الحمد لله على نعمة الاستقرار فى مصر، فالبرغم من المعاناة الاقتصادية، والاجتماعية مازال المواطن يحصل على قسط من الخدمات الجيدة والمقبولة ومنها الخدمات الطبية التى تحفظ له آدميته وكرامته.
هذا هو الانطباع الذى خرجت بها البعثة الطبية للأزهر الشريف التى ظلت لمدة أسبوع تقدم خدماتها للآلاف من مواطنى تشاد، خاصة بعد ان عايشوا هذا المستوى من المعاناة الشديدة والفقر مع المترددين على القافلة.
الأهرام تحدثت مع الشيخ محمد العبد الذى كان مسئولا عن البعثة الطبية فقد وصف الحال بأنه صعب وبائس للغاية، فلا توجد كهرباء الا من مولدات كهربائية تعمل ساعات قليلة فقط، وهى من المشكلات التى واجهة الاطباء أثناء الكشف عن المرضى مما اضطرهم إلى فتح كشافات هواتفهم المحمولة خلال فحص المرضي، أيضا لا توجد مياه فى البيوت والتى تتكون من دور واحد مبنى بالطوب الطينى البدائي.
وقال العبد إن استقبال الناس لهم كان حافلا فكانوا غير مصدقين أنه أخيرا تم الاهتمام بهم ، فمنذ سنوات طويلة جدا لم تصل لهم أى قافلة طبية او غذائية،كما طلبوا منا أن تستمر القافلة شهرا على الأقل لتلبية كل احتياجاتهم، وأن يستمر الأزهر فى إرسال قوافلة الطبية ،،وقد كان إقبال المرضى على القافلة كثيفا للغاية، ،وامتدت الطوابير لمئات الأمتار ،لذلك كان يحدث تدافع ومشاحنات بينهم لأسبقية الدخول مما اضطر الجيش الى توفير قوات لتنظيم الناس وحفظ الأمن .
كما أوضح أن أعداد المرضى الرهيب كانت تفوق امكانات القافلة ، فقد كانت هناك حوالى 600 حالة تحتاج الى جراحة عيون ، وقد استعدت القافلة باجهزة طبية على اعلى المستويات تحسبا لمثل هذه الحالات وقد تم اجراء 200 عملية جراحية بأولوية الحالة للمرضي، وكان ابرزها لثلاثة إخوة ، جاءت والدتهم بهم للكشف على طفل منهم ،ومعها الاثنان الاخران، ولكنها خافت من أن تقول ان الثلاثة مرضى فنرفض الكشف عليها، ولذلك أشارت للابن الكبير البالغ من العمر 8 سنوات،ولكن الدكتورة سوسن عبدالصبور استاذة الرمد لاحظت ايضا ان الطفل الثانى يعانى من مياه بيضاء ولا يرى جيدا،ثم فوجئت بأن الطفل الصغير الذى تحمله أمه ويبلغ من العمر 6 أشهر أيضا لا يرى ويحتاج إلى تدخل جراحى عاجل .
وعلى الفور قامت الدكتورة بإجراء الجراحة لهم،والتى تمت بنجاح باهر،جعل الأم تبكى من الفرحة وبكينا أيضا معها بعد أن قام طفلها الصغير بالجرى واللعب فور رفع الغطاء الطبى من على عينيه وعودة النور اليه مرة أخري، وبلغ إجمالى عدد العمليات الجراحية التى أجرتها القافلة خلال فترة عملها، التى استمرت أسبوعا كاملا فى ولاية «وادى فيرا»، «375» عملية، بينما تم إجراء فحوصات طبية لعدد «24193» مريضاً فى مختلف التخصصات، مع صرف الأدوية للمرضى بالمجان، بالإضافة إلى تحويل «15» حالة مرضية حرجة لتلقى العلاج فى مستشفيات جامعة الأزهر بالقاهرة، على نفقة الأزهر.
وطالب الشيخ محمد العبد الأمة الاسلامية والعربية والقادرين بالاهتمام بمثل هذه الدول الفقيرة التى تعانى نقصا فى كل الامكانات والموارد. موضحا أن هذه القافلة الثالثة والتى وجه الازهر بارسالها الى تشاد ، وتستهدف هذه القوافل المناطق الأكثر فقرًا واحتياجًا، حيث عملت القافلة الأولى فى أحياء العاصمة أنجمينا الفقيرة، بينما توجهت القافلة الثانية لولاية «أبشي»، فيما تركز عمل القافلة الحالية بولاية «وادى فير» التى تضم ثلاثة أقاليم هي: بيلتين، ودار تاما، وكوبي.
رابط دائم: