مرحلة المراهقة من أكثر المراحل حساسية في حياة الإنسان حيث تتلاقي التغيرات الداخلية مع الخارجية مما يؤدي إلي صعوبة الحياة بالنسبة للمراهق ولمن حوله.
د. ممدوح وهبة نائب رئيس الاتحاد العالمي لصحة المراهقين يقول: المراهقة هي الفترة من سن 10 إلي 19 عاما وهؤلاء يمثلون 19% من الشعب المصري أي نحو 18 مليونا و50 الف نسمة، وهي مرحلة عمرية لها خصوصياتها حيث تتحدد فيها طباع الإنسان وعاداته وصفاته وتوجهاته وهي الجسر الذي يمر الإنسان عليه من الطفولة إلي الرشد، يجد فيها المراهقون أنفسهم تحت تأثير تغيرات نفسية وجسمية بسبب الهرمونات وهي مرحلة يحتاج فيها المراهق إلي مساعدة ودعم من كل المحيطين به من أفراد وأجهزة في الدولة.
وأضاف أن أصحاب تلك المرحلة يحبون التجارب والمرح والمغامرة، كل ذلك رغما عنهم لعدم اكتمال المخ، وتبدأ الرومانسية في المراهقة عند البنات من 13 عاما، بينما يبدأ الميل الجنسي عند الأولاد في نفس السن ولا تظهر الرومانسية عند الأولاد إلا بعد سن العشرين في حين لا يحدث التفكير الجنسي عند البنات إلا بعد سن العشرين.
وتقول الإحصائيات إن 60% من الأمراض التي تظهر عند الكبار يكون منشؤها في فترة المراهقة، ويضيف أن فترة المراهقة تتميز برغبة الإنسان في تأكيد كيانه ووجوده، لذا فهي مناسبة للاختراع والإبداع فإذا تم فيها التركيز علي الانتماء كان المراهق نواة لنجاحات قومية عظيمة حيث يكون هدفه في هذه السن هو الإنجاز للتميز وليس لتحقيق هدف مادي مثلما يحدث بعد سن العشرين.
ويحذر دكتور ممدوح من الكلمات الهدامة كأن نقول للمراهق «أنت مش نافع» فهذه الكلمة تؤدي لتدميره في حين تؤدي كلمات التشجيع إلي نجاح المراهق وتألقه.. وينصح الوالدين بالتفرغ لأبنائهما المراهقين ودراسة هذه المرحلة جيدا فلدي المراهق عشرات الأسئلة التي تحتاج إلي جواب لها فإن لم يجد الجواب لدي الوالدين بحث عنها عند الأصدقاء والغرباء.
ولابد من دعم الانتماء عند المراهق بأن ينتمي لأسرته عن طريق تثبيت عادات معينة مثل تناول وجبة الغداء مع الأسرة، ولابد من إشراكه في الحوار والبحث عن حلول لمشكلات الأسرة، ولا بد من الاهتمام بهواياته وتشجيعه عليها.
ويلقي اللوم علي الإعلام وتجاهل دوره في توعية وتثقيف المراهقين، مشيرا إلي أن الوطن العربي به 76 مليون مراهق يستحقون الاهتمام، ويكاد يكون الاهتمام عند المسئولين قاصرا علي الصحة الجنسية عند المراهقين في إغفال كامل لهذه الثروة البشرية العظيمة.
رابط دائم: