تعود السينما المصرية إلى الواجهة العالمية من جديد هذا العام, بعد أن اختارت إدارة مهرجان «كان» السينمائى فى الدورة الـ71، التى تنطلق يوم 8 مايو المقبل، فيلم «يوم الدين» فى مسابقته الرسمية، للمخرج أبو بكر شوقى، لينافس على جائزة «السعفة الذهبية» بأول أفلامه الروائية الطويلة، وهو أول فيلم مصرى يشارك بهذه المسابقة منذ ست سنوات بعد مشاركة فيلم «بعد الموقعة» للمخرج يسرى نصر الله.
الفيلم من إنتاج دينا إمام، بالتعاون مع محمد حفظى كمنتج مشارك، وبعد إعلان اختيار الفيلم أعرب المخرج أبوبكر شوقى عن سعادته البالغة بعرض فيلمه الأول فى مهرجان «كان» وتمثيل مصر فى هذا المهرجان العالمي، مؤكدا أن سعادته ستكتمل بعرضه فى وطنه مصر.
يمثل اختيار الفيلم خطوة مهمة لصناعة السينما المستقلة فى مصر، وهو ما تحدثت عنه المنتجة دينا إمام فى تصريحها: نشعر بالسعادة الغامرة والفخر تجاه فيلم «يوم الدين»، ونحن متشوقون لكى يتمكن الجميع من مشاهدته، وقد استغرق منا سنوات فى صناعته، ويشرفنا أن يسجل علامة تاريخية فى مهرجان «كان» بكونه أول فيلم مصرى ضئيل التكلفة بإنتاج مستقل وهو أول الأفلام الروائية الطويلة لمخرجه.
وقال المنتج محمد حفظي: لديّ أسباب عديدة للسعادة بإعلان مهرجان «كان» اختيار فيلم المخرج الموهوب أبو بكر شوقى فى مسابقته الرسمية، مبدئيا لعودة السينما المصرية إلى القسم الأرفع فى المهرجان بعد المشاركة الأخيرة التى سجلها فيلم «بعد الموقعة» للمخرج الكبير يسرى نصر الله عام 2012، ولتزايد مشاركات السينما المصرية فى المهرجان خلال السنوات الأخيرة، ولكونى أحد مكونات هذه الأفلام، وأخيرا لأن الاختيار جاء كعمل أول لمخرجه، مما يعطى رسالة مشجعة للسينمائيين المصريين الموهوبين.
وكان حفظى قد شارك فى المهرجان من خلال فيلمه «اشتباك» الذى افتتح عروض قسم «نظرة ما» فى دورة 2016، كما أنتج أيضا أحد الفصول العشرة بفيلم «18 يوم» الذى عُرض ضمن برنامج العروض الخاصة فى 2011.
فيلم «يوم الدين» إخراج وتأليف أبو بكر شوقى عن رجل قبطى من جامعى القمامة، نشأ داخل مستعمرة للمصابين بالجذام، ويغادر هذه المستعمرة وينطلق برفقة مساعده وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر بحثا عن عائلته. الفيلم بطولة راضى جمال وأحمد عبد الحفيظ، وتعاون فيه شوقى مع مدير التصوير الأرجنتينى فدريكوسيسكا، والمونتيرة إيرين جرينويل، والموسيقى عمر فاضل الذى ألف الموسيقى التصويرية للفيلم.
أبو بكر شوقى مخرج ومؤلف ومنتج مصرى نمساوى قدم عددا من الأفلام الوثائقية، من بينها الفيلم الحائز العديد من الجوائز «المستعمرة» (2009) الذى تناول حياة مرضى مستعمرة الجذام فى منطقة أبو زعبل.
وتأتى تجربة فيلم «يوم الدين» متشابهة مع فيلم «أخضر يابس» للمخرج محمد حماد الذى حصد العديد من الجوائز الدولية ومر بظروف مشابهة من حيث قيام صناعه بالاعتماد على أنفسهم بعيدا عن الشركات الضخمة والممثلين المعروفين والمشهورين والأموال الطائلة التى يصنع بها الأفلام، فنجد فيلم «أخضر يابس» أنتج بطريقة مستقلة تماما، وتتكرر التجربة فى فيلم «يوم الدين»، إذ نجد الذين يقفون أمام الكاميرا هم أشخاص يقفون أمامها للمرة الأولى.
يذكر أن تجربة عمل دينا إمام كمنتجة مع زوجها المخرج أبوبكر شوقى فى فيلم «يوم الدين» سبق أن تكرر فى فيلم «أخضر يابس» بتعاون خلود سعد كمنتجة مع زوجها المخرج محمد حماد، وقد دعم المنتج محمد حفظى كلا الفيلمين بالتمويل لاستكمال ظهورهما للنور.
رابط دائم: