عشرات المشروعات تم الإعلان عنها للاستفادة من المخلفات الزراعية، ومع ذلك فإن كميات ضخمة جداً منها مهدرة ولا يستفاد منها بالرغم من توافر التكنولوجيا والمشروعات التى تستطيع أن تنجز ذلك، أما مخلفات المبانى مشكلة شوارعنا وطرقنا ومياديننا حيث تحولت إلى مقالب مستعصية فهناك تجارب وتطبيقات رائعة نجحت بالفعل وعلى نطاق تطبيقى وتحتاج لمن يخرجها إلى النور وينشرها على مستوى الجمهورية.
هذا جزء مما كشفت عنه وأكدته اللجنة الوطنية لليونسكو فى مشروعها «تعزيز العلم وتكنولوجيا المعلومات فى حماية البيئة»، من خلال ندوتها التى أقامتها أخيرا برعاية أمينها العام الدكتور حسام الملاحى والأمينة المساعدة زينب الوكيل.
وكشفت الدكتورة كوثر الحفنى رئيسة الإدارة المركزية لمواجهة الكوارث البيئية بوزارة البيئة عن الجهود الحالية لتوظيف التكنولوجيا الحديثة فى الاستفادة من المخلفات الزراعية، وقالت إن الوزارة برئاسة الدكتور خالد فهمى تقوم بمجهودات كبيرة لتنفيذ مشروعات الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، وبالنسبة للمخلفات الزراعية فهى تقدر بنحو 35 مليون طن توليها الكثير من الاهتمام على المستوى الفنى والتطبيقى، وتبنت لتحقيق ذلك العديد من الأفكار والتطبيقات الرائعة، ويبقى الأهم هو مشاركة قوية للارتفاع بمؤشر أكبر لاستيعاب المخلفات الزراعية.
فمثلا بالنسبة لمخلفات النخيل تم إعداد دراسة جدوى فنية ومالية لمشروع تحسين الأوضاع البيئية ورعاية النخيل والاستخدام الاقتصادى لمنتجاته الثانوية خاصة فى الواحات البحرية، وذلك من خلال تنفيذ منظومة تدوير 200 ألف طن من تلك المخلفات وتحويلها لسماد عضوى، حتى المرفوضات التى لا تصلح للتصنيع من مخلفات النخيل يمكن تحويلها إلى وقود مشتق، ويمكن الاستفادة من مخلفات النخيل أيضاً فى صناعة بعض المشغولات اليدوية كما يمكن تشغيل وحدة للبيوجاز وأخرى لإنتاج الخشب، أما سفير القصب فتم إعداد منظومة للاستفادة منه فى محافظتى الأقصر وأسوان، وتهدف إلى استخدام 50 وحدة فرم تستوعب 240 ألف طن منه وهى تمثل 58٫82% من إجمالى مخلفات السفير بالأقصر، 40٫8% من نسبته بأسوان لتحويله لتبن صالح لتغذية المواشى أو سماد عضوى، وهذا يوفر500 فرصة عمل لشباب المحافظتين.
أما عن قش الأرز الذى أثمرت جهود التعامل معه خلال السنوات القليلة الماضية فى الحد من السحابة السوداء، فتقول الدكتورة كوثر الحفنى : نتعامل التعامل مع مشكلة قش الأرز من خلال برنامج متكامل وبطريقة آمنة ذات جدوى اقتصادية هائلة، من خلال عمليات شاملة للجمع والكبس وإعادة التدوير وإدخالها ضمن منظومة بدائل الوقود فى بعض الصناعات مثل المخصبات بالتعاون مع وزارة الزراعة والهيئة العربية للتصنيع ووزارة التنمية المحلية والقطاع الخاص.
ومن جانبه، قال محمود خلف المدير التنفيذى لوحدة المدن المستدامة والطاقة المتجددة بهيئة المجتمعات العمرانية عن الاستفادة من مخلفات المبانى: لدينا مشروعات جارية فى مجال الإدارة المتكاملة للمخلفات الصُلبة منها على سبيل المثال مشروع تم توقيع بروتوكول تعاون بين هيئة المجتمعات العمرانية وإحدى الشركات الوطنية العملاقة المتخصصة فى مجال المقاولات والإعمار لإعادة تدوير مخلفات الهدم والبناء بمدينة السادس من أكتوبر، وذلك بإعادة الاستفادة منها بإنتاج مواد بمقاسات محددة لاستخدامها فى إنتاج منتجات خرسانية (طوب بردورات وغيرها) أو مواد طبقات تأسيس ومواد طبقات أساس مساعد لأعمال الطرق، وذلك من خلال إنشاء منظومة صناعية تقوم بتحقيق هذا الهدف.
رابط دائم: