الحرقة والحموضة وألم المعدة .. إحساس مزعج ومعاناة مستمرة يعانى منها نحو 30 مليون مصرى مصاب بمرض ارتجاع المريء، وعلى الرغم من إمكانية القضاء على الأعراض بسهولة ومنع مضاعفات المرض، إلا أن التشخيص السليم للحالة قد يتأخر أو قد تشخص الحالة خطأ بأنها حساسية صدر أو مشاكل قولون.
أشار د. أحمد مراد أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بطب قصر العيني، إلى أن ارتفاع نسب الإصابة بمرض ارتجاع المريء التى تصل إلى 30-40 % من السكان قياسا على الأرقام العالمية التى قد تزيد وفقا للملاحظة الطبية واختلاف طبيعية التغذية والوزن الزائد فى مجتمعنا تتطلب تطورا كبيرا فى اساليب التشخيص والعلاج وهو ما يمثل التحدى القائم أمام الأطباء المعالجين حيث يتم اتباع القواعد الاسترشادية العالمية فى التشخيص والعلاج، والتى تتطلب تحديات مادية وتقنيات تشخيصية باهظة التكاليف وغير سهلة التوافر إلا فى أماكن قليلة على مستوى الجمهورية، ومنها على سبيل المثال جهاز حركية المريء وقياس نسبة الحموضة الذى لايتواجد إلا بشكل محدود جدا على مستوى مصر. وهو ما يقف عقبة أمام التشخيص السليم ومن ثم تحديد العلاج المناسب للمريض.
واوضح الدكتور محمد الشربينى أستاذ الباطنة بكلية طب قصر العيني، ان ارتجاع المريء مرض مزمن، ولكن يمكن التعامل معه والسيطرة على أعراضه بشكل كبير مادام تم اكتشافه مبكرا والتزام المريض بالعلاج. وعادة ما تكون علاجات دوائية بمثبطات البرتون لفترة 8 أسابيع ويمكن بعدها اختفاء الأعراض وبالتالى تقليل الجرعة. وتتمثل أهم أعراض ارتجاع المريء فى الإحساس بالحموضة ونوبات الارتجاع من المعدة للمريء بواقع من 2- 3 مرات فى الأسبوع وتستمر لفترة طويلة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة شهور.
ومن جانبه تناول د.مرتضى الشبراوى، استاذ أمراض كبد الأطفال بطب قصر العينى، الارتجاع فى الأطفال وعدد من الاعتقادات المغلوطة بأنها شكوى سوف تشفى تلقائيا عند سن عام أو اثنين. والحقيقة إن بعض الأطفال تولد مصابة بارتجاع المرئ، وقد يظهر عقب أيام أوأسابيع قليلة بعد الولادة. مشيرا إلى ضرورة التشخيص والعلاج لتجنب إصابة الطفل بمشاكل قد تمتد للتنفس أو حساسية الصدر أو تقرحات المرئ وغالبا ما يميل المصابون بارتجاع المرىء وللقىء المتكرر يصاحبه انزعاج وبكاء مستمر من الألم. و قد تجدى نصائح بسيطة نفعا مع الطفل ومنها رفع مستوى الرأس عن الجسم عند الإرضاع أوالنوم
رابط دائم: