> أنا وابنى: أنا رجل فى الخمسين من عمرى كنت فى وظيفة بجهة مهمة تتطلب تحريات باستمرار عنى وعن اسرتى، وأحلت إلى التقاعد، وطوال خدمتى لاحظت أن سوء اختيار عائلة الموظف يؤثر على مستقبله، وأقصد ما يتعلق بوجود قضايا مخلة بالشرف.. لقد تقدم إبنى لخطبة فتاة، أشهد بأنها طيبة، وأن ابنى قد أحبها، وقد لاحظت أن والدها غير مستقر معهم فى المنزل ويقطن فى مسكن آخر مع أخوته، ولم أعلق على هذا الأمر من منطلق أن كل واحد حر فى حياته الخاصة، ثم تقدم ابنى لخطبة البنت، وتمت الخطبة بالفعل، ثم ترشح ابنى لوظيفة مهمة، فتحريت عن والد خطيبته، واكتشفت أنه متورط فى قضايا نصب وتبديد، ففسخت الخطبة، وأحاول جاهدا أن أقنع إبنى بأن هذه البنت لا تناسبه، لكنه متعلق بها، وأعرف أنه مازال هناك اتصال بينهما أملا فى الزواج، فماذا أفعل؟.. هل أحارب إبنى واستمر فى موقفى؟، أم أحقق رغبته برغم استحالة الوفاق بينى وبين أهل هذه الفتاة؟.
{ إن البيوت لا تبنى على العاطفة وحدها، ولابد من وجود توافق بين الأهل، وتقارب فى المستويات المادية والإجتماعية والثقافية، فبدون هذا التقارب، تصبح الزيجة فى مهب الريح، وتكون معرضة للإنهيار فى أى لحظة.. أما إذا أصر ابنك على الزواج من هذه الفتاة التى تقر بطيبتها وتدينها، فلا تقف حجرا عثرة أمامهما، وقد وعد الله بأن يكون الطيبون للطيبات والعكس صحيح، فقال الله تعالى: «الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ» (النور26)، ويقول صلى الله عليه وسلم: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته فى نفسها وماله».
والحقيقة أن الأفضل للابن أن يتحرى موافقة والده ووالدته، لأنّ برهما من الواجبات الشرعية ولا بديل لهما، أما اختيار الزوجة فهناك بدائل كثيرة، ولابد أن يثق أن الله سيعوضه خيراً مما ترك، لأنه فعل ذلك طاعة لله وبراً بوالديه، وليكن على ثقة من أن من ترك شيئاً لله ورضا الوالدين سيعوضه الله بخير منه، فأعد مناقشة ابنك فى الأمر، واستعن بمن تثق فى رجاحة عقله من معارفك لإطلاع ابنك على ما يخفى عنه من أمور تتعلق بوالد فتاته، فإذا أصر برغم ذلك على موقفه، فدعه يتزوجها، وليتحمل مسئوليته إذا تغيرت الظروف والأحوال، وواجه ما تخشاه الآن من نتائج لهذه الزيجة.
........................
> د. مصطفى ابراهيم: لى تعقيب على رسالة «جدار الصمت» بأن الأطفال لا يستطيعون استيعاب مفهوم الموت، ولذلك يكون رد فعلهم، إما الصمت، أو الصراخ بدون سبب ليلا او نهارا، لذلك أرجو من والد الطفلة سرعة عرضها على طبيب أمراض نفسية لتلقى العلاج الدوائى والنفسى المناسب لها، أما بخصوص رسالة «الأب الحزين» فإنى أوضح أن العلاج الدوائى لمرض انفصام الشخصية يستغرق من ثلاثة إلى ستة شهور، ويعقبه علاج نفسى مكثف لمنع الانتكاسة، ويفضل ألا يقع المريض تحت أى ضغط عصبى طوال فترة العلاج الدوائى والنفسى، فمثلا اجبار الطالب على الالتحاق بكلية لا يريدها قد يسبب له انتكاسة وعودة المرض له مرة أخري.. أيضا السلبية واللامبالاة قد تكون رد فعل على اجباره على الاستمرار فى كلية لا يريدها، ولذلك لابد من جلسة مصارحة معه لمعرفة ما الذى يريده بالضبط.
{ أرجو أن يتفضل والد الشاب لمتابعة حالته مع الأطباء، واتخاذ ما يلزم له من اجراءات وفحوص.
........................
> صابر محمد عبد الواحد ـ موجه صحافة – سوهاج: ألاحظ أنه عندما يصاب الزوج أو الزوجة بمرض يتأفف شريك حياته من تمريضه وتتغير معاملته له إلى الأسوأ، فقد تطلب المرأة الطلاق أو تلجأ إلى الخلع، وقد يطلق الزوج امرأته المريضة، أو يتزوج بأخرى، وهذه أمور سيئة لا يقرها شرع ولا عرف ولا قيم، وأذكر رسالة من زوجة مريضة إلى زوجها الذى يقوم بتطبيبها ومعالجتها، لعلها تكون نبراساً لكثيرين من الازواج والزوجات.
تقول الرسالة: «زوجى الحبيب.. هل يمكن لإنسان أن يحب المرض؟.. لعلك تجيبنى قائلاً: لا يمكن لإنسان أن يحب المرض الذى يحرمه العافية والصحة ويجلب له الآلام والأوجاع؟.. فهل تصدق أنك جعلتنى أحب المرض! هل تعرف لماذا؟ لأننى أحسست، ولأول مرة، بقربك، وعطفك، وحنانك.. جلوسك بجانبى وأنت ترقينى بأدعية الاستشفاء ثم تمسح بها على رأسى، جعلنى أشعر بتيار جميل دافئ يسرى فى كيانى كله.. نظراتك القلقة عليّ، وكلماتـك التى توصينى فيها بتناول الدواء، كانت تملأ قلبى فرحاً وسعادة.. ولن أنسى ما قلته لأحد أصدقائك، عبر هاتفك النقال، وأنت تعتذر عن زيارتهم فى الديوانية تلك الليلة: ( لن أستطيع أن آتى اليوم.. زوجتى مريضة ويجب أن أبقى قريباً منها)، وقتها لم أستطع إخفاء ابتسامتي، فقد جعلنى إيثارك البقاء قربى على الذهاب إلى الديوانية، أنتشى بهجة وسروراً.. حتى الفاكهة التى قشّرتها بيدك، وقطّعتها بالسكين قطعاً صغيرة، وصرت تضعها فى فمى بيدك، كان لها طعم لذيذ مختلف.. وعلى الرغم من إشفاقى على طفلينا الصغيرين حين قمتَ بنهرهما لأنهما أصدرا أصواتاً عالية فى لَعبهما، فإن كلماتك لهما أسكرتني: (العبا بهدوء وإلا أعدتكما إلى غرفتكما.. أمكما مريضة ويجب أن ترتاح حتى تشفى)..أما سحبك اللحاف لتغطينى به، وطبعك قبلة على جبيني، بعد أن أغمضتُ عينى وحسبتَ أننى نمت، فقد أثار فيَّ مشاعر وأحاسيس لا يمكن وصفها لأننى لا أجد الكلمات التى تعبر عن الحب الذى تفجر فى قلبى نحوك..أليس لي، بعد هذا كله، أن أحب المرض الذى كشف لى صدق حبك لي، وشدة عطفك عليّ؟.. أليس لى أن أشكر الله الذى أمرضنى فعرفت كم أنا أثيرة لديك، وعزيزة عليك.
{ انها رسالة تؤكد ضرورة المودة والرحمة بين الزوجين لقوله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» (الروم21).
رابط دائم: