات الرمل ومسحتها فبدا جمالها زاهيا.

.. تناولتها، وتملتْها، ثم أدارتْها بين أصابعها وقالتْ..

نحن مثلها!

تساءلت عيناها.. وارتقبتْ..

لا تندهشى.. إنه الفراغ

إن نفخْتِ فيه أحدث صفيراً مرْعبا..

.. قربتْها من الفم، ومرّرتْ هواءها، خرج صوت هامس، متقطعْ وواهن. بادرتها السيدة قائلة:

صوتكُ يفضحك

وضحكتْ ومدت يدها، وضغطت على كتفها.

كان يملأ الفراغ معى.

لكنه مضى..

آلمها حزن السيدة.. مع أنها حرصت على إخفاء مشاعرها، وظلت تتأملها وهى تقول:

بدون المحار.. تصبح القوقعة للزينة.

غالبها الموقف، فادّعت ضحكة ارتجّ لها صدرها.

نحن كالقوقعة

بلا محار

للزينة

وأمعنت فى ضحكتها، وقالت صاخبة.

وليتها جميلة.

...............

.. كانت الشمس تميل نحو الأفق وتجمع ضوءها، وتصبّه فوق السيدة والمرأة الشابة. اصطخب الموج، ورأت الشباب بأردية البحر كأنهم أسماك ملوّنة تعكس لمعة الضوء، والفتاة البيضاء التى دفعها الموج تقْطر ماءها على الشاطئ، ويفتح الرمل مسامه ليتلقى القطر، ورائحة الفتاة.

.. حدقت السيدة فى الفتاة وزمتْ شفتيها، وشعرت بالوحدة وسط صخب البحر وصيحات المصطافين..

مدّ البحر موجه لهما، فارتعشتا.

قفزت السيدة وزهوة الفرح تغمرها، سحبتْ سميرة من يدها ومضتْ بها إلى البحر، تدافعتا ثم نزلتا. مسّ الماءُ القدم فانزلقتا معه.. والموج يحتفى بهما ويصطخب، يتدافع ويرسل زبده.

يدْفعان بجسدَيهما حدّ الموج، فيغْضى حياءً وينْحسر.

واختفى البدن فى غواية الموج، لم يظهر منه سوى الرأس والشعر المبلول المنسكب، والوجه الذى يرتج مرحاً.. والموج حين يعاند يفرش الثياب على وجهه ويستدعى الذراع العارية.. ويغريهما فتمعنان فى المرح.

ظلت خبطات الأذرع تتوالى على سطح الماء، حتى غزا القلقُ القلوب والموج يُمْعن فى سحبهما إليه..

وشق السَّباحون عباب الماء، وامتدّت الأيدى تسحب المرأتين وتخلصهما من قبضة الموج.. وشبق البحر.

.. خرجتا ذاهلتين.. ورعشة متواصلة ترجهما رجاً حتى عجزتا عن التنفس.

الرمال التى تسُوخ بين الأقدام تكاد تسحب الروح.

وكان البحر ينظر إليهما.. ويطوى موجه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق