رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بالفيديو..أول مصرى وعربى يقطع 100 كيلو متر «بساق صناعية»

هدير الزهار
> الكيلانى بعد وصوله إلى خط النهاية

  • الكيلانى: التحويلة «رمتنى»  تحت عجلات القطار فقطع «رجلى»

“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”، بابتسامة رضا ردد الشاب محمد الكيلانى هذه الآية كثيرا فى أثناء حواره معنا، فبالرغم من صغر سنه الذى لم يتجاوز «25 عاما»، فإن حياته مليئة بالأحداث، بداية من وفاة والدته وهو فى عامه الأول، مرورا بحادث القطار الذى تعرض له وتسبب فى بتر ساقه، وصولا لتمكنه من تحويل نظرات العطف والشفقة التى كان يشاهدها فى عيون الناس إلى إبهار وإعجاب بنجاحه بعدما قطع مسافة 100 كيلو متر بساق صناعية فى أثناء مشاركته فى مهرجان «المشى» من القاهرة إلى العين السخنة ليكون أول مصرى وعربى يقطع المسافة فى 3 أيام.


وأثناء التدريب

يقول الكيلانى بـ «محافظة المنوفية»: ولدت بكامل صحتى، ودرست فى مدارس أزهرية، وبعد تخرجى فى الثانوية العامة عام ٢٠١١، جاء تنسيقى بجامعة الأزهر فى القاهرة، ولكن بسبب خوف والدى الشديد عليً من الاقامة بمفردى رفض أن أذهب للقاهرة، ولحبى الشديد له استجبت لرغبته والتحقت بكلية الشريعة والقانون فى محافظة طنطا، وكنت أسافر يوميا بالقطار حتى جاء شهر ديسمبر 2011 حيث كنت استعد لامتحانات الفصل الدراسى الأول، وفى يوم الحادث كان يشعر والدى بما سيحدث لى فحاول إقناعى بعدم الذهاب للجامعة ولكننى اصررت على الذهاب لأهمية المحاضرات.

دماء على القضبان

ويكمل: كالعادة كان القطار مزدحما، لأننى استقله الساعة ٧ صباحا حيث يذهب الطلاب لجامعاتهم والعمال لمصانعهم وأعمالهم، وكنت أحمل فى يدى كتبى، ومن شدة الازدحام أعطيت صديقى الكتب ووضعت قدمى الأولى بالقطار وإذا به يتحرك، فظللت ممسكا بالعصا الحديدية بجانب الباب خوفا من أن تنزلق قدمى الأخرى بين القطار والرصيف، ولكن عند «التحويلة» – تحويل القطار على قضبان أخرى- من شدة اهتزاز القطار سقطت على القضبان، وحينما نهضت لكى أنفض التراب عن ملابسى، فإذا بى أجد الدماء ونصف ساقى اليمنى، مفصولة عن جسدى، ومن شدة خوفى أو من رحمة الله بيً لم أشعر بلحظة قطع ساقى، ولم أشعر بألم حينها، وحملتنى سيارة الإسعاف إلى المستشفى، وتم بتر ساقى.

قصة نجاح بـ «طرف صناعى»

ويقول الكيلاني: بعد خروجى من المستشفى بـ ٣ أشهر وجدت والدى قد أصابته حالة اكتئاب شديدة وكانت عيناه مملوءتين بنظرات العتاب كأنه يلومنى متسائلا «لماذا لم تحم نفسك؟ وكنت أحاول أن أرد عليه بعينى، وأقول له: «الحذر لا يمنع القدر «، ومنذ تلك اللحظة قررت أن أثبت له أن إعاقتى لن تعوقنى، بل إنها ستكون دافعا قويا لى لتحقيق ذاتى وسأصنع ما لم أستطع صنعه وأنا بكامل جسدى، وبالفعل بعد ٦ أشهر قمت بتركيب طرف صناعى، وبدأت اتخاذ خطواتى نحو تحقيق أحلامى حيث تركت دراستى التى لم أكن أحبها والتحقت بكلية الحاسبات والمعلومات بإحدى الجامعات الخاصة، وأقمت فى القاهرة، وتعلمت الاعتماد على نفسى فى كل أمور الحياة، ونجحت فى دراستى ، وحصلت فى ٤ سنوات الجامعة على تقدير جيد جدا.

استعادة الثقة

وعن تفاصيل مهرجان «حلم المشى» يقول الكيلاني : بدأت الفكرة مع ٤ من أصدقائى «محمد صبحى، مصاب بشلل أطفال، وأمنية اليماني، شلل نصفى، ونبيلة يحيي، كفيفة، وعبد الله عصام، شلل دماغى، وكان شعارنا «المشى من أجل هدف» كان الهدف أن نثبت للجميع أن إعاقتنا لم تمنعنا من تحقيق حلمنا ولن تعيقنا من تحقيق أى هدف، وبدأنا المشى يوم الجمعة قبل الماضية الساعة ٦ ونصف صباحا وانتهينا يوم الأحد الساعة ٣ عصرا، وكنت أمشى ٣٥ كيلو يوميا، وكانت تصاحبنا سيارات مجهزة تحمل الطعام والمياه، وكانت تقلنا من النقطة التى نتوقف عندها وتعيدنا للبوابات حتي ننام فى مكان أشبه بالخيام المجهزة، ثم نستيقظ الساعة ليلا لنستكمل التحدى للانتهاء من أطول مسافة طلوع الشمس وارتفاع درجة الحرارة. وعن الصعوبات والعقبات التي واجهته يقول: كان الأمر مرهق فى اليوم الثانى حيث بدأت أشعر بألم فى ساقى المبتورة، فالاحتكاك فترة طويلة بين الطرف الصناعى والساق يحدوث التهابات وجروح، وكنت ادخل عربة الإسعاف التى ترافقنا للحصول على علاج لاستكمال المشى، وبالفعل لم استسلم للألم وقررت ألا أفشل.

وعن مشاركته فى أكثر من «ماراثون» للجرى يقول الكيلانى: شاركت فى ماراثون الجونة الدولى لمسافة ٧ كيلومترات، وحصلت على المركز الـ ١٨٨ من ٢٤٠ متسابقا، وكنت المشارك الوحيد بطرف صناعى، والباقين من «الأصحاء».

وفى فبراير الماضى شاركت فى «ماراثون القاهرة»، لمسافات تتراوح ما بين ١٠ و٢١ و٤٢ كيلومترا، وكان لأول مرة يتم اشراك ذوى الإعاقة فى “ماراثون بارالمبي” لمسافة ٣ كيلومترات، وحصلت على المركز الأول، وكانت تلك هى المرة الأولى التى أشارك فيها مرتديا «شورت» وظهور الطرف الصناعى كان مفاجأة كبيرة للجميع.

ويختتم حديثه قائلا « لا يزال الطريق أمامى طويلا، ولكننى على يقين بأننى سأصل .. فالقليل من الإصرار يحقق الكثير من الانجاز».

الكيلانى أثناء التدريب

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    ابو العز
    2018/05/08 07:05
    0-
    1+

    يا كيلاني انت عنوان من عناوين الأمل في شباب هذه الأمة ..
    لا يدرك الأمل الأسنى سوى رجل *** يشق بحر الردى عن جوهر الأمل .
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق