رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد السبت يكتبه أحمد البرى
موائد الرحمن

أحمد البرى;

لا أحد ينكر على أصحاب موائد الرحمن الرمضانية حبهم فعل الخير، وسعيهم لنيل الأجر من المولى عز وجل، ولكن أرى أن هذه المسألة تحتاج إلى بعض التعديل لكى يحقق العطاء أغراضه، وهى إعانة ذوى الدخول المحدودة الذين تضاعفت أعدادهم فى ظل غلاء أسعار أرهق الجميع، وأقترح ما يلى:

ـ بالنسبة  للموائد التى تقام على طرق السفر فهى فكرة جيدة وضرورية، باعتبار أن المسافر عابر سبيل، يجب مراعاة ظروف صومه بتقديم العون له.

ـ بالنسبة لموائد الرحمن داخل المساجد فهى تحض على التآخى بين المصلين وجمعهم على مائدة واحدة، وبث روح التواد والتراحم فيما بينهم.

ـ أما الموائد التى تقام فى الشوارع وأمام المحلات التجارية والشركات والمصانع والمراكز التجارية، وفوق الأرصفة، فأرى أنها بشكلها الحالى ذات فائدة محدودة، ونفعها مقيد، ولا تخلو من مهانة للبعض، فيعزف عنها، ذلك لأنها تحرم ــ بغير قصد ــ الكثير من الأسر المتعففة من الانتفاع بهذا الخير، لما يفرض عليها من عادات وتقاليد، فمثلا: لا يمكن للنساء والفتيات والعجائز والمرضى ارتياد هذه السرادقات، والخيام الرمضانية، فيمتنعون عنها برغم حاجتهم إليها، وهم الذين قال فيهم المولى عز وجل: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (البقرة 273)، ولذلك أقترح على أصحاب هذه الموائد أن يستبدلوا مكانها وسيلة أخرى هى تكليف من يقوم بوضع ما تيسر من مواد غذائية ضرورية داخل كراتين، والتحرى عن الأسر المحتاجة بكل حى أو منطقة، وبذل الجهد  للوصول إليها فى بيوتها وتقديمها لها كهدية ــ وحبذا لو قدموها مساء ــ ما أمكن لهم ذلك.. وهذا حفظا لكرامتهم ومنعا لإحراجهم، وبهذا يشيع الخير ويسعد المحروم ويستحق الأجر بإذن الله، ولا شك أن ما سوف يبذل من جهد فى هذا الشأن بهذه الطريقة سيكون أقل كثيرا مما يبذل فى إقامة الموائد بالطرقات بتجهيزاتها المتنوعة من مقاعد ومناضد وغيرها، فضلا عما يحدو المحسنين من حرص على بذل العطاء فى الخفاء.  

حسام العنتبلى ــ المحامى بالنقض 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق