رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

المثل العربى الغائب عنا

بريد الاهرام اشراف :أحمد البرى

«أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عملى على الغريب»... بالرغم من الأصل العربى لهذا المثل العامى إلا أنه لا يطبق فى الدول العربية بين بعضها البعض، ولكن نجده فى الدول الغربية، وكأنه كتاب مقدس برغم الحروب الضروس التى وقعت بين الدول الأوروبية سواء داخل أوروبا أو خارجها فى المستعمرات التابعة لها خلال الحربين العالميتين... الأولى من 1914 حتى 1918 والثانية من 1939 حتى 1945 إذ يجتمع الأوروبيون على إعلاء مصلحة الدول الغربية على ما عداها من الدول الأخري... والمثل الأوضح هو الصراع الأبدى بين بريطانيا وفرنسا على مر العصور، فلقد تحاربتا على أرض مصر، وهزم أسطول نلسون الإنجليزي، أسطول نابليون، وبعد ذلك نجد أن انجلترا هى التى أنقذت فرنسا من ألمانيا بمساعدة أمريكا، ولا ننسى حرب المائة عام بين انجلترا وفرنسا منذ عام 1337 حتى عام 1453 والتى كعادة الإنجليز ادعوا فيها سلطتهم على العرش الفرنسى آنذاك، واستمرت الحرب حتى انتهت بطرد الإنجليز من فرنسا ماعدا منطقة «كاليه» التى مازالت مثار جدل بينهما للآن ـ وعلى حد علمى هناك دائما عدم استلطاف بين الشعبين الإنجليزى والفرنسى يعلن عن نفسه فى مباراة كرة بين الدولتين، أو خلاف اقتصادى مثلما حدث فى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن ها نحن رأينا عندما حدث العدوان الثلاثى على سوريا منذ أيام قليلة سارعت فرنسا بالاشتراك مع أمريكا وبريطانيا بالطائرات والغواصات والصواريخ رغم العلاقة التاريخية بين فرنسا ومنطقة الشام، ولكن عند المصالح العليا للغرب تذوب الخلافات بينهم. أما نقاط الخلاف بين الدول العربية، فهى كثيرة، فلقد اتفقت على ألا تتفق وليست لها رؤية واحدة، خاصة فيما يتعلق بنظام الأمن العربي، ورغم الثروات الهائلة فى بعضها إلا أنها لا توظفها جيدا، وارتمى بعضها فى أحضان الغير، فأصبحت حليفا ضعيفا كل مهمته نقل الثروة إلى خزائنهم وأصبحت مطمعا للغرب، خاصة أمريكا التى لا يستحيى رئيسها أن يقول على الملأ بكل تجبر وتكبر وصفاقة، إن بعض دول الشرق الأوسط الثرية لم تكن لتبقى أسبوعا واحدا لولا حماية بلاده لها، وأن على حكام هذه الدول أن يدفعوا مقابل حمايتهم، وسوف يدفعون! وكرر نفس ما قاله فى مؤتمر صحفى مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل التى استمعت إليه، وكأنها سعيدة بما يقال فى الوقت الذى يكرر فيه أنه سيذهب إلى إسرائيل لينقل سفارة بلاده إلى القدس رغما عن العرب والعالم، هذا فى الوقت الذى نجد فيه دويلة صغيرة مثل قطر تعمل بدعم من دول الغرب لتصبح شوكة فى الجسد الخليجى والعربي.

إن دول منطقتنا تدين بالإسلام وتتكلم بحروف عربية واحدة، ولكن اختلاف المذاهب بين سنة وشيعة مع تدخل دول غربية يزيد نار الخلاف، فحدث الإقتتال، وانقسمت الدول، حيث تساعد إيران الطوائف الشيعية فى لبنان وسوريا واليمن، وعلى الجانب الآخر، فإن بعض الدول العربية مع الطوائف السنية، وهكذا تستنزف ثروات الفريقين لمصلحة الغرب، أما دول المغرب العربي، فلا شأن لها بذلك ولها مقعد دائم فى الجامعة العربية وكفي.

والعجيب أن العداء بين المذاهب المسيحية فى الدول الغربية لا يقل ضراوة عن ذلك، ولكن عند نذر الخطر يتلاشى بينهم العداء والكراهية ويتقاربون شعوبا وحكاما وجيوشا كدرع واحدة أمام هذه الأخطار.

د. مصطفى شرف الدين

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    ^^HR
    2018/05/09 07:42
    0-
    0+

    المثل أصله عربى ولكن تطبيقه خارج اراضى العرب
    الصدق والامانة والاخلاص والاتقان والحب والرحمة جاءت بهم الاديان السماوية التى نزلت وحيا على ارض العرب والتطبيق العملى خارج اراضى العرب ورحم الله الامام محمد عبده"ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً و لم أجد مسلمين و لما عدت للشرق وجدت مسلمين و لكن لم أجد إسلاما"
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/05/09 06:51
    0-
    0+

    نحن العرب لا نستطيع ان نقول لعدونا عدو أحسن بعدين يزعل ؟!
    واحذر مداجاة العدو وكيده *** إن العداوة ليس تخبو نارها .
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق