خلال محاضرة فى سلطنة بروناى
الإمام الأكبر: هناك قوة خفية تصر على الإساءة للإسلام
ألقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، امس ، محاضرة فى مركز المؤتمرات الدولى فى سلطنة بروناي، بعنوان «تحديات الأمة الإسلامية فى مواجهة الإرهاب، وذلك فى إطار زيارته الحالية سلطنة بروناي.
وفى كلمته أكد الامام الاكبر ان المسلمين هم ضحايا هذا الإرهاب، وأنهم المستهدَفُون بأسلحته وبطريقته البَشِعة فى القتل وإزهاق الأرواح، وأنَّ ضحاياه من غير المسلمين عدَدٌ لا يكاد يُذْكَر إلى جوار آلاف المؤلَّفة ممَّن سُفِكَت دماؤُهم المعصومة على مرأًى ومَسمَعٍ من ضمير العالَم المتحضِّرِ، وتحت سَمعِ وبصَر مؤسَّساته الدَّوليَّة التى نصَّبَت من نفسِها ضامنًا لسلام الشُّعوب وأمنها، وحاميًا لحريَّات الإنسان وحقوقه فى حياةٍ آمنةٍ وعَيشٍ كريمٍ فى ظِلال السَّلام.
واضاف شيخ الازهر: قد نَفهمُ إمكانَ أن يَنشأَ إرهابٌ فى أحضان المسلمين يتعقَّبُ غيرَ المسلمين ذبحًا وفتكًا وتشريدًا، أو إرهابًا ينشأ فى أحضان المسيحيِّين ليتعقَّب المسلمين إبادةً واجتثاثًا من الجذورِ كما حَدَث فى القُدس والشَّام فى «حروب الفرنجة» أو ما يُعرف عند الغرب بالحروب الصليبية، ولكن لا نفهم إرهابًا مسيحيًّا ضحاياه من المسيحيِّين دون غيرهم، ولا إرهابًا إسلاميًّا يستهدف المسلمين دون غيرهم فهذا هو التّناقض فى الحدود الذى يُفسد القضايا ويُفرِّغها من أى معنًى منطقي.
وأوضح ان العالم الإسلامى هب بحُكَّامه وبعلمائه ومُثقَّفِيه وكُتَّابه وكلِّ شُعوبه لِيَستنكر حادثة الإرهاب المشهورة بحادثة 11 سبتمبر من عام 2001، والتى استهدفت مئات الضحايا من الأرواح البريئة التى زُهِقَت ظُلمًا وعدوانًا، ومنذ وقوع هذا الحادث الذى هزَّ ضمائر المسلمين قبل غيرِهم وحتى اليوم لا تكف الألسنة والأقلام عن إدانة «الإرهاب» و«الإرهابيين» ولا عن التَّأكيد على أنهم لا يمثِّلون الإسلام، وأنهم بنصِّ القرآن الكريم محاربون لله ورسوله، ومُفسدون فى الأرض، ورُغم هذا الموقف الصريح المُعلَن مازالت «الاتهامات» الجائرة تشوِّه سُمعة هذا الدِّين الحنيف، وتخوِّف الناس من المسلمين ومن دِينهم، مما يدلُّنا بصورةٍ مباشرة أو غير مباشرة- على أن هناك قُوَّةً خفيَّةً غيرَ إسلاميَّةٍ تُصِرُّ على إساءة فهم الإسلام وسُوءِ الظَّنِّ بالمسلمين.
كما أكد الطيب أنَّ البحث النَّزيهَ المنصِفَ لابدَّ له من أن ينتهيَ إلى أنَّ الإسلام بريء من هذه البربريَّة الهمجيَّةِ، ولا علاقةَ له به، لا نشأةً ولا غايةً ولا دعمًا، بأى لونٍ من ألوان الدَّعم. كيف وفلسفةُ الإسلام فى التَّعامُل مع الآخَرينَ لا تَعرِفُ مبدأ الصِّراع، ولا التَّصنيف بين أسود وأبيض، ولا بين شرقيٍّ وغربيٍّ، وإنَّما تَعرِف مبدأً واحدًا فقط فى معاملة النَّاس هو: «مبدأ التعارف»،من هنا كان من المستحيل أن يَأمُر القرآنُ بالحروب التى تُفضى إلى القتل وسَفك الدِّماء وتشريد الآمِنينَ، وجَنى الأرباح من مصانع الموت والتَّدميرِ والتَّفجيرِ، ومن هنا أيضا كانت الحرب فى الإسلام استثناءً لا يُلجَأُ إليه إلَّا بحُكم الضَّرورات القُصوَى التى لا مَحيد عنها بحالٍ من الأحوال.
وكان الإمام الأكبر قد التقى امس، السلطان «حاج حسن البلقية»، سلطان بروناي.
رابط دائم: