رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

.. وحرب «الداخل» الأمريكى

مروى محمد إبراهيم

«عندما تنتهى ولايته .. كل ما سيذكره التاريخ هو كم الأكاذيب والإهانات وانحطاط الأمة فى عهده».

بهذا الوصف لعهد الرئيس دونالد ترامب، أعلن السيناتور الجمهورى بوب كوركر رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ تنحيه، لينضم إلى تيار متنامى من الجمهوريين المعارضين لترامب وسياساته، يرى أن فترة رئاسته ما هى إلا مرحلة تصفية حسابات.

ولكن خلق الصراعات والانقسامات التى يواجهها الحزب الجمهورى ليست الحرب الوحيدة التى أشعلها ترامب منذ صعوده إلى السلطة.

فقد أكد الخبراء أن صعود الملياردير الأمريكى المثير للجدل إلى البيت الأبيض جاء من خلال استراتيجية محكمة لإثارة الكراهية والتفرقة والعنصرية بين فئات المجتمع الأمريكي.

فهل تمهد سياسات ترامب لحرب أهلية جديدة؟

وتؤكد الدراسات، التى حاولت تحديد الأسباب وراء فوز ترامب المريب بالرئاسة، أن ترامب صعد إلى السلطة مدعوما بحركة شعبية قادها اليمينى المتطرف ستيف بانون كبير الاستراتيجيين السابق فى البيت الأبيض، والذى رفع شعارات قومية عنصرية، معلنا عن «موسم الحرب» على الحلم الأمريكي.

واستندت استراتيجية بانون بالأساس على إثارة التفرقة وتغذية مشاعر العنصرية وجرائم الكراهية فى الشارع الأمريكي، التى اشتعلت واستشرت بشكل مريب منذ عام ٢٠١٤ حتى يومنا هذا.

فقد استهل ترامب حملته الانتخابية بدعوة كل أمريكى للإبلاغ عن أى مسلم فى حيه أو فى المناطق المحيطة به، وهى نفس السياسة التى ينتهجها حتى الآن فيما يتعلق بأى جرائم تستهدف مسلمين أو أقليات، فعادة ما يأتى رد فعله بطيء وفاتر ولا يحمل أى قدر من التعاطف مع الضحايا. ولم يتوان عن الدعوة لتفضيل البيض على الأقليات فى الحصول على الرعاية الطبية والعلاج.

ولم يكتف الرئيس الأمريكى بما أحدثه من شقاق بين أعضاء حزبه الجمهوري، الرافضين لسياساته، أو حتى ما زرعه من فرقة وكراهية داخل المجتمع، ولكن الأمر امتد إلى حد إحداث شقاق بين رجل الشارع العادى والنخب السياسية، والجمهورية بوجه خاص، من خلال إثارة الشارع والاستنجاد بأنصاره فى مواجهة أى احتجاجات شعبية أو سياسية على قراراته ومواقفه.

وامتدت ذراع ترامب التخريبية لتفسد علاقة أمريكا مع حلفائها المقربين من خلال توجيه إهانات لفظية أو إساءة واستهانة رسمية مثلما حدث مع المكسيك وألمانيا وبريطانيا وفرنسا أيضا.

لا يوجد شك فى أن صعود ترامب إلى السلطة نقطة فاصلة فى تاريخ الولايات المتحدة ، فلم يكتف بتدمير الحلم الأمريكى ولكنه اجتهد من أجل صنع العداء وزرع الكراهية، ليتحول الشارع الأمريكى فى كثير من الأحيان إلى ميدان معركة بين البيض والسود، وبين الشرطة والأقليات، ليفرز الكثير والكثير من المرضى مما يهدد بتفتيت المجتمع من الداخل وتدميره ذاتيا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق