رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بعد نجاح التجربة المصرية فى علاج فيروس C
الكشف المبكر عن أورام الكبد.. مهمة عاجلة

تحقيق ــ عمرو يحيى

  • 30 مصابا من كل 100 ألف مواطن.. وأعلى معدلات المرض فى دمياط وأقلها بأسوان

 


د. محمد على عز العرب

نجاح التجربة المصرية فى علاج الفيروس الكبدى ( سى) بعد إطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعلاج مليون مريض سنويا وتوفير العلاج بأسعار زهيدة، يضع الدولة أمام تحد جديد يرتبط بصحة المصريين، هو تزايد الإصابة بأورام الكبد، وفقا للإحصائيات التى أعلنتها مؤخرا الجمعية المصرية لسرطان الكبد فإن هناك 30 شخصا من بين كل 100 ألف مصرى يعانون المرض، مما يضع مصر ضمن الدول المتقدمة فى الإصابة بالمرض بعد دول جنوب شرق آسيا.

ينبه الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الأمراض المتوطنة والكبد بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لسرطان الكبد، الى أن سرطان الكبد يعتبر المسبب الأول للوفيات من بين أنواع السرطانات المختلفة بمصر، وتؤكد الدراسات الأخيرة التى أجرتها الجمعية زيادة الإصابة بمحافظات الوجه البحرى مقارنة بمحافظات الوجه القبلى نتيجة ارتفاع الإصابة بفيروس (سى) والذى نجحت الدولة مؤخرا فى السيطرة عليه، ففى محافظة دمياط يعانى 61 مواطنا من بين كل 100 ألف مواطن المرض، وبالمنيا 26 مواطنا من كل 100 ألف، وتعد محافظة أسوان الأقل تعرضا للمرض بنسبة 13 مواطنا من 100 ألف.

ويضيف أن هناك حاجة ماسة لتفعيل البرنامج القومى للكشف المبكر عن أورام الكبد، والذى بدأ فى عام 2010 بإنشاء 6 مراكز نموذجية موزعة على محافظات الجمهورية، وذلك حتى نتمكن من اكتشاف الأورام فى أحجام يمكن علاجها، ولذلك تسعى الجمعية بالتعاون مع وزارة الصحة إلى زيادة أعداد هذه المراكز وصولا لإنشاء مركز بكل محافظة، أو مركزين بالمحافظات التى ترتفع بها الإصابة.

الوقاية ممكنة

من جانبه أكد الدكتور اشرف عمر أستاذ ورئيس وحدة سرطان الكبد بطب القاهرة، أن سرطان الكبد يمكن منعه بل والوقاية منه، وذلك بتجنب مسببات المرض ومنها الحد من انتشار الإصابة بفيروس( سى) الكبدى، والذى تمت السيطرة عليه مؤخرا بعد تفعيل البرنامج القومى للقضاء على الفيروسات الكبدية، وتوفير العلاج بأسعار زهيدة تناسب قدرات المصريين الاقتصادية، وساعد ذلك فى منع حدوث مضاعفات المرض وخاصة تليف الكبد «المسبب الأول» لسرطان الكبد، بالإضافة إلى وضع الدولة تطعيم فيروس (بى) الكبدى ضمن التطعيمات الإجبارية، مشيرا إلى ضرورة تجنب التعرض لسموم وملوثات الكبد كالمبيدات الحشرية والزراعية، واكتشاف فطريات «الافلاتوكسين « بالحبوب سيئة التخزين، وضرورة تفعيل دور الأجهزة الرقابية المختلفة بهدف حماية صحة المصريين، ومن الضرورى الاهتمام بعمل متابعة دورية سنوية للأصحاء، أما المصابون بأمراض الكبد المزمنة - كالفيروسات الكبدية وأورام الكبد -فعليهم إجراء الفحوصات كل 4 أشهر، مؤكدا أن مصر تتبع أحدث معايير العلاج العالمية، بعد تحديث الإرشادات المصرية لتتطابق مع الإرشادات الدولية.

أمل الحالات المتقدمة

عادة ما تكتشف أورام الكبد لدى المصريين فى مراحل متقدمة ..فهل هناك أمل لهذه الحالات؟ .. يجيب الدكتور محمد على عز العرب أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بالمعهد القومى للكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد قائلا: إنه كلما اكتشف الأورام فى مراحل مبكرة وفى أحجام صغيرة يكون علاجها أسهل وأفضل بطرق العلاج الفعالة المختلفة، وعلى الرغم من ذلك فالآونة الأخيرة شهدت ظهور علاجات دوائية حديثة للحالات المتقدمة والتى لم يكن لها علاج فعال قبل 10 سنوات، ومنها الأورام المصاحبة بجلطة بالوريد البابى أو المنتشرة خارج الكبد، وحديثا اعتمدت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية علاجين أحدهما بالفم وهو علاج فعال فى الحالات التى لم تكن تستجيب للعلاجات المتاحة، ويجنب المريض إلى حد كبير الآثار الجانبية غير المحتملة للعلاجات التقليدية، كما اعتمدت المنظمة أول علاج مناعى بالحقن لسرطان الكبد، يمثل ثورة حقيقية فى العلاج، حيث يساعد على تنشيط الخلايا المناعية بالكبد، بصورة سترفع معها جودة حياة المريض إلى 30 شهرا والتى لم تكن تتعدى فى السابق 11 شهرا، وإن كان من عيوب هذا العلاج ارتفاع ثمنه والذى تصل تكلفته ما يعادل 100ألف جنيه شهريا، ولكن إذا تدخلت الدولة ووزارة الصحة بصورة توفره للمرضى بنفس آلية توفير علاجات فيروس سى الحديثة سيساعد فى تحسين نسب شفاء15 % من مرضى الحالات المتقدمة والتى لم يكن لها علاج فعال فى الماضى.

الأشعة التداخلية

على جانب آخر ساعد التقدم التكنولوجى فى إتاحة وسائل علاجية عديدة لأورام الكبد، كما يقول الدكتور سامح عبد الوهاب أستاذ ورئيس وحدة الأشعة التداخلية بطب عين شمس، إن الأولوية تأتى للاكتشاف المبكر للأورام، كما ساعد التقدم التقنى فى تقديم بعض الحلول لـ 70% من مرضى أورام الكبد باستخدام أساليب الأشعة التداخلية المختلفة، إلى جانب التدخلات الجراحية، ومنها تقدم طرق الحقن الكيماوى بالقسطرة الميكروسكوبية البالونية فى الأورام المتوسطة لمنع ارتجاع العلاج الكيماوى خارج الورم، حيث صنفت تلك التقنية حديثا «كعلاج» وليست كطريقة تحفظية، وأيضا استخدام النظائر المشعة بحقن حبيبات مشعة تعمل على قتل الورم فى الأورام المستعصية وجلطات الوريد البابى، وبالتالى تحسن الدورة الدموية بالوريد البابى، وحديثا تستخدم الأشعة التداخلية بالإشعاع فى استئصال قطاع كبير من الكبد المصاب بالأورام دون التدخل الجراحى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق